سألني أولاد أخي بعد متابعتهم لأولمبياد باريس وما يحدث ببعض الرياضات والأحداث المتعلقة باللاعبين، عن ما هي العنصرية، وهما بعمر الست سنوات والخامسة عشر تقريبا، شرحت لهم المعنى لكن لاحظت أنهم لم يستوعبوا الفكرة بشكل كامل، لذا قررت الاستعانة بمجتمع اشرحها وكأني بالخامسة، لذا إن كان أمامك هذين الطفلين، كيف ستوضح المفهوم بمثال يصل لكل طفل بما يناسب عقليته؟
ما هي العنصرية؟
سأحكي للطفل ذات الست سنوات، قصة حول المفهوم، مثلا إن كنت بالمدرسة وبالفصل الخاص بك ومعك أصدقائك وجاء طفل أخر لون بشرته مختلف تماما، يعني كلكم بشرتكم قمحية وهذا الطفل الجديد بشرته سوداء ولغته مختلفة، هناك بعض أصدقائك سيرحبون به ويلعبون معه، لكن ستجد زميل لك لا يتقبله ولا يتعامل معه لأنه وجد بشرته غامقة، هنا صاحبك الذي لم يريد اللعب أو التعامل معه لأنه أسود البشرة مارس العنصرية.
أما بالخامسة عشر
سأخبره أنك إن ترأست فصلك لاختيار الأعضاء المميزين الذين يمكنهم لعب كرة اليد بناء على مهاراتهم إن ميزت شخص وفضلته عن باقي الأشخاص فقط لأنه قريبك أو صديقك وهو لا يمتلك المهارات اللازمة وأعطيته مكان بالفريق وهو لا يستحقه، هذا السلوك هو العنصرية بحد ذاته، فالعنصرية ليس فقط رفض شخص لأنه مختلف عنا، ولكن تمييز شخص وإعطائه فرصة لا يستحقها أيضا هي عنصرية
جميل شرحك للطفل ذو الست سنوات، ولكن من الممكن أن يتم ربط العنصرية في عقله على لون البشرة فربما أضيف تعديلا فقط بسيطا وهو بدلا من لون البشرة سيكون معنى شخص مختلف سواء لون بشرته أو لون شعره أو شكل شعره بمعنى أكثر أعطيه أكثر من معنى حتى لا يتم الصاق معنى واحد فقط في عقله، ما رأيك؟
أخبرهما أن العنصرية هي تفضيل أو تمييز شخص عن آخر بسبب شيء لم يختره أي منهما بنفسه، بل يتميز الإنسان بأفعاله هو فقط، ولا يجوز تفضيله لشكله أو نسبه.
العنصرية هي ببساطة رفض الاختلاف، وشعور غير مبرر بالفوقية.
لذا يمكن ببساطة سؤال الطفلين: هل كونك مثلًا أطول من صديقك يجعلك أفضل منه؟ هل كون شعرك ناعم يجعلك أفضل؟ هل كون بشرتك أفتح قليلًا يجعلك أفضل؟
معايير الأفضلية تُحدد بناءً على ما يستطيع الإنسان أن يفعل، ولكن ليس بشكل مطلق أيضًا، فمثلًا كونك أسرع من صديقك لا يجعلك أفضل منه في المطلق، ولكن أفضل منه في الجري فحسب، أما في أمور أخرى كالرسم مثلًا فقد يتفوق صديقك عليك. ويمكن إسقاط هذا على كل مناحي الحياة.
سأبدأ معهم بسؤال بسيط تمهيدًا للحديث حتى يتمكنوا من استيعاب الفكرة بنجاح في النهاية، على سبيل المثال سأقول: ماذا لو قمت بإعطاء أي منكما قطعة من الحلوى ولم أعطِ الآخر؟ أو سأقوم بتطبيق الأمر بشكل عملي عن طريق إعطاء أحدهما لعبة أو هدية صغيرة وسؤال الآخر ماذا تشعر الآن؟ سيجيبني بأنه غاضب أو حزين، وهنا أوضح له أن ما قمت به يسمى العنصرية، وهو تفضيل شخص عن الآخر لأي سبب غير مبرر كاللون والجنس والدين وغيرها من الأمور، وتجاهل الأمور الهامة التي من المفترض أن يتم وضعها في الاعتبار كجودة العمل والاجتهاد للوصول إلى الأهداف وغيرها من الصفات الإيجابية التي تستحق أن نكافئ الفرد لأجلها.
