Azeddine Jabbary

69 نقاط السمعة
4.62 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
شكرًا يا رفيق، أسعدني أن قد بلغك النص بهذا الصدى العميق، وأعجبني استدراكك النبيل على مفهوم "العجز"، وهو بالفعل أمر يستحق التوضيح، لأن ما عنيته حقا ليس العجز عن الفعل، بل العجز عن الإرادة الكاشفة للحق، الإرادة التي ترى نداء المعنى في قلب الوقائع ، وليس مجرد إدارة المصالح. لا يعاني الغرب من عجز تقني ولا من شلل مؤسساتي، ولكن من عجز روحي عميق: إنه لم يعد يريد أن يرى.  لقد فقد الشغف بالمعنى، وأغلق نوافذه أمام الكينونة، وانكفأ على
أرى بالفعل ان هايدغر لم يُنكر البعد الديني كأثر إنساني، لكنه بعد كتاب الوجود والزمان قد تجاوز الإيمان الديني كمصدر للحقيقة. ونداء الكينونة عنده ليس امتدادًا لنداء لاهوتي، بل قطيعة معه، لأنه ينبع من تجربة الدازاين في العالم، من الكينونة لا من وحي متعالٍ أو من ميثوس سابق.
أشكرك على تعليقك العميق والمميز.
تعليقك فيه بريق جميل، ويلامس جوهر ما أردت الإشارة إليه. نعم، نور العقل ونور القلب هما جناحا الإدراك الإنساني، ولا يُستغنى بأحدهما عن الآخر. فنور العقل يضيء لنا المسار، يحدد الاتجاهات، ويمنحنا قدرة التمييز… لكنه محدود، ليس لأن العقل ضعيف، بل لأنه يعمل ضمن شروط، ويحتاج إلى وضوح في المعطيات. أما نور القلب، فهو ما يجعلنا نحسّ بصدق الخطى، ونتذوق المعنى، ونشعر بالحضور. هو البصيرة التي ترى ما لا تراه العين، وتلمس ما لا يحيط به الإدراك الحسي. وهذان النوران
نعم، هناك تأخّر في إدراكنا لما يحدث، مثلما وضحت في مثال ضوء النجوم. لكن هذا لا يعني أننا نعيش خارج الحاضر، أو أننا مجرد ظلال لما مضى. فليس الواقع الحاضر لحظةً جامدة، بل هو دائم التغير، مثل موجة تتحرك ونحن فيها. نحن لا نعيش الأشياء إلا حين فواتها، ولكن نعيش في صداها الممتد، وهو صدى حي، فيه أثر مما كان، غير أنه يصير فينا شيئًا جديدًا مع كل إدراك. وبمعنى آخر: نحن نعيش الحاضر كما يصل إلينا، لا كما هو
إن ما تدعوه بالوجود الذي يعكس نفسه فهو الوجود في ذاته ولا يكون إلا في الوجود المطلق حيث إن معرفته بنفسه لا تزيد في علمه شيئا ومعرفته بأي ظرف خارجي لا تتم إلا من خلال حوهره النوري التام. ولكن الوجودات الطيفية الأخرى ما هي إلا وجودات ترددية داخل الوجود نفسه لكنها تنوجد في ظروف معتمة لذلك تفرض عليها المسافة . فالمسافة جوهرية في حق الوجود المتكثر حتى يتحقق بقدر ما يحتمله من اشتداد. وهنا تظهر المسافة لا كفاصل، بل كجوهر
ينبغي أن يفهم الكائن البشري في حقبة الانفجار المعرفي أن قاطرة الحياة لا تتوقف على رأي أحد ، ولا تنتظر مباركة أية جهة لفعلها الخلاق الدائم. إما تقبل بالانخراط في الصيرورة الجدلية للحياة وترتفع إلى مستوى مجاراتها أو تترك المكان رغما عنك للإجيال القادرة على مواكبة كل تغيير ببراعة وذكاء واقتدار. إن البعض الذي يرفض الجديد إنما يرفضه لأنه لا يفهمه، بل هو يشعر أن حضوره الهش سينكشف بوجوده. و الذكاء الاصطناعي لا يُقصي أحدًا، لكنه يفضح من تجاوزه الزمن
