ترسل الأم أطفالها إلى المدرسة مطمئنة أنهم ذاهبين إلى مكان آمن يتلقون التعليم ومن ثم يرجعون إلى البيت وقت انتهاء الدوام. ولكن ما يحدث خلال ساعات الدوام في بعض الأحيان، يمكن أن يسلب من الطفل الأمان الذي يطلبه ويريده. 

خلال تصفحي لتطبيق الفيسبوك بالأمس، رأيت فيديو لمعلمة من بلدٍ شقيق تصور فيديو للطفل وهو يبكي وتسأله: لماذا تبكي؟ رد بأعين باكية وجسم مرتجف قائلاً: "أخاف أن تضربيني"، لكنها تجيبه بكل ثقة " إذا أنت حافظ ليش تخاف؟ "إذا أنت حافظ! يا إلهي! هل معنى ذلك أنك ستضربينه في حال لم يكن حافظ؟ كتب الطفل على السبورة وهو خائف. هنا استوقفني منظر مجموعة من الطلبة واقفين جانباً ينتظرون عقابهم، وربما عندما رآهم الطفل خاف أن يكون هو التالي ويُعاقب. 

في مشهدٍ آخر، كنت في حديثٍ مع طالباتي. وبينما أقوم بنصحهم وإرشادهم، أجابتني طالبة: نحن نقوم بالتحضير ونحصل على درجات جميلة ولكن هذا الأمر لا يعجب المعلمة "س". بمجرد أن تدخل الصف، تبدأ بشتمنا وبنطق ألفاظ نابية الأمر الذي جعل عدد من الطالبات تبكي من كلامها خلال الحصة الدراسية. حاولت أن أهون عليهن الأمر حينها، ولكني انزعجت في داخلي. تذكرتُ معلمتي الفنون في الصف السادس، حيث كانت تنعتنا " يا بجم، يا غجر". كم كنا ننزعج من هذه الكلمات، وكم كانت تؤثر على نفسيتنا. لماذا كانت تقول لنا ذلك؟ لماذا لم تقل يا طالباتي الجميلات، هلا تمتعن بالهدوء قليلاً، أو تقوم بمعاقبة المشاغبين بطرق أخرى سليمة؟ كأن تمنعهم من رحلة ممتعة كانت ستقوم بها، أو تمنعهم من الاستمتاع بالحصة الدراسية خارج الفصل الدراسي، أو تقوم بخصم درجات السلوك.

برأيي، أن استخدام العنف المدرسي بشقيه النفسي والبدني له آثار جسيمة على الفرد تنعكس لاحقاً على المجتمع. أولاً: ستنخفض الثقة لدى الطلبة كثيراً، وربما يعانون من أمراض نفسية. ثانياً: قد يصبح الطلبة عدوانيين ويمارسون العنف على من هم أضعف منهم. ثالثاً: سيؤدي ذلك إلى التسرب المدرسي، نظراً لأنهم يكرهون المعلم ويخافون منه، وبالتالي يكرهون الذهاب إلى المدرسة. 

وأنتم أصدقائي، هل تعرضتم للعنف المدرسي يوماً ما؟ وما هو الحل البديل للحد من العنف المدرسي، برأيكم؟