للطفل في السادسة:
"تخيل أنك في الحديقة وتلعب مع أصدقائك. فجأة، يقرر أحد الأطفال أنهم لن ياعبوا معك على الإطلاق؛ لأنك ترتدي قميصًا بلون أصفر. عندما حزنت، وسألته لماذا؟ قال لك لأن ولدا يرتدي قميصا أصفر قد ضربه البارحة. هل هذا عادل؟ بالطبع لا! هذا ما يسمى 'العنصرية'، وهي عندما يعامل شخص شخصًا آخر بشكل سيء فقط لأنه مختلف بطريقة ما، سواء في لون البشرة، أو الملابس، أو أي شيء."
واحرص أن تسأل الأسئلة وتتركه عطيك هو إجابة؛ لأن الأطفال يحبون التفاعل، ولا يتذكرون إلا ما يثير في نفوسهم التساؤل.
أشعر أن المثال يميل أكثر إلى تعريف الصور النمطية أكثر من العنصرية، وعن نفسي أحاول دائما أن استمع إلى الطفل أكثر من التحدث وأجعله يتفاعل حتى يصل بالإجابة بنفسه أو شيئا قريبا منها ولكن موضوع العنصرية معقد كما ترين.
بالنسبة لصاحب الخامسة عشرة عاما فأشك أنه بالفعل يمتلك فكرة -ولو مبسطة- عن العنصرية. في هذا السن يقضون معظم وقتهم على الإنترنت، ولا شك أنهم يتعرضون لهذه المعاني الكبيرة بشكل ما أو بآخر.
أما بالنسبة للصغير صاحب الخمسة سنوات، فببساطة سأحضر له بعض حبات الفواكه، بطيخة وبرتقالة وفراولة، وأقول له: أنت البطيخ وصديقك برتقالة وأخيك أو أختك فراولة.
- هل اختار أحد منكم أن يكون على هذا الشكل أم أنه جاء إلى الحياة ووجد نفسه كما هو؟
= لم يختر أحد.
- جميل، أليس الثلاثة أحلى من بعضها، ولكن لكل منكم مذاقه الخاص الذي يختلف عن مذاق الآخر؟
- نعم.
= إذًا، إذا جاء شخص وقال لك أنت يا برتقال قبيح وطعمك سيء، ألن تحزن؟
- نعم.
- هذا الشخص تعنصر على البرتقال، رغم أن البرتقال جميل ولكنه فقط مختلف. العنصرية تجرح الغير وتظلمهم، لأن لا أحد اختار لونه أو جنسيته أو نوعه.
أخبرهم مثل هذه القصص( تخيل يا صغيري أنك ذاهب في نزهة مدرسية وأثناء ركوب الباص لاحظ المعلم أن هناك طفل بشرته سوداء يركب معكم فذهب له وأخبره بأن أصحاب البشرة السوداء غير مسموح بوجودهم في هذه النزهة، وانتي يا بنيتي تخيلي أن نفس الموقف حصل مع طفلة تجلس بالمقعد المجاور لمقعدك بسبب أن شعرها متساقط أو غريب) هذه تسمى عنصرية فرغم أن الطفل والطفلة مثلهم ولهم الحق في التنزه مثلكم ولكن جاء أحد وحرمهم من هذا الحق وألحق ضرر نفسي بهم بسبب خصلة أو صفة بهم.
بكل بساطة هي الجزء المظلم او المشوه من الفرادة والبصمة الخاصة وشعور التمييز, الانسان بحب بطبيعته انو يكون مميز مختلف عن غيره فببحث بطريقه عن هذا التمييز فبتلاقي بشوف عنده عرق معين ببداء يفتخر فيه فبدل ان يحترم ويحب اختلاف غيره يتاشيطن ويقول انا افضل من غيره و يتدرج الموضوع لدرجة الافعال و ان لم يكن هناك رؤية ان بمستوى اعلى واعمق ان البشر خلقو من روح واحدة و تراب واحد وان لكل شخص له بصمته الفريدة من نوعه ينحرف الامر الى العنصرية .
لن يفهماها بالطريقة التي نفهمها نحن لان العقل البشري السليم أصلا لا يتقبلها، العنصرية فكرة تطورت عبر الزمن لتبرير إنتهاك حقوق الغير عبر الاعتماد على عوامل كالعرق،اللون، النسب المذهب... في تصنيف البشر حسب أهميتهم،الحقوق والواجبات، ألا ترى انها فكرة غبية عندما يتم شرحها بهذه الطريقة
وكون الانسان عبر التاريخ يبحث عن مكانه في هذا العالم فبالنسبة للعنصري وكونه تشبع بها فمحاولة توضيح الامر بالنسبةله قد يعتبر نوعا من التهديد لمكانته.
بالنسبة لليافعين يمكنك شرحها لهم عبر شرح فكرة التنمر أو الاسبعاد، واسألهم عن مواقف تعرضوا لمثل هذا السلوك وكيف كان شعورهم،
التعليقات