أحياناً يأتي عليك وقت تقول ياليت يرجع بي الزمان طفلاً، رغم وجود أوقات ضعف وخيبات أمل كثيرة وصراعات طفولية؛ لكن مازلت تتمسك بها, لماذا؟
لماذا نعشق مرحلة طفولتنا رغم وجود أوقات سيئة فيها؟!
ليست مرحلة الطفولة تحديداً يا رياض.. بل إحدى محطات حياتنا..
ربما لأنك ما تزال في بداية الشباب فالمرحلة السابقة لعمرك هي الطفولة لذلك تفترض أنّ الرغبة تكون بالعودة لها.
لكن ابن الستين سيتمنى العودة لمرحلة الخمسين أو الأربعين، وابن الأربعين سيتمنى الثلاثين أو العشرين.
وابن العشرين سيتمنى المراهقة أو الطفولة.
ببساطة كل ابن مرحلة -قد- يتمنى العودة للمرحلة السابقة.. لماذا؟؟
ربما لأننا ندرك أنّ كلّ يوم جديد يعني أننا كبرنا (ومَن ذا الذي يحبّ أن يهرم ويكبر؟)، أو لأننا نظننا كنّا سنقوم بالأمور بشكل آخر، أو لأنّ تلك المرحلة كانت تضم ذكريات نتمنى أن نعيشها بشكلها أو بشكل آخر.
غالباً ما نكره أعمارنا حين يكون التقدّم الوحيد الذي نقوم به هو الزيادة في العمر فقط.
جميل قولك إيناس،
لأنّ تلك المرحلة كانت تضم ذكريات نتمنى أن نعيشها بشكلها أو بشكل آخر.
الحنين لطعم المشاعر السابقة يجعلك تتمني الرجوع لتلك المرحلة فمثل ما قلتي، ابن العشرين يتمني الرجوع لتذوق طعم الطفولة، ابن الخمسين يتمني الرجوع للشباب ليذوق طعم الصحة والنشاط وهكذا
كل مرحلة لها متطلباتها وحنينها التي لم تعد تستطيع الحصول عليه.
غالباً ما نكره أعمارنا حين يكون التقدّم الوحيد الذي نقوم به هو الزيادة في العمر فقط
هل تعتقدين أن النجاح أو السعي وراء غاية حقيقية يقلل من فكرة زيادة العمر أم يزيدنا قلقاً؟!
هل تعتقدين أن النجاح أو السعي وراء غاية حقيقية يقلل من فكرة زيادة العمر أم يزيدنا قلقاً؟!
ليس كذلك لكنه لا يجعلنا نكترث به.
يعني حين أنظر لإيناس في الستين وأنا اليوم بعيدة عن هذا العمر، ماذا سأرى؟؟
سأرى ما أتعب اليوم للوصول إليه في ذلك العمر من إنجازات وطريقة حياة وصحة وعافية ومركز اجتماعي و و و و.
حين تمرّ العشرين، والثلاثين، والأربعين، والخمسين، وتقترب الستين وما رسمناه لم ننجز فيه شئ، ألا يصبح العمر عبئاً؟؟
لأن هذا يعني عمر لا ضمانات له، فنتمنى الرجوع قليلاً ليمكننا تحقيق الرخاء الذي تبدو عن طريقه الأمور أسهل.
ألا تظن ذلك؟
أحب دائماً هذا السؤال وهو من قولي" أتحب حقاً نفسك؟!!، فإذاً إعمل لكهلك وساعد شبابك وتعلم من طفولتك"
سأرى ما أتعب اليوم للوصول إليه في ذلك العمر من إنجازات وطريقة حياة وصحة وعافية ومركز اجتماعي و و و و
لا أعرف ولكن أحاول العمل لكي أريح نفسي في عمر الستين لا يهمني إن فعلت ذلك أم لا فقط عليّ للمحاولة.
لأن هذا يعني عمر لا ضمانات له، فنتمنى الرجوع قليلاً ليمكننا تحقيق الرخاء الذي تبدو عن طريقه الأمور أسهل. ألا تظن ذلك؟
الطريق ليس مستقيماً في الحياة فقط في مخيلتنا لذا عند الوصول لسن الستين مثلاً وعدم تحقيق الرخاء المطلوب نتمني الرجوع لحياتنا بغاية التصحيح، ولكن هل فعلاً عند الرجوع بالزمن هل عند إتخاذ قرارات جديدة ألن يصاحبها حياة جديدة من الممكن أن تكون غير التي تريدها؟!
