لن أحدثكم عن الانتباه وأهميته فجميعا ندرك ذلك، ومدى حاجتنا في كافة مناحي حياتنا للانتباه الكامل، بعيدا عن التشتت، وأن نركز بكامل حواسنا بما نفعله، وبكثرة المشتتات التي نمر بها، سواء خارجية أو حتى داخلية أردت أن نتشارك الأفكار حول الانتباه، ما هو وما هي مراحل الوصول للانتباه الكامل، وما هي العوامل المؤثرة به، شاركونا ايضا تجاربكم للحفاظ على كامل انتباهكم وقت الضرورة.
الانتباه، ما هو، وما هي العوامل المؤثرة به؟
أنا فعلًا أحتاج لنصائح لزيادة الانتباه والتركيز، وقرأت كثيرًا عن طرق لمحاولة الوصول إلى مراحل انتباه عالية. في احدى التقارير التي قراتها عن الموضوع كانت النصائح هي:
1. التركيز على موضوع واحد فقط وفهمه جيدًا من ثم مراجعته.
2. أخذ اقساط من الراحة، إذ أن العقل يفقد تركيزه وانتباهه بعد 90 دقيقة.
3. ممارسة تمارين معينة مثل المشي في أماكن مختلفة سواء مفتوحة أو مغلقة.
تدوين الملاحظات باستمرار.
4. الاستماع الفعال، بأن تركز على حديث الشخص الذي يتحدث معك فقط أو أي صوت آخر محدد والتركيز معه فقط.
5. ممارسة ألعاب الذكاء والألغاز مثل مقاطع الكلمات.
6. تناول الأغذية الصحية.
أما بالنسبة للعوامل التي تؤثر على الإنتباه، فمن تجربتي أرى أنها تتمثل في:
- العوامل الجسدية مثل الارهاق والتعب.
- عندما يركز الشخص انتباهه لفترة طويلة على شيء محدد يفقد انتباه لجميع الأشياء الأخرى.
- العوامل النفسية والشردود الذهني وفرط التفكير.
- الضوضاء والإضاءة والتهوية.
"90 دقيقة" أظنها كثيرة عمليا وواقعيا
جربت أسلوب بومودورو وهي "25 دقيقة" فقط ثم أخذ قسطا من الراحة سريع "5 دقائق" ثم المعاودة 3 مرات مثلا ثم أخذ راحة طول (45 مثلا) وهكذا
ليست كثيرة إطلاقًا!
بالعادة الاستراحة تكون كل ساعة أو 45 دقيقة وإلا ستقل انتاجيتنا على هذه الحالة.
أظن بالعكس. أخذ راحة سريعة 5 دقائق (وسط الساعة) أقوم من مكاني أحرك جسمي وحتى أغاير حركة عضلات عيني ولا بأس من كوب شاي سريع فهذا سيزيد من إنتاجية هذه الساعة بالنشاط المتجدد أليس كذلك؟
التشتت هو داء عصرنا ، لم يعد لدى الجيل الحالي القدرة على التركيز لساعة متواصلة أو ساعتين متواصلتين على نشاط بعينه دون أن يفتح الفيسبوك مرة أو يتفقد الرسائل أو البريد أو يفعل أي نشاط آخر ، وإن كنا نسعى للحصول على الانتباه الكامل في حياتنا وأن نعيش اللحظة بكامل حواسنا ، فعلينا أولًا تحديد بعض مصادر هذه المشتتات وأسبابها :
- الفيديوهات القصيرة ( shorts ) والreels : صُممت هذه الفيديوهات بغرض ألا نشعر بالملل ، فيديو قصير لا يتعدى ٣٠ ثانية تشاهده لا يحتاج إلى أي مجهود ذهني كبير ، وبالتالي تعود دماغنا على مثل هذه الجرعات الصغيرة .
