"مبارك! تم ترقيتك من أخصائي تسويق إلى مدير قسم التسويق ! الرجاء تبديل شارتك ووضع اللوحة الجديدة على مكتبك." من أكثر المواقف المحببة إلى قلوبنا في العمل أن يكون هناك تقدير لمهاراتنا وكفاءاتنا والذي قد يتجلى من خلال رسالة تقدير أو مكافأة أو لربما ترقية ! إلا أن الترقية لا تكف أن تكون تغييرا في اللقب الوظيفي أو في الاسم الموضوع على شارة العمل إذ أنها يجب أن تكون مقرونة بزيادة في الأجر والتقديمات الاجتماعية وتغييرا فعليا في المهام الموكلة للموظف.

ولكن الصادم بالأمر أن الكثير من الشركات تعطي موظفيها ترقية وهمية تقتصر على اللقب الوظيفي لا أكثر. وقد يكون ذلك للأسباب التالية:

  • السعي إلى الحفاظ على الموظف بعد إصابته بفرط إنهاك من جراء العمل
  • الظهور أمام المجتمع بالصورة المثالية للشركة التي تقدر جهود موظفيها

وأما السبب الأكبر فهو محاولة إظهار الشركة لجهودها وإنجازاتها بما يتعلق بالتنوع والمساواة والشمول والتي هي معايير دولية من المطلوب تحقيقها في مجال تعيين الأفراد بدون أي تمييز على كافة المستويات في أماكن العمل. فإذا كان الموظف من أقلية عرقية أو امرأة مثلا فإن الشركة تسعى إلى ترقيته/ا وهميا لمنصب المدير وذلك من أجل الإيفاء بالتزاماتها بإيصال الأقليات إلى سدة القيادة. وتسمى هذه الظاهرة ب "غسل التنوع" Diversity Washing والتي تعبر الترقية الوهمية تجليا من تجلياتها أو شكلا من أشكالها.

وفي حال تعرض أحدنا لهذا الموقف، أي تمت ترقيته وهميا، فهناك 3 خيارات للحل:

  1. رفض المنصب وإبلاغ القيادة الأعلى حول هذا القرار ليتم النظر فيه ومساءلة الشخص المسؤول عن هذه الخطوة.
  2. قبول المنصب وذلك من أجل الحصول على اللقب ومن ثم البحث عن شركة أخرى للعمل فيها باللقب الجديد
  3. الاستقالة

بالنسبة لي فأنا ألجأ إلى رفض المنصب وإبلاغ القيادة العليا بالأمر للنظر في القرار ومحاسبة الشخص المسؤول، فإن لم يبدي أي طرف في القيادة استجابة أتبنى الخيار الثالث وهو الاستقالة.

ماذا عنكم، ما هي الخطوات التي تتخذونها في حال حصلتم على ترقية وهمية؟ وهل هناك أي إجراء وقائي أو استباقي يمكن عمله حتى لا يتعرض الموظف لهذا الموقف؟