Azeddine Jabbary

21 نقاط السمعة
281 مشاهدات المحتوى
عضو منذ
5

مسؤولية المثقفين

المثقف هو شخص يتميز بتكوين معرفي واسع، وقدرة على التفكير النقدي والتحليلي في القضايا المختلفة، بالإضافة إلى التزامه بنقل المعرفة وتوظيفها في معالجة مشكلات المجتمع وقضاياه. أجدني منسجما مع تصور أنطونيو غرامشي للمثقف باعتباره ليس فردًا معزولًا يمتلك معارف نظرية فقط، بل شخصا فاعلا يسهم في تغيير الواقع من خلال دوره كـ"مثقف عضوي" ينتمي إلى مشروع اجتماعي أو سياسي. (لينظر إلى الكتاب العاشر من دفاتر السجن) لقد سئمنا من تقعر الأكاديميين، وجفاف خطاب رجال الدين التقليديين الذين يكتفون بإعادة تدوير
3

لهيب المسافة

أرسل زفرة طويلة، ثم تنهد وقال في نفسه: "لقد أدركت حقا، سبب عكوفي على معبد زوجتي، تعس عبد الزوجة". وقرر أن يأخذ مسافة تضمن له كبرياءه المنتفض، وتعيد التوازن إلى العلاقة.  ارتشف رشفة دافئة من الحليب المكسر بالقهوة، ثم عاد يتأمل وخزا ألم بإحساسه، "ليتني أستطيع خلق المسافة..لكن في المسافة يختنق الحب ويكتوي بالجمر الفؤاد، المسافة ألم، شوق ممض. أوليست المسافة مضمار السعي من أجل الوصول؟ لكن، هل الوصول يكتفي بالوصال؟ فلم ظلت نار قيس تضطرم اشتعالا رغم زواجه من
4

هيدجر والإحيائية

أعتقد أن اختزال هيدجر في كونه مجرد إحيائي قد يظلمه ويقلل من عمق مشروعه الفلسفي. من المؤكد أن هيدجر يعود إلى جذور المفاهيم، لكنه لا يفعل ذلك بغرض إحيائها بمعنى مجرد استعادتها، بل بغرض كشف ما تم حجبُه أو تغييبه في تطورها الميتافيزيقي عبر تاريخ الفلسفة الغربية.  إن أساس مشروع هيدجر ينطوي على إعادة مساءلة جذرية للوجود نفسه، وليس فقط العودة إليه كما كان عند الإغريق، ولكن إعادة فهمه في ضوء الزمانية والوجود في العالم. عندما نقول إن هيدجر إحيائي،
2

مأساوية الوضع البشري

المأساة الوجودية والصيرورة الإنسانية يحمل الواقع الإنساني مأساة وجودية تتجلى في غياب نقطة انطلاق محايدة. نحن لا نبدأ من الصفر، بل نوجد وسط صيرورة سبقنا فيها العديد من الأحداث وتشكلت خلالها أفعالنا. هذه الصيرورة، التي قد تبدو أحيانًا موجهة بغاية وأحيانًا عشوائية بالكامل، تضعنا أمام حتمية اتخاذ قرارات جذرية. تلك القرارات تتطلب تجاوز القلق الوجودي والتردد الذي يُوهن العزم والإرادة. لكن، كيف يمكننا فهم هذه الصيرورة التي تحدد وجودنا؟ وكيف يمكننا تجاوز قلقنا الوجودي دون السقوط في أوهام اليقين أو