- عدم وجود نهاية لل Scroll : في السابق كنا نجد ترقيمًا بنهاية الصفحات ، حتى في مواقع التواصل الاجتماعي ، كان هنالك نقطة ينتهي عندها المحتوى ، أما الآن فلا يوجد نهاية ، بإمكانك أن تظل داخل صفحة الفيسبوك أو حتى داخل التيك توك تقوم بمشاهدة الفيديو تلو الأخر إلى ما لا نهاية .
لعلاج هذه المشكلة من وجهة نظري نحتاج إلى عمل ال Attention Diet ، وهو أننا نحتاج إلى :
- جعل المصادر التي تشتتنا مملة أو نقلل ارتباطنا بها ، فمثلًا لو كان الفيسبوك هو مصدر التشتيت فمن الممكن أن نلغي إعجاب ومتابعة الكثير من الصفحات وإلغاء متابعة الأشخاص الذين ينشرون منشورات لا فائدة منها إطلاقًا .
- أيضًا جعل الوصول إلى التطبيقات التي تشتتنا صعبًا من خلال حذف التطبيقات مثلًا أو استخدام التطبيقات التي تحظر فتح تطبيقات أخرى خلال مقدار زمني معين .
- التدريب على التركيز بأن نخصص مقدارًا معينًا من الوقت لا نفعل خلاله أي نشاط سوى شيء محدد ، وكل فترة نزيد ذلك المقدار كأن نبدأ أولًا ب٢٥ دقيقة وبعدها ٣٠ وبعدها ٣٥ وهكذا .
تناولت نوعا ما جانب مغاير للموضوع، فالتشتت بالتأكيد مشكلة كبيرة، لكن سؤالي عن الانتباه بحد ذاته ما هو، متى نقول أن هذا الشخص منتبها؟ كذلك معالجة التشتت ربما تكون أحد الوسائل للوصول للانتباه، لكن ما هي العوامل الأخرى برأيك؟
كتب عالم النفس والفيلسوف ويليام جيمس في كتابه "مبادئ علم النفس" أن الانتباه "هو استحواذ العقل في شكل واضح وحيوي على شيء واحد من ضمن عدة أشياء.
لا يتعلق الأمر فقط بتركيز تركيزك على شيء معين، بل ينطوي على تجاهل قدر كبير من المعلومات والمحفزات المتنافسة. يتيح لك الانتباه "ضبط" المعلومات، والأحاسيس، والتصورات التي ليست ذات صلة في الوقت الحالي، وبدلاً من ذلك تركز طاقتك على المعلومات المهمة وهذا يسمى الانتباه الانتقائي كنت قد تناولته في أحد المساهمات.
ويمكن تحسين الانتباه والتركيز وفقا لما يلي
- تجنب تعدد المهام: إذا كنت ترغب في تحسين تركيزك، فحاول تجنب تعدد المهام. تؤدي محاولة التوفيق بين مهام متعددة إلى الإضرار بالإنتاجية، لذا يمكنك تحقيق أقصى استفادة من بحثك المحدود من خلال العمل على شيء واحد فقط في كل مرة.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: أظهرت الأبحاث أن النوم الكافي ضروري للحفاظ على مستويات الانتباه المثلى. ليس هذا فقط، يبدو أن بينهما علاقة ثنائية الاتجاه إذ يساعد النوم على تنظيم الانتباه.
- ممارسة اليقظة: اليقظة، التي تنطوي على الانتباه إلى اللحظة الحالية، يُنظر إليها أحيانًا على أنها شكل من أشكال الانتباه. أظهرت الأبحاث أن تدريب اليقظة قد يكون مفيدًا في تحسين الانتباه.
في سياق الانتباه، سأضم صوتي إلى صوت @mahmoud_ahmed2004 ، حيث أستهدف التشتّت الرقمي ودوره في تقليل معدّلات الانتباه والتركيز لدينا إلى حدود غير مرغوبة على الإطلاق.
فيما يخص هذه النقطة، عانيت العديد من المشكلات مع التشتت الرقمي، من أبرزها:
- عملي المستمر على الإنترنت، مما لا يساعدني على التخلّي عن البقاء متصلا بالشبكة أثناء العمل.