فقط والآن عليك التركيز في الستين خطوة التالية.
لكن مازلت تتمسك بها, لماذا؟
لا أرى الأمر كذلك يا رياض، فأنا شخصيا أحب طفولتي رغم كل ما فيها لكن بصراحة لم يسبق أن تمنيت العودة إليها أو البقاء فيها.
وعموما لا أتمنى العودة للماضي ولا إلى زمن دون الآخر، أحب عمري كما هو وبكل ما فيه حتى وإن كان فيه أخطاء وسقطات وهفوات.
لكل مرحلة عمرية مميزاتها وحكمتها، وكل فترة تستحق أن تعاش بكل مافيها من جماليات وحتى تحديات.
أحب عمري كما هو وبكل ما فيه حتى وإن كان فيه أخطاء وسقطات وهفوات.
لا تزال سخونة الكلمات ترن في أذني؛ حيث قرأت منذ قليل أن كل أمر أو قرار يضعه الله في طريقك لكي تختار، كل قرار تتخذه يكون حياتك بالطبع ولا إختلاف في ذلك.
رغم معرفتي بهذا لكن لا أستطيع ترك أي فعل في حياتي بدون تفكير نقدي وتحليلي أقول لنفسي " بالله عليك إنها حياتك فكر ملياً"
بالطبع أنا راضي عن قراراتي وأرضي أكثر بإختيارات الله لي.
وعموما لا أتمنى العودة للماضي ولا إلى زمن دون الآخر
أنا أحب دائماً النظر للماضي بعين الإعتبار، جميل ما أفعله في ربط الأحداث كدليل لعبور المستقبل، ومساعدة في جلب أفضل النتائج بإذن الله.
أسعتين الآن بالمقولة الرائعة لـبليز باسكال، حيث يقول:
نحب الماضي لأنه مضى. ولو عاد لكرهناه.
انطلاقًا من هذه المقولة، نرى أننا نصاب دائمًا بالحنين إلى الماضي، وأرى أن ذلك يتأتّى من الراءة أو انعدام الوعي بالمسؤوليات التي تقع على عاتق الكبار في هذه الفترة العمرية. لذلك نظن أننا كنا في ذلك الوقت أكثر راحة، وهذا طبيعي لأننا كنا أقل خبرةً بالحياة ومسؤولياتها.
بالمسؤوليات التي تقع على عاتق الكبار في هذه الفترة العمرية.
بالتأكيد، وأعتقد أن هذا من الأسباب التي يبحث عنها أغلبنا.
لا أذكر ولكن أحياناً أفكر في هذا ماذا لو تركت كل تلك المهام وذهبت ماذا سيحدث؟!
مما لا شك فيه، أننا في أغلب حياتنا نحتاج لعقلية طفل، ليس فقط في التعامل ولكن أيضاً في النوم؛ كم نحن بحاجة لنومة طفل لا يشغل باله مسؤوليات ولا قرارات ولا ديون فقط الواجب المدرسي، كم هذا بسيط.
الطفولة عالم مختلف عن كل مراحل حياتنا، ففيه تنقش ذاكرتنا وفيها نسعد بوجود كم كبير من الأخوات والاخوة والأقرباء والأصدقاء والوالدين. والطفولة عالم البراءة والمرح وعدم تحمل المسؤولية أو لنقل لا توجد مسؤولية نعاب على عدم تنفيذها .
لهذا كلما خرجنا من تلك المرحلة كلما عدنا بالذاكرة لتفاصيلها ولكمية السعادة والبراءة التي كانت تسكننا. وما أن نكبر أكثر حتى تبدأ تتساقط أوراق الأقرباء ومن شكلوا مع حياتنا وفي ذاكرتنا احداث عميقة، فإما أن يسافروا بعيدا او يغيب للابد بموت او مرض أو انشغال في حياتهم حتى نجد أنفسنا قد كبرنا وتحملنا مسؤوليات وبدأنا في فترات ما نشعر اننا لوحدنا. نعم هذه أصعب ما يمكن ان نتذكر فيها طفولتنا ونقول يا ليتنا لازلنا صغارا نلهو ونمرح في حضن من فارقونا!
