هل لاحظت ذلك من قبل الأشياء التي لا تريدها تأتيك بقوة والأشياء التي تحب امتلاكها تفر منك .

يكمن في عقلك الكثير من الأفكار التي تحمل مضمون ومدلول تؤثر تأثيرا جذرياً على مشاعرك وعلى حياتك بشكل عام،

وتقع خطورة تلك الأفكار على تشكيل معتقداتك والسيطرة على آليات بناء مستقبلك، ويلعب الماضي دوراً هام في برمجة عقلك تلك البرمجة التي تجعلك تسير كالإنسان الآلي الذي لا يفكر، بل يتحرك على حسب الأوامر التي وضعت في الميموري الخاص به .

دعني أذكر لك مثال بسيط عندما تفكر في فعل شيئا ما وليكن اليوم ستصعد على المسرح لتتحدث امام الجمهور ووجدت أصواتا ما تخاطبك " كيف ستتحدث أمام هذا الحشد وأنت غير مقبول وضعيف في الإلقاء سيسخر الجميع منك، ألا تتذكر أصدقاء العمل وهم يسخرون منك وسقوطك في حفل التخرج بالجامعة على منصة التكريم واستهزاء الناس بك، ألا تتذكر حديث أحدهم عندما وصفك بالثرثار الرديء الذي لا يستطيع تكوين جمله مفيدة، أنت لا تمتلك الكاريزما، التوتر يكاد يفتك رئتاك والدم سيخترق وجهك من شدة الاحمرار، انظر لقلبك سيتوقف من شدة النبض " .

لاحظ عقلك في هذا المثال السابق !!

عقلك فوراً بدأ يجذب الكثير من الأفكار السلبية الناتجة من التجارب التي حدثت لك في السابق وأصوات تدفعك نحو الرفض والنتيجة كانت الحكم على نفسك بالتظاهر بعدم تفضيلك للحديث أمام الناس لتذكر مبررات ساذجة خادعة تجعلك ترفض خوض التجربة دون تأنيب ضمير .

حين تفكر يصبح عقلك كالمغناطيس يجذب فقط دون وعي، ملايين من الأفكار تغزوك سواء كانت في صالحك أو ضدك، ويعتمد الجذب على برمجة العقل نفسه وهذا يعني بأن عقلك الآن في مرحلة الجذب وليس إدراك بما تجذبه وتلك المشكلة خطيره للغاية عليك أن تدرك بأن ما تفكر به سيحدث لك العكس أو ما تريده تبعاً لبرمجة عقلك في الماضي .

لو كانت برمجة عقلك في المثال السابق برمجة إيجابية وأن الأصوات تحدثك كذلك  " ما المخزي في سقوطك من على المسرح، أو حتى احمرار وجهك أو توترك الشديد، ما السخرية في حديثي يا الله الحضور يضحكون كم أنا شخص فكاهي

أنا سأصعد على المسرح وسأتحدث بما أشعر به بكل صدق لن أتصنع أو أتقمص شخصيه ليست تشبهني .

لاحظ الفرق شاسع للغاية برمجة العقل هنا في الماضي برمجة بناءة وسليمه لذلك عقلك بدأ يجذب أفكار ستشكل دافع قوي للإبداع أمام الجمهور والطاقة التي بذلت في التفكير تم استغلالها في دفعك بقوة لخوض  التجربة ,

عليك أن توحد أفكارك وأيضا مشاعرك وتدرك بأن التفكير الكثير وتحليل الأشياء سيجعلك تفقد قيمة العمل الذي تفكر به بل يجعلك تبرر بالرفض دائماً كي لا تخوض التجربة، فإن كنت تريد تحقيق شيئاً ما كن واضحاً واتجه نحوه، قم بدفع نفسك بقوة ولا تستنفذ طاقتك في التفكير أو التحليل بل استغلها في التنفيذ على أرض الواقع .

لو كنت تعاني من عدم جذب ما تريد عليك أن تستعيد شريط حياتك وتفتش في الماضي لتكتشف كيف تمت برمجة عقلك وبالتالي تعالج تلك البرمجة حتى تستطيع التركيز على الأشياء التي تريدها .

طه ثابت

مؤلف وباحث في مجال تطوير الذات