- منصات التواصل الاجتماعي وما تمتلكه من أدوات يصعب التخلّص منها بسهولة.
- مشكلات اللياقة البدنية الناتجة عن البقاء لفترة طويلة باستخدام هذه المشتتات.
- تسببت هذه المشتتات لدي في العديد من المشكلات، من أبرزها نقص الانتباه بعد الاستيقاظ، حيث يتحول الأمر إلى أزمة كبيرة.
وفي ضوء التخلص من هذه المشتتات واستعادة انتباهنا متكاملا، أنصح الأصدقاء باستخدام نظام Android 13 الجديد، حيث أنه يعمل من خلال مجموعة من الأوضاع modes يمكننا الاعتما عليها فيما يخص الانتباه وتحسينه، وذلك عن طريق مثلا:
- وضع النوم sleep لتحسين جودة النوم.
- وضع العمل work لتحسين الانتباه والتركيز وقتها.
- وضع التدريب لتحسين جودة التمارين والأنشطة اليومية.
وغيرهم.
مع أن الانتباه هو أهم ميزة يجب أن نتحلى بها كبشر عاقلين لأنها انعكاس كامل لقدرتنا على الوعي والشعور بالزمن، وهي الميزة الأساسية التي تمسيزنا عن كل الحيوانات والكائنات الأخرى، مع ذلك نجد أنفسنا نخسرها تدريجيا، ويرتقب أن نخسرها أضعاف مضاعفة في السنوات القادمة، فقد اظهرت الدراسات أن الإنسان الطبيعي في السابق ينمكنه أن يركز لمدة 45د كاملة دون تقطع، بعد هذه المدة تنخفض جودة انتباهه وتركيزه، ومع ذلك يبقى قادرا على الانتباه والتركيز حتى مدة 90 دقيقة بكفاءة، لكن اليوم أصبح متوسط انتباهنا وتركيزنا من 1 إلى 3 دقائق، وبعدها تنقص جودة التركيز وهذه كارثة حقيقة، وكل ذلك بفعل تعرضنا الشديد للالكترونيات ووسائل التواصل الاجتماعي عالية المكافئة.
العوامل التي ساهمت في هذا التقهقر ينمكن أن تلخص في :
- كثرة المشتتات والملهيات .
- كثيرة استعمال التقنيات الحديثة يمقادير غير معقولة وغير متزنة.
- التغير الهرموني الشديد والمفاجئ الذي برمجتنا عليه وسائل التواصل الحديثة.
- الهوة الكبيرة بين الحياة الواقعية والحياة الافتراضية.
- تقلص الحياة الاجتماعية والمدى الصحي لها.
- رتم الحياة السريع الذي فرضته علينا الأنظمة الحديثة.
- تراجع الحد الطبيعي للحياة المفترضة وتغير أنماط العيش والغذاء والشرب والنوم والحركة.
لذلك ينصح الخبراء بمجموعة من الخطوات والنصائح التي يمكن أن تعيد برمجة عقولنا وتحسين جودة انتباهنا، نذكر منها:
- اعادة الدورة الهرمونية الى المستوى الطبيعي او شبه الطبيعي على أقل تقدير وذلك من خلال ارجاع هرمونات السعادة والتعلق والمتعة الى مستويات معقولة، ومن بين أهم التمارين المنصوح بها في هذا الصدد هي تمارين صيام الدوبامين.
- الحد من استعمال وسائل التواصل الاجتماعي الى مستويات معقولة ومدروسة.
- تحسين جودة النوم والأكل والحركة.
- القيام بالتمارين العقلية التي تساهم في استرجاع المرونة والانتباه مثل الالغاز ولعبة سوكودو والاحجيات والتمارين المنطقية والمسائل الرياضية....
- اعطاء الاولوية للحياة الاجتماعية الواقعية والاسرة والاصدقاء الواقعيين وتحسين علاقاتنا العامة.
