بطريقة مستفزة أصبحنا نسمع مؤخرًا عن حوادث تهديد لفتيات وترويعهم، ولأن الفتاة لا تحسن التصرف عند تعرضها للتهديد فإن هذا يؤدي إلى تفاقم الموقف وازدياد سوءه.

كلما سمعت عن حادثة مشابهة، تبادر إلى ذهني سؤال: لماذا لم نتعلم التعامل مع هذه المواقف النفسية من أجل الوقاية؟ ولماذا ينبغي علينا أن ننتظر وقوع الكارثة حتى نتحرك؟ لا أعتقد أن هناك ما يمنع من تدريس هذه الحيل النفسية وكيفية مواجهتها بطريقة مناسبة في المدارس سوى أن مجتمعنا حقًا يفتقر إلى إدراك تأثيرها وتبعاتها النفسية على الشخص الذي يعاني منها. تخيل أن طالبًا يعاني من تهديد زميل له في الصف، أراهن على أن هذا الطالب لن يتمكن من دراسة كلمة واحدة أو التركيز في الصف إن لم يكن يتقن التعامل مع التهديد الموجه له.

الحل العملي

وفقًا لمقال منشور على موقع Harvard Law School فإن هناك إستراتيجية تُسمى DEAL (كل حرف يمثل خطوة)، للتعامل مع حالات التهديد:

D: Diagnose التشخيص

وهنا يحاول الشخص فهم طبيعة التهديد جيدًا عن طريق جعل المُهدِد يفرغ كل ما بجعبته، ومن خلال ذلك يمكنه أن يفهم الدافع وراء التهديد، أي أن هذه الخطوة إجابة عن سؤال: (لماذا وكيف يهددني؟)، قد يستعمل مثلًا منصبه كأداة للتهديد.

E: Express understanding التعبير عن الفهم

في هذه الخطوة يبدأ الخص بشرح تفهمه لمشاعر خصمه، وتعتبر هذه الخطوة بمثابة محاولة لتلطيف الأمور بعيدًا عن النزاعات وتصعيد الموقف.

A: Ask questions طرح الأسئلة

وهنا يبدأ التمهيد إلى التسوية وتقديم عروض لإرساء كل الأطراف عن طريق حل وسطي، ويتم ذلك من خلال طرح الأسئلة التي تكشف إجاباتها جوانب قد لا تكون مأخوذة في الاعتبار، وأحيانًا يتكشف للشخص أن التهديد مجرد خدعة او حيلة نفسية مقصودة يلعبها الخصم للحصول على مطالبه.

L: Label التصنيف

هذه الخطوة دعوة إلى وضع للحوار في نطاقه الصحيح. بعبارة أخرى، إذا اكتشف الشخص أن غرض خصمه فقط التخويف وأنه قد لا يقدر على تنفيذ تهديده فإنه يمكنه وبكل شجاعة وثقة أن يطرح على الشخص الذي يهدده حلول عملية مباشرة قابلة للتطبيق.

أما إذا فشلت كل المحاولات، فواجبٌ على الشخص أن يقدم فورًا تهديد مضاد، وألا يتنازل عن إظهار قوته أمام من يهدده بعد رفضه لكل محاولات الصلح العملية التي قُدمت.

قد تكون الخطوات الموجودة بالأعلى مناسبة للتهديدات الحوارية، على مستوى الأعمال مثلًا أو الأمور الرسمية والتعاقدات وما إلى ذلك، ولكنها قد لا تصلح للتطبيق في بعض المواقف التي يتعين فيها على الشخص أن يظهر قوته من اللحظة الأولى التي يشعر فيها بأنه تحت التهديد؛ أو يطلب المساعدة من شخص يثق به، أو يبلغ الجهة المسؤولة للتدخل الفوري.

هل تجد هذه الإستراتيجية ناجحة؟ وما هي استراتيجيتك الخاصة في التعامل مع التهديد؟