في العام الماضي صرح المدير التنفيذي العام لشركة تسلا إيلون ماسك، وهي شركة رائدة في صناعة السيارات الكهربائية، أنه لا يبحث عن الموظفين أصحاب الشهادات العالية بل عن الذين يمتلكون أفكارا خلاقة. فقالها بالحرف الواحد " فكروا خارج الصندوق"، أي لا تدعوا الأفكار التقليدية السائدة تقض على إبداعكم. ففي عصرنا الحالي، أصبح تركيز الكثير من الشركات على إستقطاب الفئات المبدعة التي تجيد فن صناعة الأفكار وترجمتها على أرض الواقع. ففي شركة Zappos مثلا وهي شركة ملابس عالمية فإنها تركز كثيرا على العنصر الثقافي حتى أنها تدفع ألفي دولار لمن لا يجد أن ثقافته تناسب ثقافة الشركة. ويدخل الإبداع والإبتكار والمغامرة في البيئة الثقافية للشركات فنحن نقوول " ثقافة الشركة كذا تقوم على الإبداع". فالثقافة الفضفاضة والمنفتحة على كافة الثقافات تشكل البيئة الحاضنة للإبتكار.

وأما الشركات التي تضع الربح ضمن أساس سياساتها وإستراتيجياتها فأنا أجد أنها تخصص كافة مواردها لتحقيق الربح. فماذا عن "الإبتكار؟" . بداية فإن السعي نحو جذب المبدعين وأصحاب الفكر الخلاق يعني تخصيص ميزانيات ضخمة تشمل تكاليف التدريب والأبحاث التطوير. فإذا كنت صاحب شركة وأسعى إلى تحقيق أقصى ربح، فأسعى بنفس الوقت لخفض تكاليفي وخاصة التي يمكن الإستغناء عنها؟ ف بماذا أبدا؟ بتقليص إنفاقي على الإبداع.

إلا أنه ليس أمرا حسن، فعندما أنفق لأصنع بيئة خلاقة وصانعة للأفكار فإنني أضع شركتي في القمة من خلال الإبداع والتقدم المعرفي . أفلا يستحق الأمر إذا هذا الإنفاق؟

والآن أود الإستفسار عن آرائكم، فلو كنت مديرا لشركة وخيروك بين هدفين: إما الإنفاق على إستقطاب الطاقات المبدعة أو تحقيق الربح المالي. فأيهما تختار؟