أراد الباحثون في الثلاثينات دراسة تأثير الصور النمطية على ذكاء الأطفال الأمريكيين من أصل أفريقي وأدائهم الأكاديمي؛ فاختاروا مجموعة من هؤلاء الطلاب وأجروا اختبار الذكاء. وقبل الاختبار أخبروا الطلاب أن التقييم كان لقياس ذكائهم إلا مجموعة واحدة منهم تم إبلاغها بأن الاختبار سيكون "معياريًا للعرق"، مما يعني أنه مصمم للأطفال البيض ومن المرجح أن يُظهروا درجات أقل.

وبهذا أكدوا للطلاب على الصورة النمطية التي تشير بذكاء الطلاب البيض وتفوقهم على نظائرهم من أصحاب الأصل الأفريقي؛ فشعر الطلاب أنفسهم بما يُسمى بـ "تهديد الصورة النمطية".

لماذا تهديد؟ لأن الطلاب الذين تعرضوا لتهديد الصورة النمطية لمعايير العرق سجلوا درجات أقل في اختبار الذكاء مقارنةً بالمجموعات الأخرى التي لم تواجه هذا الأمر.

وهنا يمكننا تعريف تهديد الصورة النمطية على أنّه ظاهرة نفسية تحدث عندما يكون الأفراد على دراية بالأفكار النمطية السلبية المأخوذة عن المجموعة التي ينتمون إليها، وهذا الوعي قد يؤثر سلبًا على أدائهم في مجال معين كأن يحدث انخفاض في الأداء أو انعدام الثقة بالنفس نتيجة لهذا.

تهديد الصورة النمطية قد يرتبط بالعمر أو العرق أو الجنس، إلخ؛ فهو أمر نعايشه بشكل يوميّ تقريبًا؛ مثل احتمالية أن تتراجع طالبة واحدة بصف الهندسة عن المشاركة في الفصل خوفًا من أن يُنظر إليها على أنها غير مؤهلة مثل زملائها الذكور في الفصل؛ فهذه هي الصورة الشائعة عن النساء غالبًا.

ورجل آخر أسمر البشرة يجري مقابلة للتقدم إلى وظيفة ولكنه قلْق حيال قبوله لأنه يظن أن أصحاب الشركة سيفضلون تعيين أصحاب البشرة البيضاء عليه.

الأمر خطير فعلًا ويجب الوعي به مجتمعًيا؛ فكيف يمكن أن يؤثر تهديد الصورة النمطية على المجتمع بأكمله برأيكم؟ وكيف نتجنب تأثيره السلبي؟