أعتقد أن الإنتباه في معناه هو الشعور بالتركيز علي شئ معين او في شئ معين
من وجهة نظري تبدأ أول مراحل الإنتباه بتحديد ما الشئ الذي أريد أن أنتبه إليه هل هو حديث وكلام مع أحد الأشخاص هل الإنتباه في المذاكرة أو الإنتباه لعمل أقوم بتأديته يجب أن أحدد في البداية علي ماذا سأصب إنتباهي يأتي بعدها مرحلة تجهيز الحواس بمعني لو أني سأقوم بالإنتباه للحديث مع شخص فيجب أن يكون هناك تواصل بصري بيني وبينه وأن يكون عقلي مركز علي ما يقوله وعلي ما سأرد به... يأتي بعدها دور إلغاء المشتتات وهي العدو الأول للإنتباه فمن المستحيل أن يكون هناك إنتباه لحديث شخص و أنا أمسك بهاتفي وأتصفحة ومستحيل أن أنتبه للمذاكرة وأن أتصفح التويتر علي سبيل المثال إزالة المشتتات شئ رئيسي
وقت الضرورة ابدأ بتصفية ذهني من كل الأمور ولا أترك في بالي غير أمر واحد وهو الذي سأنتبه إليه الآن بعدها أبدا بالعمل علي هذا الموضوع وأبعد ما يشتتني فأنا أكثر ما يشتتني الهاتف لذلك أبعده عني لو أردت أن انتبه لشئ معين
كلنا نعاني من التشتت خاصة اليوم مع الإنترنت وكثرة المشتتات، ومثلما ذكرت المشتتات تكون داخلية وخارجية.
الخارجية يمكننا الاستعانة ببعض الأدوات حتى تقوم بتنبيهنا مثل: إمدادات كروم التي تغلق الإعلانات أو تمنع تنبيهات مواقع التواصل الاجتماعي.
استخدام بعض البرامج مثل بورومودو التي تساعدنا في حساب وقت العمل وبعدها وقت الراحة وغيرها من الأدوات التي تساعدنا في زيادة الإنتاجية ومراقبة وقتنا عندما نستخدم الإنترنت.
الأفكار الداخلية مشكلة عويصة طريقة التحكم فيها، عندما تتراكم الأفكار إلى رأسنا خاصة وقت الضغط، لحد الساعة لم أجد طريقة مفيدة غير أني أحاول استعادتي انتباهي بعسر، وتذكر الوقت الذي أملكه لأنهي العمل فقط في هذه الحالة أبقى مركزة، المدة التي أضعها لإنهاء الأمر تزيد تركيزي.
في بعض المرات قبل البدء في العمل أو قبل بدء الوقت الذي أكون فيه في حاجة للتركيز آخذ ورقة وأكتب كل الأفكار التي في ذهني خطرت على بالي في تلك اللحظة بعدها يمكنني البقاء في تركيز إلى أقصى حد ممكن.
أشبّه أيّ انتبه في الحياة مهما كان الأمر الذي يجب أن ننتبه إليه سواء فكرة أو مشهد حقيقي أو تصرّفات وسلوك إلى مرآة أو عدسة في حال حافظت على نقاء صورتها ستتضح الرؤية ويتعاظم التأثير والانتباه، كُل تراكم في المشهد سواء العاطفي أو أمام العين قد يسبب قلّة انتباه، إليك مثلاً تراكم أفكار سيئة قد تجعل الشخص بمزاج سيء، هذا أمر يعيق الانتباه.
الحاجة الشديدة لشيء قد تجعلنا ننسى أو نُضلل بسهولة عن الانتباه لأمر آخر، فالفأر الذي يُلاحق الجُبن لجوعه يقع في الفخ أسرع بكثير من الفئران التي في شبع، لإنّهُ الأكثر حاجة فيصير الأقل انتباه.
