ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ من منا لم يُسأل هذا السؤال في صغره. لطالما اعتبرتُ هذا السؤال سؤال عابر. لم أكن أدرك أهميته حتى وصلتُ إلى المرحلة الثانوية. جميعنا كنا نحلم بأن نصبح معلمين أو أطباء أو مهندسين أو أي شيء آخر. ولكن أحلامنا كانت ردة فعل لما نراه أمامنا أو لما يحلم به آبائنا. كبرتُ واجتزت الثانوية العامة بنجاح. ثم وقفت لوهلة، لا أعرف ماذا أريد أو ما هو حلمي. سجلت بدايةً هندسة اتصالات، لكني ما لبثتُ أن
كلما ازددت علماً، زادني علماً بجهلي
مهما تعلمنا، سنبقى جاهلين أمام العلم. نعم هذا ما أراد الشافعي أن يوصله لنا عبر هذه الكلمات. عندما مررت بهذه المقولة، تذكرت تجربتي المتواضعة. فلطالما كنت أعتقد أني على معرفة بما يتطلبه تخصصي خلال دراستي في البكالوريس، ولكن ما إن درست الماجستير حتى أدركت أنه ينقصني الكثير لأتعلمه. ومن ثم درست الدكتوراه، فتأكدت بأن معرفتي ليست إلا ذرة من العلم الموجود. هذا هو نطاق العلم، فالعلم ليس له حدود. إذاَ متى أصبح عالمة؟ دوماً ما نسمع البعض يردد "يا إلهي،
نتاج التعلم الحقيقي: ما بين الذاكرة والنسيان
"التعليم هو ما يتبقى للشخص بعدما ينسى ما تعلمه في المدرسة" هكذا عبر البرت اينشتاين عن مصطلح التعليم. بمجرد أن قرأت هذه المقولة لآينشتاين، مر في مخيلتي مشهد طلاب المدارس وهم يمزقون الكتب المدرسية بعد الانتهاء من آخر اختبار مدرسي للعام الدراسي. لعلكم صادفتم الكثير من الطلبة الذين يدرسون للحصول على علامات جيدة في الاختبار فقط. وما بعد ذلك، لا يهم إن فقدوا هذه المعلومات. أهم ما في الأمر هو التحصيل الدراسي. هل هكذا هو التعليم؟ نعرف الأهداف التربوية على
هل نركض وراء العلم أم الألقاب؟
هل فكرتم يوماً أن تسألوا أنفسكم من هو الشخص الناجح؟ بالنسبة لي، الشخص الناجح هو الشخص الذي يجتهد ويطور نفسه ويثبت مكانته في تخصصه أياً كان تخصصه. فهناك طبيب ناجح وهناك طبيب فاشل، و هناك مهندس ناجح ومهندس فاشل، وهناك معلم ناجح ومعلم فاشل، وهناك تاجر ناجح وتاجر فاشل، وقِس ذلك على جميع المهن. يربط أغلب الناس النجاح بالطب أو الهندسة، وحتى أنهم يفتخرون باللقب أكثر من افتخارهم بماذا اكتسب الطالب. يحصل الطالب على نتيجة جيدة في الثانوية العامة، ومن
"التعليم هو إضرام النيران، وليس ملء الوعاء"
"التعليم هو إضرام النيران، وليس ملء الوعاء" بهذه المقولة، أبدى سقراط رأيه في التعليم. يرى سقراط أن حشو الدماغ بالمعلومات والمعرفة وكأنه وعاء لتخزينها لا يعبر عن عملية التعليم. إنما يرى أن التعليم هو عملية التفاعل التي تشعل فتيل المشاركة والتواصل بين المعلم والمتعلم من جهة، وبين المتعلمين من جهة أخرى. فإضرام النيران يتطلب أن يكون الطالب ذو دور بالغ الأهمية في إصدار الأحكام وإبداء الآراء وبناء المعرفة. وبرأيي الخاص، أن سقراط على حق. وهذا ما تناشد به التربية الحديثة
لنردد جميعاً: لا للعنف المدرسي
ترسل الأم أطفالها إلى المدرسة مطمئنة أنهم ذاهبين إلى مكان آمن يتلقون التعليم ومن ثم يرجعون إلى البيت وقت انتهاء الدوام. ولكن ما يحدث خلال ساعات الدوام في بعض الأحيان، يمكن أن يسلب من الطفل الأمان الذي يطلبه ويريده. خلال تصفحي لتطبيق الفيسبوك بالأمس، رأيت فيديو لمعلمة من بلدٍ شقيق تصور فيديو للطفل وهو يبكي وتسأله: لماذا تبكي؟ رد بأعين باكية وجسم مرتجف قائلاً: "أخاف أن تضربيني"، لكنها تجيبه بكل ثقة " إذا أنت حافظ ليش تخاف؟ "إذا أنت حافظ!
