مشروع فكرته ممتازة جداً، لكن تاريخه سيء بخدمة العملاء، تنصح بالاستثمار به أم لا؟ ولماذا؟

إذا كنت مكانك، سأركز على أن المشكلة الأساسية تكمن في خدمة العملاء، وهو عنصر أساسي لا يمكن تجاهله، حتى مع وجود فكرة قوية للمشروع. الشكاوى حول التأخير وعدم الكفاءة في التعامل مع المشكلات قد تؤدي إلى تراجع سمعة المشروع، وبالتالي تقل فرص نجاحه في المستقبل إذا لم يتم حل هذه المشاكل.

لكن، لو مكانك، سأبحث أولًا في مدى جدية المشروع في معالجة هذه القضايا. إذا كان المشروع قد بدأ بالفعل في تحسين خدمة العملاء، مثل توظيف فريق دعم مدرب، أو استخدام أنظمة تكنولوجية حديثة لتحسين الاستجابة، يمكنني حينها أن أرى أن الفكرة القوية تستحق الاستثمار.

بجانب ذلك، سأتابع عن كثب ما إذا كانت هناك خطط مستقبلية للتوسع في تحسين العمليات وتقديم تجربة أفضل للعملاء. إذا كانت هناك خطوات واضحة وملموسة لتصحيح العيوب في خدمة العملاء، سأنظر في استثمار المشروع، حيث أن هذه العيوب لا يجب أن تؤثر بشكل دائم على فرص نجاحه في السوق.

قرار الاستثمار في مشروع يعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل. بينما تبدو فكرة المشروع ممتازة ولديه إمكانيات كبيرة للنمو، فإن تاريخ خدمة العملاء السيء هو نقطة يجب التفكير فيها بعناية.. والفكرة القوية قد تتفوق على العيوب السابقة إذا كانت هناك نية جادة لتحسين خدمة العملاء والتعامل مع المشكلات بشكل فعال. النجاح يتطلب التزامًا قويًا بتحسين الجودة وبناء الثقة مع العملاء. إذا كنت ترى أن الفريق الإداري للمشروع يمتلك القدرة والاستعداد لإجراء التغييرات الضرورية، فقد يكون الاستثمار في هذا المشروع خطوة جيدة.

أنصحك بالابتعاد عن الفكرة، خدمة العملاء من أسس النجاح في أي مشروع وإن كانت الإدارة تعاني من مشاكل بمثل هذه الأساسيات فكيف لي أن أثق بها!

ظننت في البداية أنك ستمتلك المشروع بالكامل وسيكون لك حق التوجيه والإدارة وهنا كنت أنصحك بالمخاطرة والشراء على أن تكون أول قراراتك التعامل مع خلل خدمة العملاء لكن الاستثمار بنسبة غالباً لا يكون لك حق التدخل في الإدارة وهو مخاطرة كبيرة

الفكرة القوية والمبتكرة هي بلا شك أساس النجاح، خاصة إذا كانت هناك حاجة حقيقية في السوق، مثل المشروع الذي تدرسه. في كثير من الأحيان، تكون الفكرة المميزة قادرة على جذب عملاء جدد حتى مع وجود بعض المشكلات في الخدمة، خاصة إذا لم يكن هناك بديل منافس. خذ مثال "أمازون" في بداياته، حيث لم يكن نموذج خدمة العملاء مثاليًا، لكنه تطور بمرور الوقت بفضل الاستثمارات الكبيرة في تحسين تجربة العميل.

لكن في المقابل أرى ان خدمة العملاء ليست مجرد "تفصيل" يمكن تجاهله، بل هي عنصر حاسم في استدامة المشروع. العملاء لا ينسون التجارب السلبية بسهولة، والسمعة السيئة يمكن أن تنتشر بسرعة، خاصة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي. مشروع يعاني من مشكلات متكررة في خدمة العملاء قد يواجه صعوبة في الاحتفاظ بالعملاء الحاليين، مما يعني زيادة تكاليف الاستحواذ على عملاء جدد، وهو أمر قد يضعف عوائد الاستثمار على المدى الطويل.

هنا يأتي القرار الحاسم لابد أن نطرحه هو هل يمكن معالجة مشكلات خدمة العملاء؟ إذا كانت المشكلات تتعلق بنقص في الموارد البشرية، فقد يكون الحل بسيطًا عبر تعيين موظفين جدد أو تحسين التدريب. لكن إذا كانت المشكلات مرتبطة بثقافة الشركة أو نهج الإدارة، فقد يكون التغيير أكثر صعوبة.

تقول أن هناك تاريخ سيء في خدمة العملاء ةأن بعضهم قرر بالفعل عدم التعامل معه بسبب تلك السلبيات ، إذن الأفضل ألا تستثمر بالمشروع حتى ولو كانت فكرة ممتازة لأن المهم في مجال المكتبات رضاء العملاء وليس رغبتنا وميولنا لأفكار معينة حتى ولو كانت الافكار ممتازة كما تصفها لكن المهم الجانب التنفيذي

إن كنت مستعدًا لإنفاق ميزانية كبيرة في التسويق للمشروع، فربما يفيدك التركيز في حملة المشروع الجديد على أننا نعي مشاكلكم مع المنتج القديم ولن يكون الأمر كالسابق! عند شراء علامات تجارية كبيرة لعلامات أصغر أو أكثر فشلًا ألاحظ أنهم لا يخجلون من ذكر الأمر بطريقة "أننا الآن لسنا مثل السابق" وهذا الجانب الغريب يجذب العملاء لأنه يحمل جرأة في تحمل الخطأ، وتحدي أيضًا لك في تحسين الامر وعدم تجاهله.

بالنسبة للمشروع الريادي الذي تفكر في الاستثمار فيه، فإن الفكرة القوية والمبتكرة تُعد أساس واعد. ومع ذلك يجب أن يكون هناك التزام واضح بتحسين خدمة العملاء ومعالجة الشكاوى السابقة. الاستثمار في تدريب الموظفين وتطوير آليات فعّالة للتواصل مع العملاء يمكن أن يحوّل التحديات السابقة إلى فرص لبناء سمعة إيجابية وزيادة رضا العملاء.

بالتالي إذا كان الفريق المؤسس مستعد للاعتراف بالعيوب السابقة والعمل بجدية على تحسينها، فإن المشروع يستحق النظر كفرصة استثمارية. التاريخ يُظهر أن الشركات التي تتعلم من أخطائها وتستجيب لاحتياجات عملائها لديها القدرة على تحقيق نجاح مستدام.