للتوقّع أيضاً قدرة عجائبية على تعظيم الانتباه عند الشخص، فالصياد لإنّهُ يتوقّع السمك يراه على عكس الشخص الذي يسبح قد يتفاجئ به، وللأمر برأيي أيضاً علاقة بذكاء الشخص ومدى اهتمامه بالمحيط، مُعظم من لا يُبالي بمخاطر السرعة وحوادث السيارات هو أول المُتعرّضين للأذى، ليس بسبب سلوكه الطائش الشرير، بل بسبب قلّة انتباهه التابعة لذلك.
طبعاً أوافقكم الرأي التشتت أصبح بلاء يغزو كل البيوت من الكبير حتى الصغير .. واذا أردنا أن نحسن من وضع المميت الذي خلقته سهولة التطبيقات التي تساعد على تشتت لابد من وضع خطة عالجية وخصوصاً مع الأطفال لأن الجيل الجديد جيل لا يقرأ يسمع ويشاهد وغالب المحتوى الذي ينتشر بشدة غير مفيد أو مجدي بل يزيد من نسبة تشتت .
وأود أن أخصص تعليقي بما يخص الأطفال كونهم بنظري هم ضحايا الحرب التكنولوجية القائمة . نحن بالعادة نرفع سقف توقعتما من أطفال فتركيز ونلقي بتهم عليهم * أنت أين دماغك * أين تركز والخ ... لذا نحن هنا بهذا المقام لنقول لكل مشكلة حل وجدت الدراسات أن هناك مقياس لنسبة انتباه الأطفال مقارنه بأعمارهم وهناك حد أدني إذا استطاع الطفل أن يركز ضمن الحد الأدنى فلا ضير بذلك واذا العكس فنحن نواجه مشاكل أعمق .. الأن كيف نقيس ذلك نأتي بعمر الطفل
عمر الطفل + ١ = اقل مدى انتباه متوقع من الطفل
حتى بالنسبة للأشخاص البالغين يعتبر واحد
نعمل نفس الاختبار :
عمر الشخص + ١ = اقل مدى انتباه متوقع من الشخص .مثالاً أنا أبلغ من العمر ٢٩عام اضافة لواحد يصبح ٣٠ اذا أقل وقت يمككني التركيز والانتباه به ٣٠ دقيقة فما فوق اذا كنت لا أستطيع ذلك لابد من عرض نفسي على طبيب متخصص
أتمني أن أكون أضفت وأثريت الموضوع بما هو جديد
أثبتت الدراسات مؤخرا أن الأطفال في المرحلة الابتدائية لديهم القدرة على التعلم أفضل بكثير من البالغين، وللأسف بدلا من استغلال هذه لفترة الزمنية للتعليم واكتساب المهارات، يصبح الفون والتابلت هو الملجأ الوحيد، فعليا المغريات امامهم كثيرة، لكن يجب على الأهل الانتباه لمدى أهمية هذه الفترة.
بالفعل .. أصبحنا بحرب تكنولجيا تستهدف جميع الفئات .. بعد غزو الكبار أصبحو غير متفرغين للأطفال فصار الحل لأشغالهم عن المحيط بالأجهزة .. الراحة تكون لحظية والنتيجة لباقي العمر .. أشخاص يعانون من نقص بالتركيز ومهارات الانتباه غير قادرين على الإنجاز العلمي ولا العملي مشتتين غير مستقرين على أمر
إنه لأمر مؤسف .. ولكن بنظرك ما هو أفضل حل لزيادة التركيز لدى البالغين والأطفال ؟!
"التشتت" مقابله "التركيز"!
ولكن ما "الانتباه" صحيح يا ترى؟ (سؤالك جميل ويلفت الانتباه بالفعل شكرا لك)
لعلك قصدت (كما يبدو واضحا من بقية كلامك) أن "الانتباه" هو "التركيز". ولكن أحسب أن ما وراء الأمر ونظر وتفصيل:
هممت ابتداء أن اعتبرك تريد بـ"الانتباه" هنا "البال" والذي هو بؤرة الاهتمام ومركز الوعي والإدراك. فالبال هو ما يجول (ويحضر) في الخاطر والذهن ويشد الانتباه (تفكيرا أو وعيا وإدراكا) ويثير الاهتمام (مشاعرا وتركيزا).
