في ظل الاهتمام الزائد من قبل المجتمع بالاضطرابات النفسية ومحاولة فهمها لمعرفة كيفية التعامل معها، نجد أن إحدى هذه الاضطرابات والتي تدخل ضمن الاضطرابات الأكثر خطورة هي الشخصية السيكوباتية.

ولا يحتاج الأمر إلى معرفة علمية كبيرة لنتعرف على الشخص السيكوباتي، ففي الغالب نحتاج إلى التركيز في مجريات الأمور لنعلم صحة شكوكنا من عدمها.

أتذكر زميلة في الجامعة وقد كانت تتمتع بعدة صفات غريبة، كانت تستفزني أنا وباقي الزميلات بسبب طباعها تلك، وأرجح أنها تتمتع ببعض الصفات السيكوباتية.. لنتعرف إذًا على الشخصية السيكوباتية، وما يتميز به أصحاب تلك الشخصيات.

السيكوباتية هي اضطراب نفسي أكثر ما يميز صاحبه هو معاداته للمجتمع، كما يتمتع بالغرور، الخيانة، عدم الشعور بالندم على أفعاله وخاصة إن كانت تؤذي الآخرين بشكل قوي، يعتمد على انتهاك حقوق الآخرين عن قصد، لا يحترم مشاعر من حوله، لا يهتم بأي أحد غير نفسه ولا يعرف معنى التعاطف والتسامح.

في الكثير من الأوقات تحول تلك الصفات الشخصية السيكوباتية إلى شخصية مجرمة، تفعل ما يحلو لها من قتل وسفك وغيرهما.

ببساطة الشخص السيكوباتي يستمتع بإيذاء الآخرين، ويكذب من شدة حبه للكذب.

في الافتراضات القديمة كانوا يرون الشخص السيكوباتي بصفات جسمانية جافة، كالجسد القوي والوجه ذو الملامح الحادة أو الغير مرغوبة لدى البعض.. ولكن تغير هذا الأمر كليًا بعد عدة حوادث ولعل أشهرها حادثة تيد بندي، الذي كان يتمتع بوجه وسيم ولباقة في الحديث.

ولكن تلك البراءة لم ترحم أكثر من ثلاثين امرأة من القتل على يديه، فقد كان يتمتع بكاريزما تجعله يتقرب من النساء ويكسب ثقتهم ثم يقوم بقتلهم بكل سهولة!

قد نكون تعاملنا مع شخص سيكوباتي من قبل أثناء عملنا أو في محيطنا الإجتماعي، ولكننا لم نستطع التعرف عليه بسبب القناع الذي يرتديه من إبداء عواطف زائفة لكي يندمج مع المجتمع بصورة أفضل.

ولكن هناك اضطراب آخر يختلط مع السيكوباتية وهو في نفس خطورته أو أقل نوعًا ما، وهو الاعتلال الاجتماعي، والذي ينشأ نتيجة الصدمات النفسية الصعبة، في حين يرجع بعض العلماء السيكوباتية إلى التغيرات الجينية.

فهل قابلت من قبل شخص سيكوباتي، أو معتل إجتماعيًا، وما هي أفضل الطرق للتعامل معهم وتجنب أذيتهم؟

أخبرني كذلك هل يمكن أن تنخدع بسهولة من شخص يقدم لك يد المحبة، ويضمر خلاف ذلك، أم أنك تفكر جيدًا قبل الاقتراب من أحدهم؟