بعض الأفكار الخاطئة الشهيرة عن الشخص "مفرط الحساسية" مرتبطة بالانطوائية والضعف، ويذهب بعضهم قليلًا إلى الاعتقاد إنهم قد يكونون في حاجة إلى علاج نفسي. ولكن حقيقة الأمر إن (Highly sensitive persons) هم أفراد لديهم تركيب عصبي مختلف، ونشاط أعلى في مراكز مخية مرتبطة بمعالجة المشاعر وإتخاذ القرارت والوعي وإظهار العاطفة تجاه الآخرين، ولكن مع العلم أن الحساسية قد تكون سمة في بعض الاضطرابات التي ترتبط باختلافات التركيب العصبي (التوحد، فرط الحركة وتشتت الانتباه).

وعليه، تكون فكرة ربط الحساسية بالانطوائية أو الضعف خاطئة، حيث نجد مثلًا إن 30% منهم اجتماعيين بطبعهم، أمّا بخصوص الضعف، فالعكس هو الصحيح، فهؤلاء الأفراد لديهم قدرات ابداعية وقيادية أيضًا قوية جدًا، كونهم قادرين على قراءة المواقف وتحليل الأنماط بما لا يدع مجالًا للخطأ.

ولكن، وبموضوعية أيضًا، فهم لديهم بعض السلبيات، منها مثلًا تفسير بعض المواقف من الآخرين على إنها مقصودة لمضايقتهم أو إنهم لا يتفهمون شعورهم، وأيضًا يتجنبون كل المواقف "الصاخبة" عمومًا أو التي تثير حواسهم على نحو مبالغ فيه: مناسبات صاخبة، روائح نفاذة، ألوان متداخلة تزعجهم، هذا على جانب الحواس الخمس، أما على الجانب المعنوي، فأي مواقف تتجاوز قدرتهم على معالجة الأحاسيس، فهي تضايقهم، وقد تكون استجابتهم لها غير متوقعة أو مبررة بالنسبة إلى المحيطين، وقد يُفهم أن الشخص "حساس" و"أوڤر"، فكيف تتعاملون مع موضوع الحساسية المفرطة، هل تثير إزعاجكم، أم تعتبرونها صفة شخصية؟