أنا شخص وحيد، والأسوأ من ذلك أنني أشعر بالوحدة ...

مهلاً! مالفرق؟

حسناً، كوني وحيداً يعني أنني أعيش وحدي، لا أشخاص حولي، هذه مجرد حالة ليس بها مشكلة.

أما شعوري بالوحدة يعني أنني لا أتكيف مع وحدتي، دائماً أكون في حاجة لشخص ما أشاركه مهامي وأفكاري وحديثي، أفقد المتعة في أكثر الأشياء المفضلة لدي، لم أعد أشاهد الأفلام والمسلسلات ولا مباريات كرة القدم، لا أستطيع القراءة كثيراً، لا أستطيع الانشغال بتعلم البرمجة أو أي هدف آخر أريد أن أفعله، فقط لأنني لا أحب شعور كوني وحيداً!، لا أشعر بوجود روح بقربي، أكون دائماً كثير التفكير، هذا قطعاً بسبب وحدتي، لكن ليس بالضرورة أن يشعر الوحيد بالوحدة.

لدي من الوقت ما يتمناه أي شخص، ومع ذلك لا أستطيع استثماره، لأنني لا أجد متعة في أي شيء.

كنت أعتقد دائماً أن الحل لهذا الشعور هو أن أجد شخص يشاركني في ما أريد.

لكن اتضح لي أن هذا ليس الحل، لا حل سوى أن أتكيف مع الوحدة، أن أحب الوحدة.

هذه الأخيرة تسمى بالانجليزية solitude، وتترجم للعربية بمعنى عزلة، لكني لا أرى أن الترجمة معبرة، لأن العزلة قد تكون مفيدة وقد تكون ضارة، أما المعنى المقصود هو الاكتفاء بالنفس وعدم الحاجة للآخرين، وهذا هو تماماً ما أريد الوصول إليه.

لذلك بعد ما يقرب من الثلاثة أشهر من الوحدة والشعور بالوحدة، قررت إعلان الحرب على شعوري هذا! أريد أن أتكيف مع الوحدة وأحبها، أريد أن أفقد شعور الحاجة بمشاركة كل شيء في حياتي مع أحد، لأن هذا لن يحدث أبداً، شئت أم أبيت، إما أن أكتفي بنفسي أو سأظل أعاني لبقية حياتي من كوني وحيداً.

سبب كتابتي لهذا الموضوع هو جهلي التام بكيفية حدوث ذلك، أريد أن أعرف كيف أنتقل من الشعور بالوحدة إلى الـsolitude أو العزلة والاكتفاء بالذات.

ربما لو استطعت فعل ذلك، سأكتب مقالاً آخر عن كيف انتصرت في هذه الحرب، آمل أن يكون هذا قريباً.

____________________________________________

الأسئلة:

هل مررت بتجربة الوحدة النفسية من قبل؟

هل تخطيت المرحلة بنجاح؟ ماذا كانت تجربتك؟

ما هي -برأيك- الطرق المؤدية إلى التغلب على الوحدة والاكتفاء بالذات؟

ماهي نصائحك لحالتي تلك؟