وأقصد بالأفضلية هنا الأفضلية الغالبة، لأن الإنسان لا يسير في الدنيا مستغنيًا بأحدهما عن الآخر، فالعقل رمز القوة، والمنطق، والاستدلال، وهو حاكم على العاطفة التي نعني بها المشاعر والأحاسيس، فإذا تغلبت صار الحكم لها، وفي نظري أن حكم العاطفة أسرع، وقد يكون في العجلة الندامة، لأن حكمها مبنيٌّ في الغالب علي شيء ظاهر، دون إمعان الفكر وخوضه في الأسباب والقرائن، مما يضطر صاحبه -لاحقًا- للاعتذار ، وإياك وما يُعتذر منه!، لذلك كان حكم العقل أقرب للاتزان والتأني، وفي التأني السلامة.

وربما يسأل سائل كيف أغلّب جانب العقل وأنا لا أستطيع ضبط مشاعري!، وعاطفتي دائمًا تغلبني!، مما يضر بي في حياتي؟!

لا شك أن العاطفة ظل الإنسانية، ولا نعني بالعاطفة الأمور الحسنة فقط كالرحمة والرفق والعفو، بل الغضب والكراهية والمشاحنات منها أيضًا، لذا يتوجب علينا أن ننظر في عواقب الأمور، ومآلاتها، ومصالحها ومفاسدها، حتى نستطيع ضبط عواطفنا.

أقول أيضًا: لا تتسرع، وَضَعْ احتمالات عند الحكم والتعامل مع المواقف والأشخاص، واربط بين الأمور، وحلل المواقف، بعلامات استفهام(كيف؟ ولماذا؟ وما الغرض والهدف؟)، حتى لا تظلم بريئًا أو تبريء ظالمًا، أو تُخدَعَ من أحد، وتوقع نفسك في ورطة وشر - لا قدر الله-!.

فتغليب جانب العقل جفاء، وتغليب جانب العاطفة مضرة، وفي الموازنة بينهما السلامة والكمال والاتزان.

ولا يوازن بينهما إلا حكيم يضع الأمور في نصابها!.