Azeddine Jabbary

21 نقاط السمعة
281 مشاهدات المحتوى
عضو منذ
كل يعمل على التغيير من موقعه. كل على قدر فهمه وذكائه. المهم هو تعليم التفكير التحليلي النقدي، ونبذ التبعية والتقليد.
هي ذي الحيرة الخلافة. ثمة مسافة لا بد من اتخاذها حتى يتبين له وجه الحقيقة، ولا بد ان يعمل الزمن فعله حتى يتخذ القرار مجراه. وفي الطريق يبقى التواطؤ على اقتسام اللحظة سيد الموقف.
كلامك أستاذة عفيفة عميق وصريح ومميز. ينبغي فعلا كما أجدت في الوصف أن نتجاوز مرحلة الخطابة فوق العروش العاجية، والعودة إلى انتهاج خطة المثقف الحقيقي، والنزول إلى ساحة الأغورا حيث كان سقراط يحاور الناس بتواضع، وبإرادة وتصميم على الانتصار للحق، والإخلاص للخقيقة.
المعرفة الحقيقية هي مزيج من النظر العقلي المجرد ومن الحكمة العملية المرتبطة بالتفاعل مع معطيات أرض الواقع. إذا انعزل المفكر عن حركة الواقع من خلال عدم الانخراط الفعلي في التجربة الميدانية حكم على نفسه بقطع التواصل الحقيقي مع ما يتغير ويحصل في الواقع، وانحصر في فقاعة شخصية يحارب الطواحين الهوائية.
المثقف هو شخص يتميز بتكوين معرفي واسع، وقدرة على التفكير النقدي والتحليلي في القضايا المختلفة، بالإضافة إلى التزامه بنقل المعرفة وتوظيفها في معالجة مشكلات المجتمع وقضاياه. أجدني منسجما مع تصور أنطونيو غرامشي للمثقف باعتباره ليس فردًا معزولًا يمتلك معارف نظرية فقط، بل شخصا فاعلا يسهم في تغيير الواقع من خلال دوره كـ"مثقف عضوي" ينتمي إلى مشروع اجتماعي أو سياسي.
هذه الصفات فيها ما لا يتغير كثيرا، كالجدية والعزلة، والانغماس في القراءة، وإجادة المثقف الأصيل للغته الأم وللغة أجنبية واحدة على الأقل. ولكن ما ينبغي التأكيد على ضرورة توفره في كل عصر هو سماحة الخلق وطيبة النفس والتواضع مع الخلق، وهذا أمر ليس مطردا بين جميع المثقفين، كما هو معلوم. وكذلك الاشتغال على مواكبة التطورات التي تحصل مع سير الزمن. وبما أننا كائنات علمها جزئي وغير محيط فكل شيء نعلمه يؤول إلى تحول، ويخضع حتما للصيرورة.
شكراً لتقديرك يا صديقي رفيق، وما ذكرتَه بالفعل يلامس عمق الإشكالات والتحديات العاطفية في العلاقات، والتي تندرج بنحو ما في صلب المأساة الوجودية، حيث يتوقف الأمر على الاختيار في المواقف الحدٌية، أعني التي فيها ( إما وإما)، والعبارة بين قوسين هي عنوان لكتاب مهم جدا لأب الفلسفة الوجودية سورين كيركغارد. أرى أن تعزيز التقدير الذاتي في لحظات الضعف أو الانكسار، خاصة حين تطغى العاطفة على المنطق، يحتاج إلى خطوات عملية تُعيدنا إلى نواتنا الداخلية دون تجاهل عواطفنا. أركزها هنا في
يبقى التقدير الذاتي في نهاية المطاف أساس الاستقرار النفسي داخل العلاقات وخارجها. فعندما يشعر الشخص بالأمان مع ذاته، يصبح وجود الشريك بريقًا محفزا للإحساس بالسعادة ووسيلة للنمو المشترك، بدلاً من أن يكون عبئًا نفسيًا. وفي حال عدم استمرار الحال على جهة التقدير المتبادل، وبلوغ دركات سفلى من التدمير الذي يعسر معه الاستمرار في علاقة الشراكة فالذي ينقذ أحد الأطراف من السقوط في شرك الاستحواذية هو تقدير الذات الذي ينتشلنا من القعر لنواصل الصعود نحو قمة تردداتها الأصيلة.
أشكرك على تعليقك العميق. أما أرى بالفعل أن الصيرورة ليست عشوائية ، بل هي حركة نحو غايات تتوافق مع النظام الكوني الذي خلقه الله. للعقل دور أساس مهمته إدراك هذا النظام والتناغم الذي يشتمل عليه. لكن للعقل حدوده التي يقف عندها وهي لا تختلف عما سطره كانط في نقده للعقل الخالص. هنا تنتصب أمامنا فجوة هائلة لا يستطيع ردمها إلا الإنصات إلى حقيقة النبض المودع فينا والذي هو السبب في شعورنا بالقلق. قد تفسر الصيرورة بشكل مادي مجرد بوصفها حركة