ما هذه الطريقة الفاشلة؟ إنها لا تجدِ نفعاً!
أتذكر تلك المحادثة بيني وبين صديقاتي في المرحلة الثانوية، حينما تساءلت صديقتي عن سبب تفوقي قائلة، أخبريني يا أسماء كيف أدرس كي أحصل على درجات عالية مثلك؟ قلت لها آنذاك أني لا أستطيع الدراسة إلا بتصوير المعلومات من خلال رسمة، أو خريطة مفاهيمية، أو صور، أو حتى من خلال مشاهدة فيديو. وبذلك، أستمتع بالدراسة، بل وتبقى المعلومات في ذهني دون أي جهد. ردت قائلةً: "أيعقل ذلك؟" أجبتها: بالطبع، صديقتي. ثم قالت في حماس: "سأتبع طريقتك لعلي أحصل على الدرجات العليا".
هل حقق التعليم الالكتروني ما وضع لأجله؟
كلما مرت بنا الأعوام، كلما أصبحت حياتنا مقترنة بالواقع الافتراضي. فها نحن صرنا نستخدم التطبيقات الالكترونية مثل الفيسبوك، وواتس أب، وتليجرام، ومسنجر كوسائل للتواصل الاجتماعي. أصبحنا نفضل البحث عن المعلومات عبر المواقع الالكترونية بدلاً من الذهاب للمكتبة. ومع هذه التطورات، أصبح التعليم مقسم إلى ثلاثة أنواع إما تعليم وجاهي، أو تعليم الكتروني، أو تعليم مدمج. فالتعليم الوجاهي هو التعليم الذي يتم وجهاً لوجه في الغرفة الصفية داخل أسوار المدرسة. أما التعليم الالكتروني فهو التعليم الذي يحدث ضمن بيئة تعليمية افتراضية
دعكِ منه، هذا الطالب لا ينفع لشيء!
كان اليوم الأول لي في مهنة التدريس. دخلت على الصف الثالث الابتدائي. كان الصف مليء بالطالبات والطلاب بعمر الثامنة. قدمت نفسي للطلبة وقامت المعلمة المصاحبة لي بتقديم الطلبة لي حتى وصلت إلى طفل يجلس في المقعد الأخير قائلة "دعكِ منه، هذا الطالب لا ينفع لشيء". غادرت المعلمة الصف، ولكني بقيت أسيرةً لكلماتها التي استغربتها جداً. ترى ما الشيء الذي بدر من هذا الطالب حتى تنعته بالغباء وتلغي وجوده في الصف؟ بدأتُ ممارسة التدريس ولاحظت عدم مشاركته في العملية التعليمية. بالإضافة
لماذا نحتجز طلابنا داخل الصفوف الدراسية؟
يستيقظ الطالب متأففاً وغير راغباً بالذهاب إلى المدرسة. يبكي ويتحايل على والديه بالمرض للمكوث في البيت. إن هذا السيناريو المتكرر ما هو إلا تعبير لرفض الطلاب للمدرسة بشكلٍ أو بآخر. لا يجدون الدافع والحافز الذي يمنحهم شغف التعلم. إن البيئة التعليمية هي البيئة التي تهدف إلى تحقيق أهداف تعليمية معينة من خلال مشاركة الطلبة في الأنشطة الصفية والغير صفية. لذلك، يجب على المعلمين تهيئة البيئة المناسبة للطلبة بحيث يتم تحقيق تعلم فعال ونشط ومنتج. إن احتجاز الطلبة في نفس الغرفة