المقصود بهذه المغالطة هو تحويل الانتباه عن القضية الحقيقية من خلال التركيز بدلًا من ذلك على قضية أخرى سطحية أو مثيرة للجدل. والأمثلة كثيرة ومنها مثلًا ما حدث في أولمبياد باريس، فمن شاهد الافتتاح سيفهم ما أتحدث عنه، وهم اعتمدوا على تلك المغالطة، إذ صرفوا الانتباه عن التفاصيل المحورية عن طريق السياق المثير للجدل، وهكذا تحول الأمر لمناقشة سطحية فقط. هذا أيضًا يحدث في حياتنا اليومية فقد نحاول النقاش مع أحدهم حول مسألة ما، لنجده يُسقط محور الكلام علينا أو على موقف لا يمت للمسألة بصلة حتى يشتتنا عن مناقشة الموضوع الأساسي. فكيف نفهم الرسائل الحقيقة دون أن نقع في فخ التشتت؟
مغالطة الرنجة الحمراء: كيف نفهم الرسائل الحقيقية خلف السياقات المثيرة للجدل؟
يمكن التعامل مع ذلك لو أدركنا أن الأمور لا تحدث بعشوائية وعلى قدر المتصرف تكون قيمة التصرف، فكلما كان صاحب الفعل عاقل وله رأي كلما قلت نسبة العشوائية في أفعاله وأقواله، ولكن للاسف نسبة السطحيين في جميع المجتمعات كبيرة للغاية، وبالتالي فهي تجعل عملية اللفت والإلهاء أكثر سهولة.
أعتقد الأمر عبارة عن خبرة مكتسبة للتعامل مع هذه الأمور، فالعديد لم يعر أي إهتمام للإفتتاح الخاص بأولمبياد باريس إلى أن قرأ التقارير و المنشورات حول الموضوع حتى فهم هذا الأمر، و بالتأكيد مع مرور الوقت سيصبح يستطيع تمييز هذا الأمر بمفرده، لدا أرى أنه صعب هذا الأمر في البداية و لكن يجب دائما أن نتوقعه خصوصا من الغرب.
لنجده يُسقط محور الكلام علينا أو على موقف لا يمت للمسألة بصلة
أنا في هذا الموقف أتوقف عن التعليق حتى ينتهي، ثم أطلب صريحًا أن نعود لموضوعنا، فلو كان يقصد الفعلة سيدرك فشلها، ولو كان لا يقصد فإنه يشعر بالحرج فيتأكد من الالتزام بالموضوع.
أعتقد أن عنصر الخبرة الحياتية والتعامل مع الناس على اختلاف طبائعهم وشخصياتهم هو العنصر الأهم في ذلك، ولا توجد خطوات محددة لمنع الوقوع في هذا الفخ.
من الصعب جدا أن يمتلك الانسان المهارة الضرورية لمعرفة جميع المقاصد لكن الخبرة قد تساعد في توقع مثل هذه المغالطات.
أضيف إلى تلك المغالطة التي طرحتها واحدة أخرى وهي مسألة الملاكمة الحزائرية إيمان خليف، بالرغم من الانجاز الذي حققته، تأتي دعاية مغرضة من الحاقدين تمس بأكثر شيء مقدس عند المرأة وهو أنوثتها، تم التركيز على المسألة بطريقة غير منطقية حيث اشتعلت السوشل ميديا بهذه القضية لم أعطي هذه القضية أهمية كبيرة لكن كل من حولي كان مهتما بهذا الموضوع بل علق بعضهم تعليقات بدت لي خارج نطاق الاحترام بتاتا، لكنها تفوقت على كل هذا برد حازم واستخدام الوقائع في مواجهة صغار العقول، بدل أن تستحوذ عليها العاطفة حيث احتفظت برباطة جأشها، ما أثبت لنا شخصيتها القوية.
قد ندخل في نقاشات عادية في الحياة الشخصية أو أثناء العمل لكن يمجرد استصغار أحد الأطراف بالآخرة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وخصوصا إن كانت المسألة شخصية كأن يتم تحويل نقاش متعلق بالنتائج التي يحققها الفريق إلى نقاش حول لباس أحد الأعضاء. وفي أغلب الأحيان لا تمر مرور الكرام وفي كثير من المرات تتطور لتمس آداء العمل.
