هل القادة يُولدون أم يُصنعون؟ أعلم أنكم قد صادفتم هذا السؤال عشرات المرات، وهذا طبيعي لكونه أحد أكثر الأسئلة تكرارا في مجالات القيادة والإدارة.

والحقيقة هي أنّ هناك عدة آراء بخصوص هذا الموضوع. أولهم تقوده نظرية الرجل العظيم و نظرية السمات، ويفترض هذا الاتجاه أنّ القادة يولدون، وتعليلهم لهذا الفرض هو أنّ الأشخاص يرثون بعض الصفات التي تؤهلهم لأن يكونوا قادة.

 ويضيف أنّ الأشخاص بهذه الهبة الفطرية سيتمكنون من أن يصبحوا قادة عظماء، على عكس الأشخاص الغير مموهوبين فطريا.

 وأكثر من هذا، يعتبر الاتجاه الداعم لفكرة القادة بالفطرة أن الأشخاص الغير مولودين بصفات القادة يستحيل عليهم النجاح في هذا المجال لأنهم لا ينتمون له. 

لكن لو كان الأمر كذلك، فلماذا توجد هناك العديد من البرامج لتكوين القادة؟ أيعقل أن تكون جميعها بدون فائدة؟

ثاني التيارات تمثله النظريات السلوكية التي تتبنى نظرة مخالفة لما تؤمن به النظريات الأولى.  حيث يرى المصدقون لهذا الاتجاه أنّ الناس يستطيعون أن يصبحوا قادة من خلال عملية التدريس والتعلم والمراقبة لأنّ القيادة هي مجموعة من المهارات التي يمكن تعلُمها من خلال التدريب والإدراك والممارسة والخبرة التي تُكتسب مع مرور الوقت. 

لكن هل التسجيل في برنامج لتعلم القيادة والحصول على شهادته يعني أن شخص قد أصبح قائدا فعلا؟ 

في رأيي أن بعض الأشخاص يملكون مهارات فطرية للقيادة، مثل التواصل، الحضور، الجرأة، المبادرة، التعاطف، الذكاء العاطفي. لكن امتلاك هذه الصفات لا يعني أن الشخص سيكون قائدا كاملا له القدرة على توجيه والتأثير على فريقه.

في المقابل يمكن للأشخاص الذين لم يولدوا بمهارات القيادة أن يحصلوا عليها من خلال تراكم الخبرات والتنمية الذاتية و التدريب. لكن يجب الانتباه إلى أنّ التعليم عن طريق تفسير المهارات لا يعني زرعها و لا يضمن أنّ الشخص سيصبح قائدا جيدا في المستقبل، ولو كان الأمر كذلك لأصبح الجميع قادة.

وبالتالي فإن أفضل إجابة عن جدلية وراثة واكتساب القيادة هو أحد الاستنتاجات التي توصلت إليها بعض دراسات علم النفس، والتي تقول بأنّ ثلث القيادة صفات وراثية، أما الثلثين الباقيين فتعليم وتدريب.

في رأيكم هل هناك تعريف موحد للقيادة؟

هل يمكن لشخص أن يكون قائدا في عدة مجالات مختلفة؟