في عملي السّابق كمسؤولة إداريّة عن عدد من الموظّفين، كان يعمل ضمن فريقي موظّف مبدع وذكي، وينجز أعماله بشكلٍ متقن لا بل وأكثر. إلّا أنّني عانيتُ من تأخّره في تسليم المهام وهو ما كان يضعنا أحيانًا كفريق عمل في مواقف حرِجة مع عملائنا المهمّين الذين لا يلبثوا بعد انزعاجهم من تأخّر التسليم من ثنائنا على جودة العمل الرّائع.

لم يكن الموضوع ذا أولويّةً بالنّسبة لنا إذ أنّه وبالرّغم من حصوله كان يتزامن مع عمل متقن ومبتكر. ولم يكن أيضًا ممكنًا تذكير هذا الموظّف بالوقت المتبّقي للمهلة على مبدأ أنّ "الإبداع لا يتبع جدولًا زمنيًا. قد يأتي في أي وقت ولكنه يستحق الانتظار". فقد كان الإلهام يأتيه بالفعل قبل بضعة ساعاتٍ من نهاية المهلة المحدّدة للمشاريع وغالبًا ما تكون نتائجه قيّمةً بالنسبة للعمل. ولكن كان هناك في العمل من يعتبر أنّ هذه مشكلة حقيقيّة لا بل "مأزق" إذ أنّها قد تؤدّي إلى خسارة العملاء.

فاقترح أحد المسؤولين في الشركة أن نتبع أسلوبا مرنًا أكثر في تسليم الأعمال حيث يعمل الموظّفين الأكثر إبداعيّة وإنتاجًا بحسب جداولهم الشخصيّة الخاصّة وبدون تقييدهم بأوقات محدّدة. ولكن ماذا لو أنّ هذا غير ممكن؟

ومن هنا، هل تروون أنّ العمل على تطوير مهارات الموظّف في إدارة الوقت هي الحل الأفضل أم أنّ اتباع الشركة لنهج أكثر مرونة هو الحل؟ ولِما ذلك؟