من المتعارف عليه أن الطفل يبدأ حياته سريع التأثر والاستجابة ومتنوع الانفعالات، فهو يبكي عند الجوع، وتظهر على وجهه علامات الرضا والراحة ويبتسم لأمه، وبعد فترة نلاحظ أن الأم أو من يقوم مقامها قد أصبحت مصدرا لانفعالاته، فالطفل يغضب لبعدها عنه ويألف وجودها لجانبه، هكذا تماما تتكون عواطفنا اتجاه الأشخاص أو الجماد أو حتى الحيوانات، لكن هل حقا أن العاطفة تعمي الإنسان؟ 

عندما يخضع الإنسان لعاطفته تجعله ضعيف اتجاه مستقبله أو قراراته، فالانقياد تحت غطاء العاطفة تأخذ بالفرد إلى أن يخلط بين الصواب والخطأ أو بين الحقيقة والخيال، وقد تشوه أحكامنا على المشكلات المختلفة وذلك حسب حالتنا العاطفية. فإذا كان الإنسان يشعر بالرضى نكون جل أحكامنا وأفكارنا كلها في مجال القبول، أما إذا كانت الحالة الضجرة وعدم الرضى تقودنا إلى الرفض. هذا يحفز في نفسي سؤال هل ممكن أن تقود الفرد المنساق وراء العاطفة إلى خلل وعقد نفسية؟ 

في الحقيقة يوجد دراسات أثبتت أن كثيرا ما يؤدي توتر العواطف إلى نشأة العقد النفسية تجعل الأشخاص أكثر ضعفا وقد يعانون من أمراض نفسية مختلفة، في حين أن العواطف المعتدلة، التي تعنى بتحاشي السلوكيات المرضية والانفعالات الضارة، وفي نفس الوقت لا تعني رفض العواطف التي قد تزج الأشخاص في حالة "البرود العاطفي" . 

هل خضوع الإنسان للعاطفة تضعفه أم تجعله يثبتها؟