"سيجد كل إنسان يملك حب الاستطلاع العلمي وسيلة لإشباع رغبته في عالم لا يضطر فيه أحد إلى العمل أكثر من أربع ساعات يوميا، كما أن كل رسام سيتمكن من الرسم دون التعرض لأن يتضور جوعا على الرغم من امتياز لوحاته، ولن يضطر الكتاب الناشئون إلى لفت الأنظار إليهم بالكتابات المثيرة رغبة منهم في الحصول على الاستقلال الاقتصادي اللازم لإنتاج الجليل من الأعمال التي سيفقدون تذوقهم لها والقدرة على تنفيذها عندما يتوفر لهم الوقت أخيرا،.." 

جاء ذلك في المقالة الشهيرة "في مدح الكسل"، للفيلسوف وعالم الرياضيات البريطاني برتراند راسل، والتي نشرت -بكتابه المعنون بنفس الإسم- عام 1935م.

إن الفكرة الأساسية التي تقدمها هذه المقالة، هي التأكيد على الأهمية البالغة للإستمتاع بأوقات الفراغ المخصصة للراحة والاسترخاء، أو ما عرفه راسل ب"الكسل" وعدم القيام بشيء لفترة من الوقت.

حيث توصل راسل إلى أن السبب الأساسي الذي أعان أبناء الطبقة الارستقراطية المترفة على المساهمة في بناء الحضارات الإنسانية، إنما كان بسبب توافر وقت الفراغ بكثرة لدى أبناء تلك الطبقة، ولذلك طالب راسل بتخفيض ساعات العمل، حتى يجد العاملون وقتا للإبداع وممارسة هواياتهم.

وكان استغلال التقدم العلمي والتكنولوجي هو الحل الأنسب ليحظى الإنسان بذلك الحق في الراحة.

إلا أنه يوجد اتجاه آخر معارض لفكرة استبدال الإنسان بالآلة، خشية أن يهمل العنصر البشري، ويفقد سيطرته ودوره السامي!

- برأيكم هل استطاعت الطبقة العاملة -في ظل ما بلغناه من تقدم تكنولوجي- أن تحظى بما تستحقه من وقت للراحة، أم أننا مازلنا بحاجة لمدح الكسل حتى الآن؟!