كتاب الأمومة والنساء اللواتي يتخلين عنها: لماذا يضحي النساء بلقب الأمومة من أجل العمل؟

أنا برأيي هذا استكمال لدور الأب المفقود في العالم العربي بعد عقود، سوق العمل حرم الكثير من الأطفال آبائهم والطموح والأطماع المالية حرمتنا فعلاً كأبناء من آبائنا، اليوم الأمهات بتمكين المجتمع فكرياً وقانونياً وعرفياً لها دخلت السوق وبالطبيعي تأخذ ذات المسار لإنه لا يوجد خطط لإدارة الأمر، نحن نمشي بالهوى وبما نريد فقط، بأطماعنا الشخصية شئنا أم أبينا ولذلك بدأنا نلاحظ هذه الفجوة الواضحة، هل من حقها أن تفعل هذا الأمر؟ برأيي نعم ولكن قبل الإنجاب. أما أن تتخذ هذا القرار وتقصّر بواجباتها بعد الإنجاب فهذا ما يجب أن يكون عليه رقابة قانونية وعرفية اجتماعية، لا يجب السماح بذلك لا من طرف الأم ولا الأب، ولكن تبقى هذه الدعاوى التي أطلقها مثالية بعض الشيء لصعوبة تطبيقها.

أرى أن القرار بعدم الإنجاب أو التوقف عن ممارسة دور الأمومة مؤشرا على تحولات ثقافية واجتماعية في مفهوم الأدوار التقليدية، ولكنه قد يترك فراغا عميقا في حياة المرأة ويؤدي إلى فقدان لهوية عميقة، فالأمومة ليست مجرد وظيفة بل هي هوية قد تؤثر على معنى الحياة بشكل كبير، وتلك الهوية تحمل قيمة لا يمكن تعويضها بمجرد النجاح المهني أو الشخصي.

الفكرة أنه مثلما هناك رجال لا يتحملون المسؤولية، وهي الفطرة السليمة، هناك أيضًا نساء لا تقدر على تحمل مسؤولية عظمى بحجم الأمومة، فتُخرج للعالم جيلًا مليء بالعقد النفسية، أو على الأقل لن تجعل الأمومة أوليوتها في الحياة، فترى مثلًا من تعمل وتوكل المربية بمراعاة أطفالها، فما الفائدة التي عادت على المجتمع من إنجابها؟، مع العلم أني أعتقد أن مثل هذه النماذج أقلية، لذا لا يجب مطالبتهن بما لن يعود على أحد بخير.

أعتقد ان كل تلك الأفكار هي نتاج الرأسمالية ، استطاعت الرأسمالية في صورتها المادية من تحويل البشر إلى ألات او سلعة عن طريق الإعلام و الشعارات الرنانه وكل ذلك يتغير على حسب متطلبات العصر ، و قد وقعت المرأه فريسه لذلك الاستغلال الجشع متجملا بما يسمى المساواة وتحقيق الذات متناسيا للطبيعة الانسانية و ما تحمله من قيم ،

وتحت تلك الشعارات توجهت المرأه بكامل طاقتها وفكرها نحو المادية في صوره المختلفة، كل هذا جعلها تنسى طبيعتها الأساسية ويدفعها لذلك مرحلة الشباب واندفاعه وما ان ينتهي تبدأ مرحلة الندم على ماتركته وراءها من الأمومه او تكوين اسرة .

لا يمكنني الحكم على من تتخلى عن دور الأمومة وتفكر في عدم الإنجاب لأنني مهما عرفت وفهمت عن مشاعر المرأة لن يمكنني شرح وجهة نظرها وما تمر به، حتى أنني كنت أتمنى أن أجد رأي أنثوي في هذه المشاركة ربما يوضح لنا مفاهيم أو مشاعر معينة لا نفهمها كرجال، ربما أستعين بالزميلة الدكتورة @ErinyNabil

برأيي أن الأمر شخصي تمامًا وكل منا أدرى بظروفه وأولوياته، وأيًا كانت اختيارات النساء فهذا لا يعيبهن أبدًا.

وعن هذه الحجج تقول مؤلفة الكتاب راشيل كاسك " رغم تعدد الأسباب يظل التوقف عن كونك أمًا، باختيار أو بسبب ظروف، هو مواجهة فراغ لا يمكن تصوره—خسارة ليست فقط لدور، بل لهوية عميقة."

لست متفقة تمامًا مع مثل هذا القول، لأنه يحمل افتراضًا ضمنيًا أن الأمومة تليق بكل النساء، وهذا غير صحيح، بعض النساء يكون الأصلح لهن ولأطفالهن ألا يكن أمهات من الأساس، وأن تعي إمرأة مثل هذا الأمر فهو شيء لا يعيبها.

وأود كذلك أن أشير أن جزء كبير من عزوف النساء عن الأمومة مؤخرًا هو الظروف السيئة التي تضطر أن تتحملها النساء وحدهن دون أي مساعدة من الأهل أو المجتمع.

فمثًلا بعض الشركات ترفض أن توظف النساء المتزوجات لأنهن سيحتجن بعض الأجازات بسبب الإنجاب، والشركات الرأسمالية بالطبع لا ترانا إلا كمكينات عمل وليس بشرًا، لذا ستفضل توظيف الرجال أو النساء غير المتزوجات.

وأوضح مثال على مدى تأثير الظروف المجتمعية السيئة هو اضراب نساء شرق آسيا بالأخص كوريا عن الزواج أصلًا، لأنهن بدأن يرين كيف أن تكلفة الزواج والإنجاب عليهن باهظة، والمجتمع لا يقدم للأمهات أي تسهيلات أو مساعدات.

بما أنني أم وأعمل أرى أن الأم بفطرتها تضع أطفالها وبيتها في المقدمة، وما غير ذلك فهو خروج عن الفطرة وهنا وجب إلزامها بدورها الطبيعي، هذا طبعًا إن لم يكن عدم توفيقها نتيجة وضع اجتماعي أو اقتصادي صعب اضطرها للقيام بدور أب وأم معًا.

" تحقيق الذات ثم كل شىء بعد ذلك لو أمكن"

لا أؤمن بتلك المقولة فهي خداع للمرأة، دورها الأساسي هو زوجة وأم، وما يجانب ذلك هو إضافة لها ولأسرتها، مالم تتمكن من تحقيق توازن، فإن أرهقها ذلك، فلبيتها أولوية.

في كتاب “الأمومة والنساء اللواتي يتخلين عنها: لماذا يضحي النساء بلقب الأمومة من أجل العمل؟”، تناولت المؤلفة راشيل كاسك هذا الموضوع الهام1. الأمومة ليست مجرد لقب أو وظيفة، بل هي شعور وهوية لا يدرك قيمتهم إلا من حُرِم منهم. في هذا العصر، أصبحت ظاهرة التخلي عن الأمومة أو التوقف عن ممارستها منتشرة للغاية ولها دوافع عديدة. بعض النساء يتخلين عن الأمومة بسبب الفقر وظروف الحياة، في حين يختار البعض الآخر التوقف عن الأمومة لتحقيق الذات. وبصراحة، أرى أن القيمة في الأمومة وتربية الأبناء لا يمكن تجاوزها بسهولة1. هذا لا يعني أني معارض لعمل المرأة، ولكن أعارض التخلي عن دور الأمومة. كيف ترون هذا الموضوع؟