ما هي العقوبات الشائعة التي يتم استخدامها في التربية في العالم العربي؟ هل تعتبر العقوبات الجسدية جزءًا من أساليب التربية في المجتمعات العربية؟

عندما يقوم الطفلان بفعل يستحقان عليه التأديب،يمنعهم من "قراءة القصص" كنوع من العقاب!

وهل يعبر ما قام به الوالدين سلوك سليم؟ لابد ان نقتدي بها، أظن أن الرسالة التي أردت ايصالها لنا هي مدى حب الطفلين للمطالعة، كجزء من روتينهم اليومي الذي من الصعب التخلي عنه، ولكن شخصيا لم أرى ذلك، رأيت السلوك غير السوي في المعاملة التي قام بها الوالدين، المنع بهدف التأديب قد يسبب للطفل أزمات نفسية، قد يترك حب المطالعة على المدى الطويل.

منذ القدم في المنطقة العربية كانت العقوبة البدنية إجراءً تأديبيًا شائعًا يستخدم في التعليم عبر الدول العربية. وفي الواقع يعتقد الكثير من الناس أن العقاب الجسدي هو وسيلة فعالة لتأديب الأطفال والطلاب.

إلا أن العديد من الدراسات الحديثة أن العقاب البدني يمكن أن يكون له آثار سلبية على الصحة العقلية للأطفال ورفاههم. ونتيجة لذلك ، هناك اتجاه متزايد نحو استخدام مناهج أكثر تعاطفا وتحدثا للانضباط والعقاب في التعليم عبر المجتمعات العربية وقد لاحظت ذلك يتم الآن تشجيع المعلمين والمعلمين على استخدام التعزيز الإيجابي، والتواصل المفتوح ، وتقنيات حل النزاعات لتعزيز بيئة تعليمية إيجابية، العصى لم يعد لها وجود في منطقتي.

هل هناك اتجاه نحو استخدام أساليب تربوية أكثر اعتمادًا على التفاهم والحوار في المجتمعات العربية؟ 

هذا إتجاه تربوي موجود بالفعل بالمجتمعات العربية، وإن كان يُطبق بشكل أقل مما عليه بالمجتمعات الأوروبية؛ نظرا لإختلاف العوامل الإجتماعية والثقافية والبيئية..

ويُعد عقاب الطفل من أكثر الأمور حساسية في عملية التربية، ولهذا فعلينا الانتباه جيدًا قبل اختيار طريقة العقاب، حتى وإن كانت بعض الطرق العقابية مسموحة فإن هذا لا يعني أنها تنفع مع جميع الأطفال..

حيث يعتمد تحديد طريقة العقاب المناسبة على العديد من العوامل مثل السن وطبيعة الطفل ومدى الخطأ الذي ارتكبه.. وعموما تجب مراعاة بعض النقاط بعملية عقاب الطفل وهي:

• منح الطفل وقتًا ليفكر بتصحيح الخطأ.
• سحب بعض الامتيازات من الطفل.
• تعويده على تحمل مسؤولية الخطأ.

ونهاية يجب أن نتذكر دائما أن الوالدين، والمُعلم، والأقارب، هم نماذج يقلدها الطفل، فإذا كانت النماذج جيدة كان سلوك الطفل جيدا، والعكس صحيح.

من خلال مشاهداتي لهذا الأمر فقد لاحظت أنّ هناك العديد من الأساليب التي تعتمد في التربية في العالم العربي. والأهم من ذلك أنّ هذه الأساليب قد شهدت تطوّرًا ملحوظا خلال الأعوام الحالية. فمنذ عدة سنين مثلا وعندما كنّا صغارا كانت أساليب التربية مجحفة وتتراوح بين التعذيب الجسدي والنفسي. فقد كان أهلنا على سبيل المثال يعاقبوننا بالحرمان وأحيانا بالضرب (وإن بأسلوب غير قاس) وبالتعنيف اللفظي الذي يتراوح بين التأنيب والتهديد والوعيد. وأما اليوم وبعد تقدم أساليب التربية فقد دخلت مفاهيم تربوية حديثة لم نعدها سابقا تشدد على أهمية مراعاة البعد النفسي للطفل وعدم القرب من مساحته الخاصة والتي لم تكن موجودة في أيامنا أصلا. فمثلا في المجال الإنساني الذي أعمل فيه كمعلّمة أوّل قاعدة تعلمناها أن لا نتخطى مساحته الخاصّة وإن من خلال عناق بسيط في المواقف التي يشعر فيها بالحزن. ولكن ما تفتقده التربية اليوم صارت الصرامة وتعاني من كثرة الليونة وأما في الماضي فقد كانت تتسم بالصرامة وقلة العاطفة والمرونة. ما صرنا نحتاجه أسلوب تربوي معتدل.

هل تعتبر العقوبات الجسدية جزءًا من أساليب التربية في المجتمعات العربية؟ 

رغم أن ثقافة التربية السليمة للطفل تتنامى تدريجيا في المجتمعات العربية، إلا أننا لايمكن أن ننكر وجود الأساليب العقابية الجسدية إلى الآن. ورغم كل الأعذار التي قد يكنها الاولياء إلا أن العقاب الجسدي والنفسي مرفوضان رفضا تاما لما لهما من آثار دائمة على نفسية الطفل حتى بعد أن يكبر. فهي تبني لديه شخصية هشة مليئة بالرهبة والمخاوف والأذية.

