هبة الله صومع

12 نقاط السمعة
1.13 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
2

الرب الذي يُزيد حمولتي!

خلال المُكالمة الأولى كانت تبكي، في الثانية كانت تسأل بطريقةٍ منطقية مُرتاحةً حتى أنها ضحكت! ساعة بكت بكيت، وساعة تنهدت أسىً أسيت، وساعة حكت متأملة، تأمّلت، لأنني أعرف ،لأنني جربت، لأنني اختبرت المرض والألم، الألم والخوف! حين نشجت، نشجت فأنا أُدرك الألم والوحدة في الألم، "مش عايزة أتبهدل، لأن الحياة أصلًا صعبة، لأني بأعاني" لأني سألت الرب ساعتئذ "كيف تزيد حمولتي وأنا بالكاد أجرجر قدمي" شُخِّصت بورمٍ خبيث في الثدي والغدد الليمفاوية، عقب تغير طفيفٍ لاحَظتْه، أَجرت فحصًا على سبيل
1

قلمٌ جافٌ.. ورقة خالية

آمنت أن الكتابة ستأكل الأوهام التي تسكنني! لكن حين قالت المُعالجة دوّني، فعلت الأمر مُستثقلة... كنت أكتب بروتينية وملل كواجبٍ يؤديه طالبٌ بليد، مع الوقت لاحظت ما لها من تأثيرٍ مُخفف للدوشة العقلية التي تقسمني كل ليلة فتذرني قاعًا صفصفَا ! بعض الكلمات أقتنصها، وبعضها يقنصني، أهرب منها، قالت لي اكتبي عما يوجعك " متخافيش" وكنت قد بدأت ذلك فعلًا، فعل الكتابة يُجرؤنا على أوجاعنا ! " عندما نلمس جراحنا القديمة بقلم" أستعيد موقف علي فأكتبه، أذكر حادثتي فأخربش كلمات
4

الحرب التي علّمتنا الأدب

المُفارقة أن ذلك سيخلق أدبًا! نصوصٌ سخية، ولغة خلابةٌ ستكون، وصفٌ مُعبر سيورث في النفس أسى عذبًا، ودمعةً آسرة ! لا أعرف هل لنا أن نحمد الحروب لأنها تُخرج وستخرج لنا ذاك الأدب الخلاب، أم نحمد الأدب أنه يَخرج لنا من ركام الحرب عذوبة ! كل شخصٍ، كل صغيرٍ، كل كبير، كل حيوانٍ، وكل جمادٍ وحجارة هي مشروعٌ أدبي كبير! الأدب هو كل ما لا يمكن سرده بأي طريقة أُخرى، هو ذاك الواقع اللاواقعي، وتلك الحقيقة العصية على التبلغ، الأدب
4

الطب الذي لا يشفينا!

يخرج ممسكًا هاتفه متطلعًا فيه، تسأله المرأة: طمنا يا دكتور ،العملية كويسة؟ يرد بعد عشر ثوان دون أن يحرك عينه عن شاشة الهاتف المُنشغل به: آه كويسة تتنهد: الحمد لله تسلم ايديك يا دكتور. يقول: آه كان عمليتين كبار خلي بالك ،يعيد عينه سريعّا لهاتفه: مش واحدة بس الموضوع كان صعب بس الحمد الله. يظل واقفًا أمام باب العمليات الخارجي يُطالع هاتفه بانغماسٍ تام وذوو المريض أمامه! وجهٌ جامد دون انفعالات، بارد الفعل والقول! أتأمل المشهد خلسةٌ، بين لهفة ذوي