منذ أيام، قرأت منشورًا على منصة انستغرام يقول: الأمان أولًا، ثم بقية المشاعر.

ما دعاني إلى البحث عن مفهوم الأمان كشعور، ووجدت أنه: شعور الطمأنينة أي عدم الخوف وغياب القلق والثقة بالنفس، ونقيض ذلك يسمى انعدام الأمان النفسي ويعني القلق الدائم على النفس وعدم الثقة بها والرهاب الشديد من الآخرين. 

إذا تأمّلنا قليلًا في هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية، نرى أن الأمان بأشكاله يقع في قاعدة الهرم بعد الحاجات الفسيولوجية، إذ أنّه أساس كل ما يتلوه من تجارب واحتياجات.

وتتمثل الحاجة إلى الأمان في النقاط التالية:

  • السلامة الجسدية.
  • الأمن الوظيفي.
  • الأمن النفسي والمعنوي.
  • الأمن داخل الأسرة.
  • الأمن الصحي.
  • أمن الممتلكات.

جلست أفكّر في معنى الأمان العاطفي(النفسي، المعنوي) كثيرًا لأتوصّل إلى مفهومي الخاص عن "الأمان"، فأنا أؤمن بنسبية الأفكار في الحياة، وبضرورة أن يتوصّل كلٌ منا إلى مفهومه الخاص عن الأشياء. توصّلت إلى أنه فعلًا الشعور الأهم في العلاقات البشرية كافة.

بدءًا من العلاقات الأسرية، الصداقة، العلاقات العاطفية والزواج.

فالأمان بالنسبة لي هو الشعور بالراحة التامة أمام أشخاصٍ محددين، فلا أقلق بشأن مظهري الخارجي، ولا أضطر لانتقاء كلماتي بدقة شديدة خوفًا من أحكامهم، ولا أبتلع آرائي خوفًا من ردات فعلهم.

الأمان ليس ضروريًا في العلاقات العاطفية وحسب، بل إنه ضرورة مُلحّة في كافة العلاقات والتواصل بين الناس.

فالطفل حين يجد نفسه في أسرة تُشعره بالأمان، سيحيا حياةً صحيّة ويكون إنسانًا أيجابيًا مُنتجًا في مجتمعه.

وحين يتوفر الأمان في علاقات الصداقة، فإن اجتماعات الأصحاب تُصبح أحد أهم الأماكن التي يحب الإنسان قضاء وقته فيها.

وحين يعمل الإنسان في وظيفة تضمن له الأمن الوظيفي، فإنه حتمًا سيكون موظفًا يقدّم أفضل ما عنده لمكان عمله.

وحين يعُم الأمان علاقةً عاطفية، فإن كلا الطرفين يكون سعيدًا ومعطاءًا ومرتاحًا، وعلاقة صحية تعني أسرة مستقبلية صحية وأطفال أصحاء.

وقيسوا على ذلك في جُل العلاقات البشرية.

وأنتم، ما هو مفهوم الأمان بالنسبة لكم؟ وماذا يعني انعدامه في العلاقات؟ هل هو الشعور الأول الذي تقررون جودة العلاقة من خلاله؟ وكيف تتصرفون إذا شعرتم بانعدام الأمان في أي علاقة كنتم أحد أطرافها؟