أرى أن تقسيم ابن تيمية للمعرفة لا يعني رفضه المطلق للمنطق الصوري، فهو يؤكد أن هناك مستويات معرفية مختلفة: فالفطرة تدرك بعض القضايا مباشرة مثل وجود الله، والتجربة تعطي نتائج عملية، والمنطق يُستخدم في البناء النظري الاستدلالي. أما القول بأن وضع فكرة في إطار نظري يجعلها مقبولة، فهذا صحيح من حيث الوضوح، لكنه لا يضمن مع ذلك صحة الفكرة وعدم وجود الاعتراض عليها، لأن أي بناء نظري يجب أن يكون متماسكًا داخليًا من جهة وقابلًا للاختبار من جهة أخرى. وأما
أتفق معك أن مفهوم الفطرة الخيّرة وحده قد لا يكون كافيًا كأساس أخلاقي، خصوصًا في ظل البيئات التي تُعيد تشكيل المعايير الأخلاقية وفق منطق البقاء. لكن هذا لا ينفي الحاجة إلى مرجعية أخلاقية قوية تتجاوز الظروف الاجتماعية المؤقتة. قد ينحرف الإنسان تحت ضغط الظروف، وهذا يعكس هشاشته أكثر مما يُثبت شرّه الأصلي. ومن هنا أتصور أن فلسفة الصيرورة الأصيلة تُقدّم أساسًا مختلفًا؛ فهي لا تعتمد على الفطرة كنقطة انطلاق جامدة، بل تُركز على التجدد المستمر في بناء المعنى من خلال
أفهم تمامًا وجهة نظرك، يا صلاح، وأقدّر اهتمامك بجوهر الرسالة التي قد يلتقطها المتلقي. لكن دعني أوضح أن السكيتش كان يُقدم مقاربة فنية ساخرة تعتمد على المبالغة الكاريكاتورية، التي هي جزء أصيل من حرية التعبير في الأدب والفن. والهدف لم يكن الإساءة، بل إثارة التساؤلات حول الأنماط المتطرفة بطريقة تُحفّز التفكير، وليس القصد إصدار أحكام نهائية. يميل السلوب في الأدب والفن أحيانًا إلى الدفع نحو أقصى الحدود لنقل الفكرة بقوة، وهو ما حاولت التعبير عنه هنا."
أوافقك الرأي تماما، ضياء. فالتناقضات في الواقع كثيرة، وربما السخرية منها أحيانًا تكون أبلغ من أي خطبة عصماء. يسعني أن الفكرة نالت إعجابك!
 ليس هناك منظومة أخلاقية تبقى صامدة في كل الأحوال وفي كل الأزمنة. الحياة محكومة بالتحول وبالصيرورة، لكن الحقيقي أيضا أنه لا تأقلم ولا تطور يحصل في منظومة الحقيقة والأخلاق إلا من خلال بناء أنساق فلسفية قوية ومرنة قابلة للتجدد والتطوير. وكذلك هناك الشق الفردي في المسألة، فكل نفس على نفسها بصيرة ولو ألقت كل المعاذير. ينبغي على الإنسان الصادق مع نفسه والذي يرغب في العيش بشكل أصيل أن يستفتي قلبه وفطرته الباطنة، وأن لا ينكر نزوعه نحو الفضيلة بداعي المصلحة
ومن ناحية ثانية، فالأمر لا يتعلق بإنكار وجود ثوابت لدى أي منظومة فكرية أو دينية، بل يجب الإذعان إلى حقيقة أن لكل ثقافة أو منظومة دينية أساسات وثوابت راسخة. لكن النقاش هنا لا يتعلق بإلغاء الثوابت أو التشكيك فيها، وإنما بكيفية تدبير الاختلاف على المستوى العملي في عالم متشابك ومتنوع، حيث لا يمكن لأي طرف أن يلغي هذا التنوع، وبالتالي يصبح التحدي هو كيف نتعامل مع هذا الوضع بما يحفظ التوازن بين التمسك بالقيم الجوهرية التي تعبر عن أصالة هويتنا
حتى لو وصلت لن ينتهي الشغف إلى المزيد. هي ذي مأساوية الوضع البشري، نبقى نصارع الوهم حتى يفاجئنا الموت. ربما تكون كتابة أصدق خواطرنا في كتاب على شكل خواطر ذاتية ربما تتحول إلى كتاب علاجا لجزء من هاته المأساة.
لا تدع الخسائر تحدد هويتك. قيم نفسك بناءً على شجاعتك في المحاولة واستمرارك في السعي، لا بناءً على النتائج فقط. حاول أن تقسم أحلامك إلى إنجازات صغيرة، بحيث تجعل من تحقيقها تقدما في السير. المهم هو الاستمتاع بالرحلة وليس مجرد الوصول.