"الانتباه" قد يستبان تعريفه أكثر من مقابله (عدم الانتباه) بأن تكون منشغلا بأمور أخرى أو غير مهتم بهذا الأمر (الذي يُرجى لك أن تنتبه إليه) أو حتى تكون خالي الذهن بالكلية عنه وعن غيره. وفقط تُريد مَن/ما "يلفتك" إليه، فكأن عين الوعي والإدراك تكون متجهة لجهة أو جهات أخرى ولما يلفتها انتباهها شيء فكأنه يوجه النظر (نظر القلب والروح) إلى جهة بعينها يملؤها هذا الأمر الملتفت إليه.
ويبدو هكذا أن "الانتباه" هو الأخذ بمجامع اللبّ أو دعنا نقول بناصية الفكر والنظر ويستحوذ على الاهتمام (يشغل البال).
ومن هذه التعريفـ(ات) قد نستطيع تلقائيا الآن أن نتناول نقطتك عن "المؤثرات" أو المشتتات على حد قولك التي قد تؤثر على الانتباه والتركيز وأنها قد تكون خارجية أو داخلية. أما الداخلية فهي الأمور والشواغل المزدحم بها البال وتملأ الفكر والوجدان فانشغالك بمشاعر أو أفكار تجاذب حبائل العقل والبال قد يشغلك فعلا عن التركيز الكافي وثبات ناصية الوعي والإدراك.
وأما الخارجية فهي من المحيط الخارجي من حولك من مؤثرات قد تكون سمعية أو بصرية أو غيرها. هل أنت في مكان مفتوح أم مغلق، مزدحما أم خاليا، هادئا أم بالجوار أصواتا صاخبة، أهناك حركة بالمكان أم ساكنا، وماذا عن الإضاءة بل ودرجة الحرارة، شاشات مفتوحة متعددة بجهاز الحاسوب هل للجول مغلق، وهكذا.
وفي الإجمال غالبا التعامل مع المؤثرات الداخلية يكون بـ"الانتباه" إلى الأولويات بشكل واضح ومرتب. فلا يأخذك من الأهم الأقل منه أهمية، ومن العاجل ما يكون الوقت فيه مفتوحا أكثر وهكذا.
ويحضرني هنا تجربة عملية صغيرة لسيتفين كوفي وهي أنك إذا أردت إدخل قطع كبيرة (من الحجارة) داخل دورق فيه حبات رمل كثيرة فسوف تجد صعوبة كثيرة في ذلك. بينما إذا أفرغت الدورق من الرمل ثم وضعت القطع كلها أولا ومن شرعت في سكب بعض من الرمال شيئا فشيئا وأنت تهز الدورق بلطف فلسوف تملأ الفراغات الصغيرة بين القطع الكبيرة وهكذا يمكنك ملء الدورق بالقطع وبكمية كبيرة من هذه الرمال. (القطع الكبيرة تمثل الأمور المهمة الذي ينبغي أن تستحوذ على جل اهتمامك ووقتك اليومي ولا بأس من إضافة بعض حبات الرمال الصغيرة إن اتسع الوقت أو الإناء وهي الأمور العابرة السريعة كمكالمة هاتفية سريعة أو أخذ قسطا من الراحة ولتحدث مع الآخرين وهكذا)
وشكرا مرة أخرى على الموضوع والمساهمة
الانتباه هو القدرة على حصر وتركيز حاسة أو أكثر من حاسة فى مثير ما داخلى ( فكرة – إحساس معين والتركيز فيه ) أو مثير خارجى ( الانتباه لشئ – شخص – صورة ).
