لنفترض بأنك ترغب في كتابة حياتك من خلال فيلم معين، ماذا سيكون اسمه؟ و هل سيكون كوميديا أم دراميًا أم ماذا؟
لو كنت ستصنع فيلمًا عن حياتك، ماذا سيكون اسمه؟
هذا السؤال على أنّهُ معدّ للتسلية إلى أنني أكاد أجزم بأننا لو أخذناه فعلاً على محمل الجد وأجبنا أنفسنا بكل صدق عن العنوان الذي يمكن أن يكون اسماً مناسباً لرجلة حياتنا فسنعرف عن طريق الإجابة الكثير عن أنفسنا، قد نجد فيها هدفنا الذي يصعب علينا أن نحدده أو قد نجد وهذا الأهم المشكلة التي تقف في وجوهنا أثناء القيام برحلة الحياة، المُعيقات التي تقف بوجوهنا، مثلاً أنا لو أتيح لي صنع فيلم قصير سأسمّيه على اسم الفيلم الذي صنعه محمد ملص أخيراً، المخرج السوري الذي قام بصناعة وثائقي عن رسام، أسمى فيلمه: "أنا لست يوسف يا أبي" أعتقد أنني سأسمّي ذات الاسم لإنّهُ يعبّر عن رحلة حياتي، كانت رحلة طويلة جداً تلك التي قضيتها مع أبي أثبت بها لهُ بأنني لا أستطيع فعلاً حمل كل تلك الأحلام التي رسمها لي من صغري، وبأنني أريد شقّ طرقي الخاصّة بالحياة، لست نبياً قوياً ليحتمل كل تلك الأحلام التي رسمها لي، قضيت وقت طويل وأنا أقنعه بذلك إلى يوم وفاته تقريباً.
أنصح فعلاً الجميع أن يلعبوا هذه اللعبة، ستكشف لهم العقدة أو الحبكة الأهم في مشوار حياتهم، العقبة أو الهدف الذي يجب أن يسعوا إليه.
حياتي كلها عبارة عن محاولات فاشلة وتهدم كل شيء والبداية من الصفر حتى اتقنت فن ان تكون مبتدأ وعرفت قيمة الصبر ولو كانت حياتي قصة فيلم سوف تدور قصته حول اسطورة العنقاء التي تولد دائما من الرماد
فكرت كثيرا لأجد اسم مناسب، لكني لم أستطع اختصار حياتي في عنوان واحد.. وعموما أبرز العناوين هي:
"فن التسويف" و"الخيال الملموس"!
ماذا سيكون؟
سيكون العنوان غامضا بعض الشيء، كأن أختار له: "رحلة إلى المجهول" لكنّي لن أترك القصة مبنية للمجهول، فلا يعقل أن يعيش المسلم حياته في المجهول، لكن من باب إثارة الفضول فقط، فحياة الإنسان معلومة، سأجعل الفيلم يسافر بالمشاهد من لحظات عمرية مختلفة كي أعكس الحنين إلى الطفولة في نفس المشاهد، فيتأثر عاطفيا بحيث يقوم بربط تلك المشاهد بحياته الخاصة.
القصد اسم لفيلم افتراضي
يعني كلمة او كلمتين يعبرو عنك
استغربت انك اخترت اسم تشويقي وغموض وفكرت بطريقة تسويقية لتجمع مشاهدين فعلا دماغ تجاري
القصد وإن كان إفتراضيا، فالفلم لن يكون وثائقيا أو كوميديا أو دراميا، فهو سيحاكي قصة حياتي بشكل خيال علمي، أي أن أمزج محطات حياتي وبعض التجارب التي مرّت علي، على شاكلة فلم خيال علمي.
استغربت انك اخترت اسم تشويقي وغموض وفكرت بطريقة تسويقية لتجمع مشاهدين فعلا دماغ تجاري
هذا من حسن ذوقك أن شتاركت معي نفس النظرة، مسألة العنوان وإختياره صعبة في الحقيقة، وما هذا الإختيار إلا لحظي وفي حالة سريعة ولو كنت سأصنع فيلما حقيقيا لاستغرقت أشهرا وربما سنوات!
كأن أختار له: "رحلة إلى المجهول"
أوحى لي الاسم أ. محمد بأنه فيلم حربي أو وثائقي أو أكشن في المقام الأول، وليس سيرة ذاتية.
أعتقد أن حياة الإنسان هي مزيج بين الكوميديا والدراما والأكشن، فأنا مثلًا عشت مع أهلي وأصدقائي الكثير من الكوميديا، وأيضًا تذوقت دراما الحزن والنوم في الشوارع بدون بيت يأويني وعمل أتكسب منه، وأيضًا تذوقت بعض الأكشن حينما تم اعتقالي بعدما هاجمت النظام الحاكم في بلدي.
صراحةً كانت رحلة مليئة بالألم والمتعة في آن واحد، فما قيمة الحياة إن لم تكن مليئة بالتحديات؟ اللعبة لا تكون ممتعة إلا إن تذوقت فيها مرارة بعض فخاخها وقوة وحوشها.
وإجابة على سؤالك أعتقد أنني سأسمي فيلم حياتي:-
( حياة بشرية عادية).
وذلك لأن كل ما مررت به قد مر به غيري، نحن جميعا هنا ليتم اختبارنا من قِبل الله.
سيكون اسمه الدرويش
فالحياة هي رحلة بحث دائم عن الذات تتفق من وجهة نظري مع بحث الدراويش عن غايتهم وليلاهم مثلما تقول الحكمة كل يبكي على ليلاه .
كلٌ منا له ليلاه ، له هدفه ، له غايته .
كلٌ منا يبحث ويظل يبحث حتى ينتهي به البحث إلى النهاية .
هناك من يصل ومن يضل ومن يعود في منتصف حلة البحث .
الباحثة عن ذاتها. سأختار هذا العنوان وهو وثائقي يستعرض سيرة حياتي وأنا أقضيها بحثًا عن تحقيق ذاتي وأهدافي من خلال عمليّة التعلّم المستمرة والحروب النّاعمة التي عشتها مع ذاتي وصراعاتي المستمرّة. سيركّز الفيلم على عمري الذي أفنيته في العلم والعمل والسّعي الى التعلم بدون كلل ولا ملل رغم كل ما واجهته من محبطات على الطريق. سأكون الباحثة عن ذاتها التي تكتشف في نهاية الطريق أنّها المحاربة القويّة التي لم ولم تتوقّف يومًا عن المسير.
التعليقات