ما هي التوجهات الحديثة في التربية في العالم العربي فيما يتعلق باستخدام العقوبات والتفاهم؟

يهتم الأولياء الشباب في المجتمعات العربية الآن بتطبيق آخر التوجيهات وتدارك أخطاء آبائهم فيما يتعلق بالتربية وهو أمر مشجع. والأحق أن الطفل يولد ضعيفا لاحول له ولا قوة، ويحتاج للأمان طوال السنين الثلاث الأولى ثم تبدأ عملية التربية بألطف الطرق وأنجحها. تعتمد التوجهات الحديثة في أساليب التربية على الحرمان كمبدأ عقابي أول، وهو يتضمن منع النشاطات المفضلة للطفل سواء قراءة كما تفضلت، أو لعبة أو خروج أوغيره. ولكن يشترط في هذا الحرمان ألا يتجاوز يوما واحدا وألا يكون علنا أمام الآخرين حتى لا يذل الطفل ولا يكسر أمام غيره، فالأفضل إذا أن يكون في البيت. الأمر الآخر الذي يجب أن نشدد عليه هو عدم الإذعان لإلحاح الطفل والتراجع عن الحرمان المقرر لأن الطفل سيفهم من ذلك أنها عقوبة مؤقتة لا طائل منها. من جهة أخرى، قد يكتفي الأولياء بإظهار غضبهم على الولد لمدة لا تفوق نصف ساعة وستكون كافية لجعله يدرك خطأه، فإن اعتذر وتراجع عنه فلا داعي لعقابه من الأساس.

دعنا أ. خالد لا نناقش الأمر بتقسيم العالم إلى عربي وغربي عند ذكر هذا الموضوع؛ فالتربية الصحيحة واحدة أينما كانت.

من أفضل الإستراتيجيات المُتبعة في التربية حديثًا هي إستراتيجية "تخيير الطفل" وجعله صاحب قرار نفسه من خلال تقديم الاختيارات له عند القيام بالأمور بدلًا من فرض الأمر عليه. هذا من شأنه أن يزيد ثقة الطفل بنفسه وبلا شك ينعكس على طريقة اتخاذه لقراراته المستقبلية.

هذه التربية الإيجابية، وهناك توجه من الآباء للعمل على تطبيقها، لكن النتائج متفاوتة، وأرى أن قوانين الدول تعلب دورا في ذلك، ففي ألمانيا مثلا ممنوع منعا باتا ضرب الأطفال أو الضغط النفسي عليهم ويعاقب الأهل على ذلك وكذلك في بعض الدول فمثلا بالسويد يتم سحب الأطفال من عائلاتهم إن تم الضغط عليهم نفسيا، وهذا يجعل هناك تخوف حول أساليب التعامل مع الأطفال ضمن استراتيجيات معينة.

يتم استخدام أساليب و ألفاظ أقل ما يقال عنها أنها : كارثية .

. الشتم و الإهانات و المقارنات المشوهة لشخصيات الأطفال

. التعنيف الجسدي و الهجر و الحرمان من الحب

. انتقاد الشكل و السخرية منه و من الطفل

كل هذه الاشياء تؤدي لزعزعة ثقة الشخص بجماله و شكله و ثقته بنفسه .

اعتقد ان الامر له علاقة بطريقة ما بالحالة الاقتصادية والثقافية للأسرة والبيئة المحيطة. فقد شهدت اختلافات جذرية بين الأساليب التربوية المستخدمة في بعض المناطق المرفهة والمنفتحة ثقافيا المعتمد على الحوار والعقاب دون إيذاء، مقارنة بالأماكن الفقيرة والمتمسكة بالتقاليد التربوية التي لا تخلو من الأذى الجسدي والتعذيب.

ما هي العقوبات الشائعة التي يتم استخدامها في التربية في العالم العربي؟

مع الاسف ثقافة العقاب عربيا ثقافة جد متدنية تقوم على العقاب الجسدي القاسي ولا تهتم ابدا للجانب النفسي اثناء عملية التربية مثل :

• ضرب جسدي مباشر فوق الحدود المسموح بها، مثل ضرب يترك اثر جسدية مؤقتة
• حرمان جسدي من بعض المتع الطبيعية مثل حرمان من الطعام او من النوم.
• منع نشاط جسدي او حبسه تماما مثل منع الطفل من الاحتكاك او اللعب مع الاصدقاء أو احتجازه في غرفة او مكان لوحده.

كل هذه الاساليب تعتمد على امتلاك جسد الطفل وتعريضه لاقسى انواع الألم كوسيلة للعقاب .

كلنا نشأنا على عقوبة الضرب … ولكن ليس الضرب المبرح بل الضرب التأديبي ، فنشأنا كجيل صاحب تربية وأخلاق ولا يوجد خلل في ذلك.

لذلك أرى أن لا داعي لإستيراد ثقافات الغرب في الميوع في تربية أبناءهم … إنظروا اليوم ماذا يوجد في أوربا :

يوجد فيها إنتشار الزنا والعري والخيانة الزوجية والشذوذ الجنسي والتحول الجنسي والتفكك الأسري … وكل هذا بسبب سوء التربية ولأن القوانيين التافهة في أوربا تمنع التربية.