رأيي في المسألة هو رأي الفارابي كما عبر عنه في كتابه الكبير: "الحروف". فالفارابي يُوازن بين التوقيف الإلهي والاصطلاح الاجتماعي في نشأة اللغة، مُقدمًا رؤية مرنة تُوائم بين الدين والفلسفة. فهو يرفض أي نظرة غيبية أو سحرية للحروف، لكنه يُقر بأنها تمتلك قوة رمزية وجمالية تتجاوز مجرد التواصل. ويرى كذلك أن اللغة أداة عقلية للكشف عن المفاهيم المجردة والمعاني العميقة، لكنها تظل محدودة في قدرتها على التعبير عن الحقائق المطلقة. أرى أنه يُمكننا الاستفادة من مثل هذه التأويلات كأدوات تأملية
رأيي الشخصي في الموضوع: إن الجدل حول أصل اللغة يعكس بالضرورة اختلاف زوايا النظر بين ما هو فلسفي وما هو ديني وما هو لغوي تجريبي. إذا أخذنا بعين الاعتبار فلسفة الصيرورة والتجذر في الواقع، فإن رأي ابن جني يبدو الأقرب إلى موقفي، حيث يجمع بين لحظة البدء الأولى (الجوهر الإلهي المتجه نحو الاكتمال) وبين عملية النمو التدريجي التي تتجسد في الإبداع البشري عبر الزمن. هذا التصور يسمح باعتبار اللغة كـنبض متجدد، حيث تعكس أبعادًا ثابتة وأخرى متغيرة، وتشهد تطورًا مستمرًا
اللغة تحررنا من الأشياء، وهذا حقيقي ومفيد في التواصل. ولكن فيلسوفا عميقا مثل نيتشه ينبهنا لإلى ما قد يُعَبَّرُ عنه بمكر اللغة. فما قد نسميه أحيانا تواضعا يكون في حقيقة الأمر تخاذلا وانحطاط همة. وما قد نطلق عليه حبا قد لا يعدو مجرد نزوة أو رغبة قوية في التملك. وما قد نحكم عليه بالمنطق ونعده حكما معقولا قد لا يكون لا يكون سوى اندفاعات قهرية قادمة من ترسبات اللاشعور. وهكذا ...
سأحاول قدر الإمكان اختصار الجواب لأن السؤال يبدو بسيطا مكونا من كلمات قليلة ولكن الإجابة عنه تتطلب الإشارة إلى العديد من المفاهيم المركزية في فلسفة هيدغر والتي يُحدِث عدم فهمها ثغرات في استيعاب المعنى المقصود. أولا يعتبر هيدغر الحقيقة انكشافا يتأتى للإنسان الانفتاح عليه من خلا اللغة باعتبارها مأوى للوجود يسكنه الإنسان، ويرفض النظر إلى الحقيقة باعتبارها مطابقة للفكر مع الواقع. ويتأتى هذا الطريق نحو اللغة من خلال الإصغاء إلى نداء الكينونة، فحتى الصمت يفسح المجال للغة لتتحدث بكينونتنا نحن.
أُقدِّر شعورك بأنك لم تفهم الفلسفة. وأؤكد لك أنه شعور طبيعي يمر به أغلب المبتدئين، وأحياناً حتى المحترفين عندما يواجهون نصوصاً معقدة. والفلسفة نشاط عقلي يحتاج إلى صبر وممارسة لأنها تهتم بأسئلة عميقة ومفتوحة وبلغة تجريدية قد تبدو مربكة في البداية. ولكن بما أنك وجدت نفسك مرتاحًا مع المنطق، فأنت تتوفر على أساس جيد جدًا لفهم الحجج وتحليلها ولذلك أقترح عليك البدء بمقدمات فلسفية بسيطة مثل: كتاب "عالم صوفي" لـ جوستاين غاردر: رواية شيقة تقدم تاريخ الفلسفة وأفكار الفلاسفة بأسلوب
صدقت أخي جورج، وهذا ما أسميه بمنظورية الحقيقة في ذاتها، واللغة وسيلة للولوج إلى حروف منظور من مناظير الحقيقة. شكرا على تفاعلك.
شكرا جزيلا .. موفور التحية والتقدير.
هو ذاك حال الإنسان، إذ يعيش واقعه في هشاشة الكائن الذي يشقى لمواصلة سعيه واحتضان أحلامه رغم قسوة الظروف ومعاكسة الأقدار. تحياتي رفيق.
كل يعمل على التغيير من موقعه. كل على قدر فهمه وذكائه. المهم هو تعليم التفكير التحليلي النقدي، ونبذ التبعية والتقليد.
هي ذي الحيرة الخلافة. ثمة مسافة لا بد من اتخاذها حتى يتبين له وجه الحقيقة، ولا بد ان يعمل الزمن فعله حتى يتخذ القرار مجراه. وفي الطريق يبقى التواطؤ على اقتسام اللحظة سيد الموقف.