لماذا؟
لدي إجابة واحدة فقط و سبب واحد فقط يجعلني أتمنى العودة للطفولة، على الرغم من أنني لا أحب تمني العودة للماضي و لو عُرِض عليّ إمكانية العودة إلى الطفولة أو البقاء على حالي فسأختار البقاء كما أنا، أحب رؤية نضوجي و تطور فكري و جوانب حياتي، والعودة إلى الماضي يعني فقدان كل هذه التطورات .
هذا السبب هو محدودية المعرفة أو "الجهل البريء"، عندما كنت طفلة كنت أجهل الكثير من الحقائق و الأمور التي حلّت عليّ معرفتها كلعنة امتصّت من طاقتي ما شاءت وأنهكتني، عندما كنت طفلة لم أعرف السياسة يوماً، لم أسمع عن الخيانة، لم أرَ الطمع المتفشي بين الناس، لم أسمع يوماً عن محكمة و حقوق و ظلم و سجون، كنت طفلة معرفتي تضاهي حجمي، أعلى ما تعلّمته هو أغنية الحروف العربية التي كنت أتغنى بحفظها، و تلك الألعاب التي كنت أتشارك لعبها مع الصبيان كما مع البنات دون أن أخشى أن يؤذوني بشكل ما، كان عالمي هو والداي، كانت الحياة أسهل مما كانت عليه الآن.
ربما أودّ إضافة سبب آخر و هو أن ذكريات طفولتنا يوجد بها أناس لم يعد لهم وجود الآن، كانوا جزءاً من حياواتنا الصغيرة و فارقونا الآن بلا عودة .
مرحلة الطفولة من امتع المراحل التي يمر عليها الانسان، وبالرغم كما قلت بعض شجارات لم تكن تفارقنا الا اننا نحِن لتلك الايام، ببساطة لان سقف توقعاتنا لم يكن مسدودا، واحلامنا لم تنبذ، كنا نرى اي شئ يحيط بنا هو جميل وبسيط، عقولنا لم تكن دائمة التفكير ولكن قلوبنا كانت مليئة بالحب والعطف، حقا احن لطفولتي، كانت تضحكني دمية ويبكيني كرتوني المفضل "ريمي وسالي.."، لا اعلم اذا الزمان هو الذي تغير ام نحن الذين تغيرنا ...، حتى اطفال هذا الجيل تغيروا عنا ..الشوارع لم تعد مملؤة بهم...غزو الهواتف وتركوا المرح في الشوارع...نحن طفولتنا نتذكرها بتفاصيلها ..اتساءل ماذا سيتذكرون هم 🤔.
..اتساءل ماذا سيتذكرون هم 🤔.
كيف يتذكروا ! لا عليهم فقد قامت الهواتف بمسح عقولهم وسرقتهم من طفولتهم.
هل تظنين أن الخطأ في الأطفال حيث وجدوا إهتمامات مزيفة في الهاتف أم علي التربية الغير مدركة لخطورة الإنترنت علي الأطفال؟
بالتأكيد ليسوا الاطفال من نلومهم على هذا الادمان، كونهم ليس لديهم الادراك التام بمخاطر الانترنت، كما انهم لا يميزون بين الصحيح والخطأ، لذلك وجود الاولياء ضروري في هذه المرحلة من مراقبة ومرافقة لما يتابعوه ومحاولة مناقشة المواضيع التي يشاهدونها من اجل معرفة المفاهيم التي لابد ان يتم تصحيحها لهم...
أحن لمرحلة الطفولة لأنها كانت مرحلة جميلة وهادئة ومليئة بالحب، ولكن لا أعلم فيما لو كانت مليئة بالخيبات و الصراعات كما تقول هل كنت سأشتاق لها؟؟!
هل كنت سأشتاق لها؟؟!
لما لا، فتلك الصراعات هي التي كونت شخصيتك، ولكن الأمر أيضاً مرهون بخيبات الأمل في الصغر وكيف كانت
فمثلا هل كانت خيبات أمل طفولتك هو شدة حماسك للذهاب إلي رحلة مع أسرتك ثم تفاجأ بخيبة أمل لعدم ذهابكم أبداً.
إشتياقك لتلك الخيبات مقارنة بثقل صراعات العمر الحالي أياً كان وشدة خيبات أملك اليوم, أليس كذلك؟!
