لو طُلب منك وصف رائحتك المفضلة لشخص يفتقد حاسة الشم، كيف سيكون وصفك؟

مهما وصفنا الروائح التي نحبها لشخص فاقد هذه الحاسة، لن نستطيع أن نوصل له ما نقصده فعلا بوصفنا، فخاصة إن كان قد فقد هذه الحاسة في عمر صغير جدا، أو ولد فاقدا لها، هو لا يفهم أصلا ماهية الرائحة. ولكن يمكنني أن أصف له إحساسي عندما أشم تلك الرائحة، فهو سيفهم وصفي للإحساس أكثر من وصفي للرائحة. فمثلا، عندما أشم رائحة الأرض بعد أول شتاء، أشعر بإحساس من التجدد والسلام والارتواء. يمكنني الاستفاضة في وصف تلك الأحاسيس، فمجرد دخول تلك الرائحة إلى فمي، أشعر أنه باستطاعتي التنفس بشكل أعمق وأفضل، وتتغير نظرتي إلى ما يحيط بي.

سوف أفضل رائحة المانجا؛ لأنها الأسهل في الوصف. ويمكنني أن أقول رائحتها تشبه مذاقها!

ربما أصف له رائحة القهوة فهي من أجمل وأشهى الروائح.

رائحة جذابة ومنعشة وشمها أثناء تحضيرها أو قبل تذوقها هو متعة بحد ذاتها.

رائحة تبعث على الراحة والهدوء والدفئ والاسترخاء ويمكننا أن نقول أن تأثيرها يختلف من شخص لأخر.

رائحة مميزة جدا.

أظن أن الأمر غريب فحتى لو قلت له أن الرائحة كالطعم فما هو الدليل هنا على الرائحة فلو سد أحد أنفه جيدا وتناول طعاما جديدا عليه لن يشم رائحة له من الممكن أن يعرف المكونات ولكن لن يعرف الرائحة الدقيقة له...

ولكن هل تظن/ تظنين أنه يمكن اختراع أنف اصطناعية تتعرف على الروائح وترسل إشارات إلى المخ لتفعيل نفس المناطق التي تفعل عند الشخص الطبيعي...

حين تقف الحواس أو تقل قدرتها على وصف الواقع يأتي الأدب بتفصيلاته اللغوية وتشبيهاته واستعاراته لينقل ما لا يُنقل عادةً بالكلام الواقعي، هي قدرة غير طبيعية على جعل الإنسان يتخيّل هذا الأمر، فالقطن عند كثير من الناس هو الغيوم في اللغة، وجمال أي شيء قد يُشبّه بالعسل، والهدوء بالطبيعة وما إلى ذلك.

برأيي الوسيلة الوحيدة القادرة على فعل ذلك ببراعة هي اللغة، اللغة عبر الأدب كُلّما زاد مستواها وقدرتها على نقل الواقع كلّما صار الأمر أدق وأحلى، شيء رائع أن نكتب، ولهذا جميع الموجودين بأوروبا، لأسباب علمية وإنسانية، يُعدّون قواميس محكمة ويهتمون جداً بتحديد المصطلحات وإنشائها وإضافاتها وتسمية الأشياء، هذا يمنحهم قدرة أكبر على السيطرة، على التحكم بكل ما يجول في بالهم.

فكرة الربط بين الروائح والألوان دائمًا تجذبني.. ربما سأحاول أن أشبهها له بلون ما.. هناك أبحاث علمية قامت بالفعل على هذه الفكرة وقد توصلت إلى نتائج من خلال دراساتها التي أجريت على أشخاص من ثقافات وبلدان مختلفة. هذه الفكرة مبنية على أن الرائحة توصل إحساسًا معينًا، فنقوم بالبحث عن أقرب لون يمكنه أن يعطي نفس الإحساس.. بالطبع هذا سيختلف من شخص لآخر.

ويساعد على تأييد هذه الفكرة اشتراك العديد من المواد المتشابهة في غرضها والاحساس نحوها في اللون، وبالتالي يمكن بناء قصة الرائحة على هذا الأساس أيضا.. على سبيل المثال، الخضراوات معظمها باللون الأخضر، الحلوى معظمها باللون الوردي، السماء والبحر الصافيتان المنعشان عند النظر إليهما باللون الأزرق، وهكذا.

حسناً يا فاقداً لحاسة الشم عافاك الله أولاً , رائحتى المفضلة هى مقدمتها بعطر الياسمين الشامي ممزوجة بقليل من البرغموت فتأخذ عقلك لعطر الوديان فى الربيع حين نبت أزهار البرتقال .

وأضع بصمتى فى أوسطه بجمال اليوسفي والريحان فكأنك فى بيت دمشقى مظلل عليه بالأغصان فى أوسطه نافورة يتخللها عبق التاريخ وجمال النباتات ورحيقها .

وأختتم فى قاعدته بخشب الأرز والصندل فتعطيك ثباتاً كثبات أشجار الأرز والصندل .

من الصعب وصف الرائحة لشخص فاقد الشم، ولكن يمكن تجسيدها وجعل الشخص يتخيلها، مثلًا رائحة المنزل بعد تنظيف عميق وتعقيم وملطف جو، برأيي هي الانتعاش الحقيقي، فيمكننا وصف الرائحة من المظهر المرتب في هذه الحالة.

كثيرًا ما أتحدث مع أصدقاء عبر الفيديو ويكونوا مثلًا في المطبخ، فأنا في ذلك الوقت غير قادرة على شم الرائحة لكن من الشكل والصوت أشعر انني قادرة على الاحساس بها وشمها، وعلى هذا الأساس يمكن وصف الرائحة لفاقد الشم.

ليس لدي رائحة معينة ف انا احب الطعام فيمكنني ان اطعمه الكباب فقط هههههه

الروعة أنك لو شبهتها بأي رائحة عذبة كانت أو خبيثة فلن تستطيعين إيصال وصفها لمن يفتقد لحاسة الشم فهو لم يشم غيرها فعقله الباطن لم يخزن أي رائحة من قبل فكل شفرة هي مبهمة لدى عقله الباطني ولن يجد لها شبيه في خزينة مجلداته. عن عقله الباطني اتحدث!... لأن كل مانحسه بحواسنا الخمس مسجل في عقلنا الباطني في شكل مجلدات .. مجلد الروائح مجلد الأذواق، مجلد السعادة، مجلد الخوف،مجلد الغضب، مجلد الرجولة او الأنوثة إلى غير ذلك من المخزنات.. كذلك من العقل الباطني أنه إن قمت بالإيحاء له عن رائحة معينة عن طريق وصفها له فإنه يستطيع التعرف إليها بل والأدهى من ذلك أنه حين يتذكرها فإنه يشمها في الحين .إليك مثالا حيا .. حاولي أن تتذكري تلك الرائحة المنبثقة من التراب المبلل بالمطر وركزي عليها أكثر من 8 ثواني فإن عقلك الباطني سوف يجذبها ويشمها ،هذه قوة العقل الباطني وهي تدل على خالق قوي.. السؤال هنا ! إن كانت حاسة الشم لدى هذا الشخص لا تعمل فكيف لعقله الباطني أن يتعرف إلى رائحة لم يشمها ولم يخزنها من قبل حتى يتذكرها .. ففاقد الشيء لا يعطيه .. سؤال جميل وعلمي .. تحياتي🤗