منذ عدة سنوات وأثناء تحضيري لإحدى الأبحاث العلمية عن القيادة والذي كان يتناول شخصية رجل الأعمال الأمريكي الشهير جيف بيزوس وهو مؤسس شركة أمازون والتي تعتبر من أكبر الشركات في العالم والمعروفة بآدائها المرتفع في تحقيق تجربة عميل مميزة، أوقفتني مقولة للقائد الفذ جيف بيزوس والتي تعبر عن توجهه واستراتيجيته في خدمة العملاء، ألا وهي "إن أفضل خدمة عملاء هي تلك التي لا يحتاج معها العميل إلى التواصل مع قسم خدمة العملاء. لأن الأمور تسير على ما يرام".

هي مقولة عميقة وتعكس استراتيجية مهمة جدا في جودة الخدمة المقدمة للعملاء.

وبالبحث أكثر عن كيفية إدارة بيزوس للشركة العملاقة أمازون وجدنا أنه بالفعل كان جل اهتمامه كان في تحسين عمليات الشركة بتبني أحدث نظريات الجودة والفكر التشغيلي الياباني مثل الـ Lean Manufacturing والاهتمام بتبني التكنولوجيا للتمكن من أتمتة العمليات التشغيلية لتقليل الأخطاء وتخفيض التكاليف وسرعة الإنجاز - من منا لا يذكر السيور الذكية الموجودة في أمازون والتي تقوم بفرز المنتجات أوتوماتيكيا أو الروبوتات التي تقوم بالمساعدة في تحضير الطلبات؟ - وذلك لتحقيق أفضل تجربة شراء للعميل من خلال سلسلة عمليات فعالة، فكانت استراتيجية بيزوس في التشغيل هي الوصول إلى الامتياز التشغيلي Operational excellence فالأفضلية في الإنفاق كانت على تحسين وتطوير عمليات التشغيل أكثر من الاهتمام بالترويج.

فمن خلال عمليات تشغيلية ممتازة سيحصل العميل على أفضل تجربة شراء وبالطبع سيشارك العميل إعجابه بتلك التجربة المميزة لدائرة معارفه وهو ما يعتبر أكثر وسيلة ترويج فعالة للشركة وتبني قاعدة عملاء قوية للشركة على مدار السنين. 

فإلى أي مدى توافق جيف بيزوس في هذه المقولة؟ وهذه الاستراتيجية؟ و إن كانت ميزانية الشركة محدودة، فهل تكون الأولوية في الإنفاق على تحسين وتطوير المنتج أم في الترويج؟