تعترض الإنتباه الكثير من المشتتات للتأثير علي عملية الإنتباه ، سواء كانت عوامل نفسية داخلية ، أو عوامل خارجية سواء المجتمع أو ضغوط الحياة ، كل تلك العوامل تؤثر على الانتباه بشكل كبير .
لكن من الصعب أن نكون بمعزل تام عن تلك العوامل بشكل كامل فهى مرافقة لنا في معظم الأوقات ، لذا من الممكن إخفات صوت تلك العوامل داخلياً وخارجياً ، عن طريق التوازن النفسى والروحى والجسدى للإنسان ، والتركيز على المهام الفعلية للإنسان من الأشياء التى تعلى صوت تلك المهام وتخفض صوت الشواغل المشتتة للإنتباه .
نحن الآن نعيش فعلا حالة من الـ Monkey mind في العالم كله، انخفض المعدل الزمني الذي يستطيع الشخص التركيز فيه للقيام بمهمة، وما زال يتناقص، فلنحاول أن نقارن هذا بالعلماء قديمًا كيف كانوا متمكنين من أكثر من تخصص في الوقت ذاته، يمكن لنفس الشخص أن يبرع في الطب والهندسة والفلسفة والفضاء معا في آنٍ واحد.. في الواقع هذه الفكرة لا تفشل في إبهاري كلما سمعت أحدًا يتحدث عنها، يتذكر عقلي سريعًا الفارق بين قدراتهم وقدراتنا، نحن الذين يرهقنا دراسة مجال واحد. أعتقد أنّ للأمر علاقة بالمشتتات فهم لم تتواجد لديهم مشتتات مزعجة كالتي لدينا، نحن نحارب حرفيًا في جبهة أخري إلى جانب الجبهة الأساسية.
أظن الأمر يحتاج إلى ميزان بكفتين دقيق حتى نوفي كل فريق حقه.
عصرنا سريع متسارع، المشتات فيه كثيرة إي نعم، ولكن حصل فيه انفجار معرفيا لم تنطفئ جذوته بعد بل تزيد مع مرور الوقت.
هم قديما كان عندهم الهدوء والروية وطولة البال والتركيز واتساع المعارف (كيفا)
ولكننا في المقابل عندنا "حدة" و"دقة" وسرعة وتنوع (اتساع معرفي "كما" رهيب) و"تواصل" يتسع الأرض جميعا بحيث يمككنا التواصل مع أحدهم بأقصى الغرب ونحن بأقصى الشرق وبشكل آني لحظي كما أنن بكبسة زر نستطيع فتح بحار من نتائج البحث منها ما يحوى كنوزا نطلع عليها في دقائق بينما كان يستغرق الوصول إليها والاطلاع عليها أو حتى استنساخها مجرد نسخة شهورا وربما سنين.
فأوجه القصور أو الكمال والمميزات والعيوب ومحال (مجالات وأوجه) الإبداع والاتقان لا تزال متباينة بين الطرفين (الكفتين) بل قد تميل للكفة الثانية (كفتنا) عن كفتهم ما شاء الله.
كما أنن بكبسة زر نستطيع فتح بحار من نتائج البحث منها ما يحوى كنوزا نطلع عليها في دقائق بينما كان يستغرق الوصول إليها والاطلاع عليها أو حتى استنساخها مجرد نسخة شهورا وربما سنين.
نعم بالطبع أنت محق في قولك إن الكفة الرابحة ستكون خاصتنا ولكني أرى أن النقطة التي حددتها بالذات ليست في صالحنا، فوجود المعلومات بهذا الكم الهائل وسهولة الوصول إليها جعلنا نتبع مبدأ الكمية لا الجودة، وهذا كله من سمات العصر بالفعل إذا دمجت فكرة الكمية والجودة إلى التسارع والتشتت.
