Azeddine Jabbary

48 نقاط السمعة
1.1 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
2

ابن تيمية والمنطق بين الشمول والتمثيل

يظل قياس الشمول أداة قوية في الرياضيات والمنطق الصوري، حيث تكون القضايا محددة بدقة، بينما يبقى قياس التمثيل أكثر واقعية في تناول القضايا العملية، كما يظهر في الفقه، حيث يعتمد على المقارنة بين الجزئيات بدلاً من التعميم المجرد. لكن تتعيَّنُ الإشارة إلى أن ابن تيمية لم يرفض المنطق رفضًا مطلقًا، كما قد يُفهم أحيانًا، بل لقد كان يعارض فرضه كـأداة يقينية مطلقة لا تقبل التشكيك. وكان يرى أن المعرفة تُبنى أساسًا على الفطرة كما في القضايا الإيمانية (مثل إثبات وجود
4

سكيتش "سرير الأوهام"

- دخول الشيخ وحيدي: يحمل منديلًا في يده ويقول بحماس: "سألبسك غطاء الرأس هذا وستكونين زوجتي المباركة... بشرط أن تتوبي عن الموسيقى وعن الأفلام العربية ونيتفليكس، وسأسمح لك بمشاهدة قناة واحدة فقط... قناة طيور الجنة!" ثم يدفعها نحو السرير كأنه يقدم لها "آية الطُّهْر والعفاف". - دخول الأستاذ هبلاوي: يدخل بكتاب فلسفي سمين تحت ذراعه ويصرخ: "أبشري بالحرية المطلقة! حَرِّري رأسكِ من هذا الغطاء، وسأحررك من كل القيود... حتى من عقد الزواج!" ثم يدفعها نحو السرير وكأنه يقدم لها "الحداثة
2

غياب الفيلسوف العربي الكبير: الاختلاف ليس تهديدا !!

ربما كان تعذر ظهور الفيلسوف النسقي العظيم راجعا إلى أن النظر إلى التفلسف - الذي هو في أصله قول شخصي متفرد - مافتئ يعتبر قولا ينبغي أن يراعي إجماع أهل الحل والعقد في جموع المسلمين.  ولو تعاطى محبُّ الحكمة الفلسفةٓ بهذا اللحاظ فلن ينتج سوى فلسفة اجترارية تقوم على تبرير ما أجمع عليه أهل البيان.  وإذا كانت الفلسفة بوجه ما، هي خروج عن المألوف الذي بانت محدوديته، ونقد للسائد الذي فشى قصوره، فإن الفيلسوف سيخشى على نفسه أن يجهر بأفكاره
5

صراع التأويل والكشف

اللغة بين نيتشه وهيدغر: صراع التأويل والكشف يختلف نيتشه جذريًا عن هيدغر في تصورهما لدور اللغة في تشكيل المعرفة والوجود: يرى نيتشه أن اللغة أداة تأويلية يتم استخدامها لإعادة تشكيل الواقع وفق إرادة القوة.  والحقيقة عنده، ليست سوى استعارات لغوية مُتَكَلِّسة فُرضت اجتماعيًا، وبالتالي فهي خطابات مُقَنَّعة وقابلة للتلاعب. وأما هيدغر، فيعتبر اللغة مأوى الوجود، حيث تُستخدم للكشف عن المعاني المتخفية في الواقع. وبالنسبة له، فاللغة ليست أداة خادعة، بل هي وسيلة للكشف التدريجي عن الحقيقة عبر زمانية الكائن المُتواجِد
4

روح حالمة

روح حالمة أنا لايلزمني سوى بضعة مئات من الدراهم، كل شهر، ويمكنني أن أواصل الدراسة حتى منتهاها.. ماهذا الهراء ؟ كم يمكنك أن تسعى في مخالفة النبض ؟ ألأجل القيمة تذبح نبضك ؟ .. تجفف مياه المشاعر، وتحقنُ روحكَ الغضب ؟ وجه المدينة عابس هذا المساء، دكنة تمسح السماء، المعاطف تكسو العابرين، حمراء وسوداء، وبيضاء في صفوف الإناث .. لماذا تمِلن للّون الأبيض ؟ ألأنكن تعشقن الطهر والنقاء ؟ أم لأن الأبيض واهن كطبيعتكن.. سريع الزوال ؟ ربما تعشقن مراودة
5

مسؤولية المثقفين

المثقف هو شخص يتميز بتكوين معرفي واسع، وقدرة على التفكير النقدي والتحليلي في القضايا المختلفة، بالإضافة إلى التزامه بنقل المعرفة وتوظيفها في معالجة مشكلات المجتمع وقضاياه. أجدني منسجما مع تصور أنطونيو غرامشي للمثقف باعتباره ليس فردًا معزولًا يمتلك معارف نظرية فقط، بل شخصا فاعلا يسهم في تغيير الواقع من خلال دوره كـ"مثقف عضوي" ينتمي إلى مشروع اجتماعي أو سياسي. (لينظر إلى الكتاب العاشر من دفاتر السجن) لقد سئمنا من تقعر الأكاديميين، وجفاف خطاب رجال الدين التقليديين الذين يكتفون بإعادة تدوير
3

لهيب المسافة

أرسل زفرة طويلة، ثم تنهد وقال في نفسه: "لقد أدركت حقا، سبب عكوفي على معبد زوجتي، تعس عبد الزوجة". وقرر أن يأخذ مسافة تضمن له كبرياءه المنتفض، وتعيد التوازن إلى العلاقة.  ارتشف رشفة دافئة من الحليب المكسر بالقهوة، ثم عاد يتأمل وخزا ألم بإحساسه، "ليتني أستطيع خلق المسافة..لكن في المسافة يختنق الحب ويكتوي بالجمر الفؤاد، المسافة ألم، شوق ممض. أوليست المسافة مضمار السعي من أجل الوصول؟ لكن، هل الوصول يكتفي بالوصال؟ فلم ظلت نار قيس تضطرم اشتعالا رغم زواجه من
4

هيدجر والإحيائية

أعتقد أن اختزال هيدجر في كونه مجرد إحيائي قد يظلمه ويقلل من عمق مشروعه الفلسفي. من المؤكد أن هيدجر يعود إلى جذور المفاهيم، لكنه لا يفعل ذلك بغرض إحيائها بمعنى مجرد استعادتها، بل بغرض كشف ما تم حجبُه أو تغييبه في تطورها الميتافيزيقي عبر تاريخ الفلسفة الغربية.  إن أساس مشروع هيدجر ينطوي على إعادة مساءلة جذرية للوجود نفسه، وليس فقط العودة إليه كما كان عند الإغريق، ولكن إعادة فهمه في ضوء الزمانية والوجود في العالم. عندما نقول إن هيدجر إحيائي،
2

مأساوية الوضع البشري

المأساة الوجودية والصيرورة الإنسانية يحمل الواقع الإنساني مأساة وجودية تتجلى في غياب نقطة انطلاق محايدة. نحن لا نبدأ من الصفر، بل نوجد وسط صيرورة سبقنا فيها العديد من الأحداث وتشكلت خلالها أفعالنا. هذه الصيرورة، التي قد تبدو أحيانًا موجهة بغاية وأحيانًا عشوائية بالكامل، تضعنا أمام حتمية اتخاذ قرارات جذرية. تلك القرارات تتطلب تجاوز القلق الوجودي والتردد الذي يُوهن العزم والإرادة. لكن، كيف يمكننا فهم هذه الصيرورة التي تحدد وجودنا؟ وكيف يمكننا تجاوز قلقنا الوجودي دون السقوط في أوهام اليقين أو