لعلي فهمت الصراعات والخيبات بأبعاد أكبر، فليست كل صراعات الأطفال بسيطة كالتي ذكرتها، بالتأكيد مررت لنقل بتحديات لفهم العالم واستكشاف الوجود، ولكنني لم أنزعج منها قط، وممتنة لها جدًا
أما الصرعات التي خطرت ببالي، صراعات الطفلة في محيط يعاملها منذ الصغر بانتقاص ويفضل أخاها الذكر، أو تعرض الأطفال للتحرش مما يخلق العقد من الآخر، والخيبات التي قد يعانيها الأطفال في بيت تسيطر عليه النزاعات أو الإنفصال، أعتقد أن هذه هي الصراعات والخيبات التي قد يعانيها طفل، ولا أعتقد أن أي طفل مر بمثل هذه التجارب سيشتاق لمرحلة الطفولة بل إن بعضهم يلجؤون للإنكار the denial للتخلص من عقد الطفولة وعدم تذكرها، أما التحديات الطبيعية بالتأكيد هي الأجمل وهي ما جعلتنا ما نحن عليه اليوم فأنا أؤمن جدًا أن تجارب الطفولة لا تزول.
جميل ذكرك لمثل تلك الخيبات صدقاً، أتذكر كتابتي لمساهمة عن معاناة الطفولة وكيفية أن البطل إستغلها لصالحه أعتقد أن سبب نجاحه هو تذكر الماضي ( نعم إنها السينما ولكن لا مانع إسقاطها علي الواقع).
هل تظنين من ذلك هل الإنكار بمرحلة الطفولة حل صحيح ؟! مع العلم أنه أحياناً يكون الحل الوحيد وأتفق معه.
هل تظنين من ذلك هل الإنكار بمرحلة الطفولة حل صحيح ؟!
الإنكار ليس حل تحت أي ظرف من الظروف، بل هو مشكلة بحد ذاته، ناهيك عن كون الشخص الذي يعيش حالة الإنكار لأمر ما لا يعي كونه في حالة الإنكار، بل ويعتقد أنه اجتاز المحنة أو المصيبة التي ألمت به، ولكنه ينفجر عند لحظة إدراك معينة، يمكن أن يسببها المحيط له ولو بعد سنوات، ويبدأ يعاني من تبعات الأمور التي أنكرها كأنها حدثت بالأمس.
يكمن ذلك في اننا نضع كل احساسنا في الشعور بتلك اللحظة سواءا كانت جيدة او سيئة يعني لا نضع حدود في عيش تلك الاوقات بل نتخذها كما هي,لكن بمرور الوقت نتعود شيئا فشيئا و تتغيرة نظرتنا لبعض الاشياء فنشعر بالحنين لنسختنا الطفولية .
هناك مقولة احبها كثيرًا لد. «أحمد خالد توفيق» رحمه الله تقول: «أتمنى أن أبكي و أرتجف، وألتصق بواحد من الكبار، لكن الحقيقة القاسية هي أنك الكبار! .. أنت من يجب أن يمنح القوة والأمن للآخرين»، وبرأيي هي أصدق تعبير عن حنيننا لطفولتنا في مرحلة الكِبَر، فرغم كل شيء، كانت فترة خالية من أعباء الحياة والإلتزامات، وكنا نستشعر الدفئ والآمان من الكبار حولنا خاصة والدينا، ولكن الأن، نعلم جيدًا أنه علينا تحمل مسؤولية الكثير من الأشياء بمفردنا، وأنه عندما نخفق، علينا تحمل نتائج ذلك مهما فعلنا، فحينها لا نستطيع الركض لأحضان أمهاتنا والاختباء، فذلك لن يحمينا أبدًا من العواقب.
«أتمنى أن أبكي و أرتجف، وألتصق بواحد من الكبار، لكن الحقيقة القاسية هي أنك الكبار! .. أنت من يجب أن يمنح القوة والأمن للآخرين
جميل جداً، ولكن ما أريد معرفته هل كبرنا فعلاً عن عناق يخرجنا من قسوة الحياة أم نقول ستعانقنا الدنيا وما أوتيت من مسؤوليات؟!!
مرحلة الطفولة من أجمل المراحل وأكثرها نقاءً لا هموم كثيرة ولا مستقبل غامض هي مرحلة استكشاف ما حولك والإبتسام الكثير والتقاط الصور والتلفظ بماما وبابا أكبر مخاوفك ومشاكللك تخص الفيلم الكرتوني الخاص بك والدمية ذات الشعر الأشقر واللعب مع أطفال الحي وأن تكن الأول على صفك وتصفف شعرك بطريقة جميلة بالفعل ليت الطفولة تعود صديقي رياض
التعليقات