في الأغلب تعاملتم مع شخصيات "مُبالغ فيها"، مبالغ فيها بمعنى إنهم يحبون الدراما، أو إثارة الجدل (دون هدف نقاشي، بل إثارة لغرض الظهور)، أو ادعاء الحزن بلا سبب، وأساليب أحاديثهم دائمًا غرضها هو جذب انتباه المستمعين، والتركيز معهم فقط..
أظن أنني ناقشت هنا معكم سابقًا هذا السلوك مع الشخصية الهيستيرية، وهو فعلًا أحد علاماتها، ولكن السلوك نفسه له أدله أخرى بالنسبة للبالغين، والأطفال أيضًا. مثلًا الأطفال، في حالات بعض الاضطرابات التنموية (اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، اضطراب طيف التوحد) تكون سلوكيات الطفل قهرية فعلًا، إما كونه غير قادر على السيطرة على الاندفاعات، أو السلوكيات تمثل أنماط متكررة لتنظيم الاندفاعات.
أما بالنسبة للكبار، فالسلوك أحيانًا يرتبط ببعض اضطرابات الشخصية، ومنها النرجسية والحدية وثنائي القطب، ولكن منها أيضًا ما يكون سببه: الوحدة، أو عدم الثقة بالنفس، وأحيانًا أخرى صدمات.
الفكرة أن السعي للانتباه ليس دائمًا بسلوكيات سيئة، بل قد تبدأ بلطف ومدح، إذا كانت هذا الوسيلة هي التي تثير انتباه من حولهم، ولكن إذا لم يجدوا منهم اهتمام، يتحول المدح إلى ذم نتيجة لغضبهم الداخلي، وأحيانًا انتقاد مستمر بلا أي هدف، بل إذا حصلوا على الاهتمام بهذا الأسلوب، فهذا يكفي لشعورهم بالثقة مرة أخرى..
ولذا، السؤال المهم: كيف نتعامل مع هذا السلوك؟ لأن الانخراط معهم والتأثر بسلوكياتهم، يضعنا في لخانة التي يريدونها بالضبط، فالخطوة الأولى: هي عدم إعطائهم أي ردة فعل على سلوكياتهم، يعني لا تأثر إيجابي ولا سلبي، وبالمناسبة هذا سيفيدهم جدًا في إدراك أن السعي لكسب ثقتهم بأنفسهم من الآخرين، هو وهم ليس إلا، وأنتم كيف تتعاملون مع هذا السلوك؟
التعليقات