في أروقة الشركات، تتجلى دائمًا معضلة كبرى عند الحديث عن الترقيات: هل نكافئ الأكثر ولاءً أم الأكثر كفاءة؟ لكل منهما حججه ومبرراته. في شركتنا التي لم يتجاوز عمرها الأربع سنوات، وجدت نفسي في موقف حيرة بين اثنتين من الموظفات المميزات:

الأولى، التي انضمت إلى الشركة منذ تأسيسها، عُرفت بوفائها الكبير والتزامها المستمر. منذ اليوم الأول، كانت دائمًا حاضرة في كل المناسبات والمهام، ملتزمة بقيم الشركة وأهدافها، ومساهمة في بناء ثقافة عمل إيجابية. كانت تعتبر العمود الفقري للفريق، الشخص الذي يمكن الاعتماد عليه في الأوقات الصعبة، حتى لو لم تكن الأكثر مهارة في الفريق.

على الجانب الآخر، أما الثانية، الموظفة الشابة التي انضمت إلى الشركة قبل سنتين فقط. منذ انضمامها، أثبتت سهيلة بسرعة فائقة كفاءتها العالية. تمتلك مهارات استثنائية وأداءً يتفوق على جميع زملائها. كانت دائمًا تسعى لتحسين العمليات والابتكار، وحققت نتائج ملموسة ساهمت في نمو الشركة بشكل كبير.

عندما حان وقت اتخاذ قرار الترقية، وجدت نفسي في مأزق حقيقي. هل أمنح الترقية للأولى، التي كانت رمزًا للولاء والتفاني منذ بداية الشركة أم أختار الثانية، التي أظهرت قدرات استثنائية وحققت نتائج رائعة في فترة قصيرة؟ لجأت إلى زملائي في الفريق لمشاركة رؤاهم والاستماع إلى آرائهم. تحدثنا عن أهمية الولاء وكيف أن الموظفة الأولى كانت العمود الفقري للشركة، لكننا أيضًا لم نغفل عن كفاءة الثانية وابتكاراتها التي قادت الشركة نحو النجاح.

انقسم الفريق بين مؤيد للأولى ومعجب بوفائها، وبين مؤيد للثانية ومتحمس لكفاءتها. في نهاية النقاش، وجدت نفسي أمام سؤال حاسم: كيف يمكنني اتخاذ القرار الأنسب للشركة والذي يعزز من تحقيق النجاح المستدام؟