كتاب استراتيجية التعلق: كيف يتحول المنتج من سلعة استهلاكية إلى عادة استهلاكية لا يمكن الاستغناء عنها؟

الشركات الكبرى لها قدرة تسويقية, حيث يخلقون احتياج قد لا يكون موجود من الأساس أو قد يكون له وجود غير محسوس لدى المستهلك أو ربط منتج معين بوقت معين, مثلاً منتج نسكافيه ربطته الشركة دوماً في دعاياها بوقت المذاكرة والعمل فخلقت احتياج لدى المشاهد للنسكافيه وقت المذاكرة, أو مثلاً شركة بيبسي تشعر المستهلك باحتياج المنتج وقت العطش

وهي النظرية التي ذكرها نير ايال و ريان هوفر في كتاب استراتيجية التعلق، ويقول كلاهما أن المسوق لو نجح في خلق صورة من صور الحاجة الضرورية للمنتج، لدرجة أن المستهلك تعلق بهذا المنتج، فإن هذه الرابطة كفيلة بأن تجعل الشركة على قمة هرم الاستحواذ على المستهلكين.

لأجل هذا أحاول أن أكون واعية بنفسي طوال الوقت، فهل فعلًا ما أشتريه أنا بحاجة إليه، أم أنني أتصور حاجتي إليه؟

كمنهج شخصي أنا ضد الثقافة الاستهلاكية تمامًا، وأسعى دائمًا أن أشتري فقط ما أحتاج وما أريد، حتى لو كان هذا غير متوافق مع الموضة أو مع أولويات العصر المزعومة. لا أقول إنني أفلح دائمًا، فكثيرًا ما أجد نفسي أشتري أشياء لا أحتاجها فقط بسبب إعلان ما أقنعني بهذا، لكني أحاول أن أبقى على وعي دائمًا بدوافعي وحاجاتي فعلًا.

أعتقد أنها تكون خطة مدروسة جيدًا لجعل منتج واحد شيء أساسي بالنسبة للفرد،ويبنى عليه الجودة الجيدة والترويج الجيّد للمنتج بالتالي يزداد الاقبال عليه شيئًا فشيء.

أنا كمستقل أطبّقها عبر بناء علاقات قوية من خلال التواصل، التواصل أهم ما يمكننا أن نعتمد عليه الآن وفي المستقبل، وأي تواصل ناجح هو يأتي عبر فهم احتياجات العميل، وهنا يكمن السر، حيث يمكن للخدمات الشخصية أو أخذ الشخصية على مقاصها كما يقال أن تخلق شعور بالقيمة عند العميلد مما يجعل العملاء يشعرون بالفهم والتقدير فيعودون!

لا أسرار في هذا الأمر، فقط تراكمات من السلوكيات في هذا المسار.

كما ذكرت يبدو هذا النمط التسويقي واضح للغاية، وهو معتمد على خلق الحاجة التي تربط المستهلك بالمنتج لدرجة قد تصل للادمان، ولكن الحاجة وحدها واللعب عليها ليست بالعامل الوحيد هنا فجودة الخدمة أو المنتج تشكل الفارق، فليس منطقياً أن نخلق اعتماد وحاجة بين محبي القهوة وبين براند معين منها، بينما القهوة التي يوفرها البراند رديئة للغاية.