كيف نتعامل مع الشخصية الهيستيريونية المريضة بالسعي للفت الانتباه؟

ضمن الجامعة كانت لدينا فتاة تعاني من هذا الموضوع، كانت معروفة بمسرحياتها الدرامية التي تقوم بها للفت الانتباه بشكل مزعج جداً، أذكر أن الأساتذة جميعهم كانوا يتعاطفون معها إلى أن صار هذا الموقف مرة، في أنها مرة وقف على مقعدها عنكبوت فصرخت صرخة غير طبيعية وتقريباً ألقت بنفسها مترين بعيداً وشتتت الدرس بطريقتها هذه وخاصة أن دموعها بدأت تنهمر، تجمعنا حولها كالعادة ولكن هذه المرة دكتور المادة تصرّفه كان مختلف تماماً، لم يتعجّل، بدلاً من ذلك واصل محادثته بهدوء في مكان قريب منّا وسألها: "هل تحتاجين إلى مساعدة مع هذا العنكبوت؟" بنبرة محايدة، حين لم تجبه مباشرةً عاد للدرس وعاد إلى محادثته فيه وكأنها لا تبكي، بدأت الأضواء تتلاشى، لا زلت أذكر كيف نفضت العنكبوت بعيداً بيدها بعد تجاهلها دون خوف!! ضحكنا، ربما ضحكنا على أنفسنا كيف أنها كانت تخدعنا كل مرة بمسرحياتها هذه وكيف أنه كان المفتاح الصحيح بالتعامل مع هذه الشخصية هو عدم القيام بتأجيج الدراما الخاصة بها، لقد اعترف بها فقط وعرض عليها المساعدة (دون تسرع) وأبقى هذا الاهتمام عادي.

برأيي طريقة دكتور جامعتنا هي أنسب طريقة للتعامل مع هذا النوع من الشخصيات!

تكمن صعوبة التعامل مع هؤلاء الأفراد في أن اضطرابهم يتوافق مع تحقيق بعض الأهداف الشخصية مما يجعلهم أقل رغبة في الاعتراف بالمشكلة أو السعي لعلاجها، كما أن النرجسية المرتبطة بهذا الاضطراب تعزز لديهم شعورا بالتميز والتفوق، مما يعيق محاولات التدخل العلاجي.

أعتقد أن استخدام العلاج السلوكي المعرفي أو ما يسمى ب (CBT) يمكن أن يكون مفيدا، حيث يساعد الأفراد على تحديد وتغيير الأفكار والسلوكيات غير الصحية، كما أن الدعم الاجتماعي والبيئة المحيطة تلعب أيضا دورا مهما في تعزيز السلوكيات الإيجابية والمستقرة.

كيف يُمكن التواصل معهم من الناحية النفسية؟

كنت سأجيبك بالتجاهل، وهذا فعلا ما أقوم به تجه شخصية من محيطي تعاني من نفس الأعراض (المبالغة في وصف النفس، تضخيم المشاعر، التزين بشدة للفت الانتباه، التصنع في العلاقات والتقلب فيها....) هذه الشخصية أحاول تجاهلها قدر الامكان لأنني ببساطة لست ملزمة بالتعامل معها دائما إلا في بعض الأحيان والأيام البسيطة.

لكن ماذا لو كان من يعاني من هذه الحالة هو ابنتك مثلا أو أمك أو أختك؟ في هذه الحالية يجب أخذ تدابير حذرة لمعالجة المشكلة والتعامل معها، لانك لا يمكن تجاهلها ببساطة، لذلك أفضل أن يتم التعامل معها بحب واحتواء، لأن هذا ما ترغب فيه وحتى لا تبحث عنه في مكان أخر، من هذا المنطلق يتبادر لذهني سؤال ملح، هل يمكن أن يسبب الحب المفرط للطفل والدلع الزائد مثل هذه الاضطرابات في المستقبل؟

لأنه يجيب عن أسئلة كثيرة بخصوص المحتوى الرائج على مواقع التواصل الاجتماعي، ويصل الأمر إلى مشادات وكلامية وأحيانًا جسدية، فقط للوصول لأعلى نسب مشاهدة.

لطالما تساءلت عن سبب تلك الظاهرة المنتشرة بصورة كبيرة، لكن ماذا عمن يتابعون ويشجعون ذلك النوع من المحتوى هل هناك تشخيص لهم، أم أنه مجرد يعانون من الفراغ؟

كيف يُمكن التواصل معهم من الناحية النفسية؟

أعتقد أن ما يساعد على تفاقهم تلك المشكلة عند من يعانون منها هو أن المجتمع لا يساعدهم على التعافي وإنما للاستمرار خاصة للمنتشؤين على مواقع التواصل فتجد لهم ملايين المتابعين والمشجعين يتعاطفون ويتفاعلون ولا يجدون حرجًا في ذلك مهما كانت تفاهة المحتوى، لذا أظن أن العلاج يبدأ ممن حولهم بتفهم المشكلة التي يعانون منها أولًا ثم التعامل معهم بصورة طبيعية دون الانسياق معهم في التهويل، لأنه كما ذكرتي فهم لن يطلبوا المساعدة ولن يعترفوا بها نظرًا للفوائد التي يتمتعون بها.

طرح رائع عندي تساؤل فقط عن الاسم مامعناه وهل مشتق من الهيستريا أو له علاقة