مؤخرًا و بين عشية وضحاها، شعرت بأنّ لدى الرغبة في الاطلاع والتعمق في المجال الفلسفي والقراءة به. لا أقصد هنا قراءة الروايات في هذا المجال ولكن ارتأى الاطلاع بشكل أوسع على أراء الفلاسفة تجاه قضايا معينة، حيث أتوق إلى الاطلاع على مواضيع خاصة في علم الوجود إلى جانب الميتافيزيقا و الإبستمولوجيا وغيره. 

أثناء بحثي عن أسماء الكتب الفلسفية المشهورة، لمعت في ذهني ثلة من التساؤلات. حتى أنني بقيت حائرة في الاجابة عليهم مثل؛ هل نحن حقًا نحتاج الفلسفة وما فائدتها؟ أليس في زماننا هذا تميل الكفة إلى التفكير العلمي أكثر من التفكير الفلسفي؟ ألا يمكن للعلم أن يجيب بشكل كافِ عن التساؤلات التي تراودنا؟ لماذا أصلًا سنقرأ في هذه الكتب طالما أن أحد الفلاسفة الذي لا أذكر أسمه هنا وصف الهدف من الفلسفة هو تفسير الأمر الواضح بالغائب؟!

يبدو أنّ هناك فريقين متضادين حول، فريق يرى أنه لا يمكن الاستغناء عن الفلسفة، ومن يتهجم على الفلسفة هو فيلسوف أصلا كما قال الفيلسوف الفرنسي باسكال. الفريق يرى أن الانسان دائمًا يطرح على نفسه تساؤلات فلسفية وذلك لتنمية قدراته العقلية، كما يستخدم تفكيره لحل المشكلات! ألم يقول ديكارت مقولته المشهورة" أنا أفكر إذًا أنا موجود"! وثمة مقولة أخرى له وهي "إن الفلسفة تميزنا عن الأقوام المتوحشين والهمجيين وحضارة كل أمة تقاس بقدرة أناسها على التفلسف "!

لكن الفريق الآخر يرى العكس تمامًا، حيث يعتقد أن العلم هو الذي يتقدم، فالأمم لا تتقدم إلا بالعلم والتطور.  والأمر الذي لفت نظري أن من يشن هجومًا على الفلسفة هم الفلاسفة أنفسهم أمثال الفيلسوف غاستون باشلار و أوغست كونت. 

على ذكر اسم كونت، ألم يقول بأن تطور الفكر البشري يمر بثلاث مراحل، الأولى هي المرحلة الدينية، ثم الفلسفية ثم المرحلة الاخرى وهي العلمية، إذًا العلم هو من ينتصر!

أنت.. مارأيك، هل ترى أن التطور العلمي سحب البساط من تحت قدمي الفلسفة؟