أتفهم الاعتبار الذي عندك ولا أختلف معك عليه (فأكيد الكم إذا طغى على الكيف صار الأمر غير محمودا)
ولكني قصدت اعتبارا آخرا وهو أنه مع توفر وتباين للمميزات والعيوب في كلتا الكفتين فـ"الساعي إلى العمق والكيف" بالكفة الثانية لا يزال له الإمكانيات الأكبر وسبل المعرفة والتعمق والتخصص بشكل أوسع كثيرا من الكفة الأولى (فاهمة قاصدي؟)
ما رأيك بفكرة التصالح مع المشتتات على اعتبار أنها العوامل المباشرة المؤثرة في الانتباه؟ وخداع العقل بها، إن صح التعبير، كأنه قد شتت لكن بالطريقة التي نريد.
بما أن المشتتات مرتبطة بعصرنا وبتزايد مستمر وإلغائها يعني إلغاء الكثير من التطور التكنولوجي وعدم مواكبة التسارع العالمي، وبما أن العقل يرفض في كثير من الأحيان الاستجابة ويستسلم للمشتتات كونها تهربه من ضغط وقع عليه وفاض، وهو بطبيعته يحتاج إلى استراحة بعد كل فترة انتباه شديد. فلما لا نتصالح مع المشتتات ونضبطها بطريقة تناسبنا وتجعلنا لا نخرج عن مسار خطتنا.
على سبيل المثال، اجعل لك قائمة مشتتات تحبها تلجأ إليها حين تفقد انتباهك واجعلها حولك دائماّ حتى لا تستعين بغيرها، أو اجعل المشتتات أدوات تساعدك على الانتباه وتحفزك أو تخلق إبداعاّ جديد داخلك.
ما الضرر في ذلك كون أن عناد العقل ومحاولة سلب حقه بالاستراحة يزيد الأمر سوءاّ ويتيح له فرصة لاختيار اسوء مشتت للهروب إليه؟
فكرة التصالح مع التشتتات فكرة مختلفة، لكن لن تكون فعالة مع الجميع، فهي تحتاج لشخص يعرف ويدرك جيدا ما يجب عليه فعله أو بمعنى آخر أولوياته وبالتالي يمكنه التحكم بسلوكياته وفقا للمطلوب والاهم ثم المهم
فكرة التصالح مع التشتتات فكرة مختلفة
لماذا تكون مختلفة والحديث يدور هنا عن الانتباه والعوامل المؤثرة به. فهل سيكون داعي لنقاش هكذا أمر لو لم يكن هناك مشتتات تستدعينا للكتابة ومحاولة إيجاد حلول لها؟
فهي تحتاج لشخص يعرف ويدرك جيدا ما يجب عليه فعله أو بمعنى آخر أولوياته وبالتالي يمكنه التحكم بسلوكياته وفقا للمطلوب والاهم ثم المهم
وجود شخص يدرك ما يجب عليه فعله وما هي أولوياته لا تأتي من فراغ فهو مر بالكثير من المراحل والمشتتات التي جعلته يدرك أن عليه البحث عن حل ومخرج، وبذلك يبدأ تدريجياّ ليصل لمرحلة جيدة من التحكم بسلوكياته. ولا ينكن أن يكون تحكماّ تاماّ ففي بعض الأحيان الخروج من الدائرة يفيد ولا يضر.
لذلك البدء بفكرة التصالح مع المشتتات يبدأ تدريجياّ وربما يخفق مرة وثانية وينجح ثالثة ومن ثم يخفق رابعة وهكذا حتى يصبح الأمر أسلوب حياة.
لماذا تكون مختلفة والحديث يدور هنا عن الانتباه والعوامل المؤثرة به. فهل سيكون داعي لنقاش هكذا أمر لو لم يكن هناك مشتتات تستدعينا للكتابة ومحاولة إيجاد حلول لها
ما قصدته وفاء أنك عالجتي المشكلة بطريقة مختلفة عن المعتاد فالكل ينصح بتقنين الاستخدام، لكن طريقتك مختلفة واخذت بالاعتبار رغبة وتعلق البعض بهذه المشتتات.
التعليقات