إذا كان الطفل يحب الأب أكثر من حبه لأمه، فهذا يعني أن هناك مشكلة كبيرة في الأسرة!!!!

القول بأن تفضيل الطفل لأحد والديه مؤشر على (مشكلة كبيرة) في الأسرة هو تعميم مبالغ فيه. من الطبيعي أن يمر الأطفال بمراحل ينجذبون فيها إلى أحد الوالدين أكثر من الآخر، وهذا لا يعني وجود خلل أسري، بل يتعلق غالباً بالروتين والتفاعل اليومي.

الحل ليس في القلق من هذا التفضيل، بل في تحقيق توازن صحي في العلاقة. يمكن للوالد الذي يشعر بتجاهل الطفل أن يقضي وقتاً أكثر معه في أنشطة ممتعة، دون إجباره على تغيير مشاعره. الأهم هو توفير بيئة آمنة ومحبّة، حيث يشعر الطفل بأن كلا الوالدين متاحان له دون ضغوط

لا أرى أن حب الطفل لوالده أكثر من والدته دليل على وجود مشكلة في الأسرة. من الطبيعي أن يمر الأطفال بمراحل يفضلون فيها أحد الوالدين، وهذا لا يعني أن هناك خللًا في العلاقة الأسرية.

قد يتعلق الطفل بأحدهما أكثر بسبب الروتين اليومي أو طبيعة العلاقة بينهما، لكن هذا لا يعني أن هناك مشاكل بين الأب والأم أو أن الطفل يعاني من أزمة نفسية. فالأطفال ينجذبون أحيانًا لمن يقضي معهم وقتًا أطول، وأحيانًا لمن يكون حضوره مختلفًا وجديدًا في يومهم.

الحل ليس القلق والبحث عن مشكلة غير موجودة، بل خلق توازن في الوقت الذي يقضيه كل من الوالدين مع الطفل، مع احترام اختياراته الطبيعية. ومن المهم أن يشعر الطفل بالحب والأمان من كليهما، دون الحاجة إلى إثبات أن أحدهما أفضل أو أكثر تأثيرًا من الآخر.

أعتقد أن الأمر يتوقف على عمر كل طفل، فمثلاً لا أراها مشكلة على الإطلاق إذا كان الطفل لا يتجاوز سن معينة، مثل مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يكون ارتباطه بالوالد أو الوالدة غالبًا نتيجة للحاجات النفسية والجسدية التي يتطلبها نموه، وفي هذه المرحلة قد يكون الطفل يشعر براحة أكبر مع أحد الوالدين لسبب أو لآخر، مثل الطريقة التي يتم تلبية احتياجاته بها، أما إذا استمر هذا التفضيل بشكل غير مبرر في مراحل لاحقة من العمر، فقد يكون هناك حاجة للتواصل والتفاهم بين الوالدين للعمل على تقوية العلاقة مع الطفل، وخلق بيئة من الحب والتوازن بين جميع أفراد الأسرة.

افتراض أن ميل الطفل إلى أحد والديه مؤشر على مشكلة أسرية يتجاهل عوامل عدة، منها طبيعة العلاقة التي يبنيها الطفل مع والديه بناءً على التفاعل اليومي. فالتفضيل لا يعني استبعاد الآخر أو رفضه، بل هو جزء من عملية بناء الأمان العاطفي. هناك مراحل عمرية معينة ينجذب فيها الطفل لأحد الوالدين أكثر، كما هو الحال مع الأطفال الصغار الذين يفضلون الأم لأنها المصدر الأساسي للرعاية، في حين أن الأكبر سنًا قد ينجذبون للأب إذا كان يمثل لهم نموذجًا للمغامرة والاستكشاف.

 و ما هو حل هذه المشكلة

بدلًا من محاولة "إجبار" الطفل على توزيع اهتمامه بالتساوي بين الوالدين، من الأفضل البحث عن طرق طبيعية لتعزيز العلاقة مع الوالد الأقل تفضيلًا. يمكن أن يقوم هذا الوالد بأنشطة جديدة تجذب الطفل إليه دون أن تكون مجرد محاولات لإثبات الوجود. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يفضل والدته لأنها تقرأ له القصص، يمكن للأب أن يصنع ذكريات مختلفة مثل الخروج إلى الحديقة أو الطهو معًا.

عندما كنت صغيرة كنت أميل لوالدتي بشكل كبير لأنها كانت أكثر حضورًا في حياتي اليومية، لكن في مرحلة ما، بدأت أجد في والدي شخصية مثيرة للاهتمام لأنه كان يأخذني إلى أماكن جديدة ويعلمني أشياء مختلفة عن والدتي. لم يكن الأمر لأنني أحببته أكثر أو أقل، بل لأن علاقتي معه أخذت شكلًا جديدًا مع مرور الوقت.