كما أن مثل هذه المغالطات يتم إعتمادها في أغلب المناضرات كي يبدو صاحب الحق بمظهر الغبي والإعلام يلعب دورا كبيرا، وهذا ما نراه كل يوم.
دخلت في نقاش مع أحدهم وتمنيت أنني لم أفعل، فأثناء الحديث تم ذكر اخواننا الذين يتم قصفهم منذ أشهر ليدهشني رده بأنهم مخطؤن كونهم بدؤا حربا لم يعدوا لها، اعلمته أنه يتكلم هكذا كونه لا يعيش الحدث فقد اعتاد على الأمن والسلام وهذه نعمة يجب حمدها، ذكرته بالمشهاد التي نراها كل يوم، دماء اخواننا وأن حرماتهم ننتهك ، لاتأكد من سياق حديثه أنه ضد ما يمثله المقاومون لا ما يقومون به، ليكون النقاش مع أمثاله عقيمم وخرجت منه.
مسألة الدخول في النقاش أوقضية،المتابعة أو الانسحاب ،راجع لأهمبة الموضوع ومدى تأثيره على اللحظة الحالية وكذا المدى البعبد فقد تفقد صفقة فقط لأن أحدهم علق على مرحلة صعبة مرت على أحد مشاريعك، لذا وجب معرفة قواعد اللعبة، من ازرار التحكم ، البيىة المحيطة وأهمية الوصول إلى الهدف، فقد لا تحتاج لإكمال جميع المراحل للتغلب على الوحش وقد تصبح مسألة إكمالها ليست محل إهتمام.وقد يكون تقييم اللعبة منخفظا جدا فلا تلعبها من الأساس.
لذا تجد الدبلماسين أصحاب أعلى الرواتب
مسألة الدخول في النقاش أوقضية،المتابعة أو الانسحاب ،راجع لأهمبة الموضوع ومدى تأثيره على اللحظة الحالية وكذا المدى البعبد فقد تفقد صفقة فقط لأن أحدهم علق على مرحلة صعبة مرت على أحد مشاريعك
أتفق معك جدًا، الدبلوماسيين ومن يعملون في مجالات بها تفاوض واتخاذ قرارات وإدارة مخاطر وغيرها، معظمهم -المحترفين منهم- يعرف كيف يرى السياق الأساسي لأي أحداث جديدة ويحلله فيما يهم شركته أو مؤسسته، ولا يهتم بالظاهر أو التريند او ما يرويه الإعلام والصحافة المرائية، ولكن تلك المهارة لا يملكها الجميع أو بالأحرى لم يمارسوها.
الأمثلة التي ذكرتها بخصوص إيمان خليف، ورأي صديقك عن المقاومة، كلها تدخلنا في حالة مع أم ضد، يعني مع لعب إيمان مع السيدات أم ضد؟ هل أنثى أم لديها هي نصف رجل ونصف امرأة (على حد إشاعاتهم المغرضة)؟ وكذلك الأمر بالنسبة للمقاومة: هل صحيحة، أم كان لا هدف منها؟ وفي الحالتين القضية أعمق بكثير من الظاهر، والإجابة لا تكون أبدًا بنعم أو لا، بل بالتركيز على الرؤية كاملة من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
في رأيي أظن أن المفتاح يكمن في امتلاك المرء لعقل نقدي وأن يقرأ أكثر وأكثر عن المغالطات المنطقية، فهذا سيحميه من فخ التشتت ومطاردة فكرة خارجة عن السياق الأعم والأكبر.
مثلًا كثيرًا ما يحدث أن أناقش أحدًا فأجده يجرني لموضوع ثانوي لا شأن له الحوار الأساسي، ويصر على الحديث عنه، حينها أعيد دفة الحوار إلى الفكرة الأساسية التي كنا نتحدث عنها، وأكرر هذا على مدار الحوار.
التعليقات