كتاب "الأب الغني والأب الفقير" كيف يمكن تطبيقه عمليًا؟

رغم أهمية هذا الكلام ولكن تطبيقه برأيي قد يحمل بعض السلبيات، بناء الأصول يتطلب استثمارات مالية وزمنية كبيرة، إذا لم يتم التخطيط بشكل جيد لهذا الأمر قد يؤدي الاستثمار إلى خسائر بدلاً من تحقيق دخل إضافي. وتجنّب الاعتماد الكلي على الدخل الثابت قد يدفع البعض إلى السعي وراء مشاريع متعددة ظما يؤدي إلى تشتيت الجهد وضعف التركيز على المهام الرئيسية وصدقني هذا ضيّع الكثير ممن أعرفهم، الكل يعتقد أنه يستطيع التحكم بكذا مشروع وكذا أمر ولكن هذا لا يحصل مع المعظم

أتكلّم طبعاً عن صعوبة تحقيق التوازن بين المهام المختلفة في تحقيق الدخل واستقماره وإدارة الوقت بفعالية في كل هذا.

البدء بشكل صغير هو سر النجاح لانك تتحمل الفشل والمحاولة والتعلم مع مرور الوقت

لكن هذا ليس كل ما يحمله الاب الغني والفقير، لان التحول لمشروع او مؤسسة لن يغنيك عن العمل والتواجد بل يتطلب منك جهد اضعاف مايتطلبه الموظف لفترة طويلة حتى تنتقل للمرحلة الراحة المالية

لذلك من لايريد بذل هذا المجهود لديه حل اخر وهو شراء الاسهم.

من فترة كنتُ أقرأ كتاب (فكر تصبح ثريًّا) ومعي المفكرة الخاصة بي أدوّن فيها الملاحظات، وعندما رآها صديقي سألني لماذا تلك المفكرة؟ أخبرتُه أني أقرأ هذا الكتاب وأدوّن الملاحظات فيها.

كان رد فعل صديقي هو أن تلك الكتب لا تفيد وأنا مجرد (ضحك على الدقون) وإن أفادَت أحدًا غير المؤلف فإنها تفيد من يعيشون في بيئة المؤلف فقط، مع توافق أفكاره وكتاباته مع اقتصاد دولته.

فكان مضمون ردّي ما يلي:

أولًا: أتفق مع من يقول أن تلك الأفكار والنصائح تنفع في بيئة المؤلف فقط ولا تتوافق مع بيئتنا في المجتمع العربي لاختلاف البيئة والظروف الاقتصادية وغيرها.

ثانيًا: قال أنيس منصور في أحد كتبه (إذا كنتَ تصدّق كل ما تقرأ فلا تقرأ)، والمؤلف ليس نبيًّا مرسلًا أو معصومًا من الكذب، فلا نأخذ ونسلّم بأن كل ما قاله صحيح.

ثالثًا: إذا وضعتَ في حسبانك النقطتين السابقتين فأنت جاهز الآن لقراءة مثل تلك الكتب، ولكن ماذا تقرأ منها وماذا تستفيد؟

أ. اعلم أن الذي ستستفيده من تلك الكتب هو تغيير طريقة التفكير فقط وليس الطريقة بحذافيرها، نابليون هيل لن يعطيك فكرة بيزنس كي تصبح ثريًّا في يوم وليلة، وكيوساكي لن يقول لك كيف تترك الفقر وتصبح ثريًّا في أسبوع، بل إنهم يقدمون لك بعض النصائح التي تجعلك تفكر بطريقة الأثرياء فقط.

ب. خذ تلك النصائح وطبقّها على نفسك، وعندما تجد تأثير تلك الأفكار على حياتك بعد تطبيقها عندها ابدأ فكّر في مشروع خاص بك أو فكر في الطريقة التي تصبح بها غنيَّا.

جـ. عند التفكير في المشروع الخاص بك أو الطريقة التي ستصبح بها غنيًّا ضع في اعتبارك الوضع الاقتصادي في بلدك، وأنا المشروع يتوافق مع بيئتك، وأن الطريقة ليس بها أي شبهة أو خطيئة دينية.

والسؤال الآن: لماذا نتجه في قراءة مثل تلك الكتب إلى الكتب الأجنبية ولا نتجه إلى الكتب العربية التي تتكلم في مثل تلك المواضيع؟