في قصص تولستوي القصيرة: "الجميع يفكر في تغيير العالم، لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه".

البيئة التي عشنا بها تعاملنا بشكل مجموعي ولذلك برأيي من الطبيعي جداً أننا حين نريد أن نغيّر ونتغيّر أن نتعامل مع المسألة بصفتها حركة جماعية وننظر للأمور نظرة مجموعية، بالمدرسة الصالح عندنا يظلم الطالح حين يأتي العقاب، فنرى العقاب مجموعي والنعمة مخصصة، هذا الأمر الذي اعتدنا عليه، حين نريد أن نأكل نجمع الناس، حين نريد أن ندرس نجمع الناس بحلقات ومعاهد أشكّ بوجودك مثيلاتها فعلاً بأوروبا، حتى المكان المقدس الذي من المفترض أن يكون اسمه مسجد نقول عنه: جامع. نحب الجمعة والاجتماعات بكل شيء، وهذا ينعكس أيضاً على مسألة التغيير، لا نستطيع الاقتناع بأننا حين نتغير يجب أن نركّز على أنفسنا.

لا أعتقد أن تغيير النفس يتعارض قطعًا مع محاولة تغيير المجتمع. بالنسبة لي فأنا أبدأ دائمًا بنفسي في كل ما أريد تغييره سواء في ذلك تبني أفكار تقدمية أو عدم إلقاء النفايات في الشارع ولكن في نفس الوقت فأنا أسعى دائمًا لأترك المجتمع أفضل مما وجدته. قد يكون ذلك بمحاولة نشر أفكار وآراء عن مواضيع معينة. قد يكون بعمل مراجعات للكتب التي أعجبتني علها تؤثر في شخص فيقرأها ويكمل الدائرة وقد يكون بألف طريق كلها تعبير عن الذات قبل أن تكون تغييرًا

لذلك لا أرى هناك أي مشكلة من أن أغير نفسي وأنقم المجتمع وأحاول تغييره في نفس الوقت. لكن أوافق الطرح في أن المشكلة تكمن أحيانًا في فكرة عقلية الضحية واعتبار النفس لا تحتاج للتطوير ولكن المشكلة في البيئة فقط وهذا غير صحيح بالطبع

وكأنهم يهربون من أنفسهم بإلقاء اللوم على المجتمع!

صحيح .. ظنوا أنهم دون جهد سيجدون شوارع نظيفة، ظنوا أنهم بدون عمل سيجدون حياتهم كما أرادوا و أزواجا كما حلموا و كباشا سمينة بثمن رمزي

ظنوا أنهم بعيشهم أمام هواتفهم يتعلمون طريقة العيش الراقي أنه سيأتي يوما من يحقق كل ذلك و كأنه أمر حتمي سيأتي لأن قلوبهم جميلة و نيتهم صافية

كل ما يحدث هو بسبب جهلهم و فسادهم و أنانيتهم، لا شيء يأتي من العدم و لا شيء يفسد دون سبب

الكل يحلم بذلك الشخص الذي سيغير حياتهم و كأنه شخص لا يحلم هو أيضا بأحد يغير حياته و إختار العمل و المثابرة و الإجتهاد حتى ينجح و يكون هو الشخص الذي حلموا به

العمل ثم العمل و من دونه فنحن لن نجد شيء ما عدى الأمل الزائف

خطابك يحاكي مقولة "بدل أن تلعن الظلام ألف مرة أوقد شمعة"، هو نفسه الوارد في قول الله عز وجل"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، فهذا يأكد بقول منزل أن التغيير يبدأ من الذات أولا ليعم على المجتمع، ولكي يعي الانسان ذلك يجم أن يكون صاحب مبادرة.

قليلون هم من يرغبون في مواجهة أنفسهم ورؤية مساوئهم وخطيئاتهم لإحداث تغيير حقيقي في أنفسهم قبل المجتمع، أمّا بالنسبة للغالبية فالأمر على ما يُرام ما دام الفرد يُلقى اللوم على المجتمع متناسيًا أنّه جزء من هذا المجتمع أو بالتبرير لنفسه بأنه لا يُحدث الفرق والمسؤولية لا تقع على عاتقه.

أعزائي الشباب،

أظنكم جميعاً أصغر مني، وبما أنني شاااااااابة، فجميعكم إذا شباب. لقد قرأت تعليق الجميع وأعجبتني التعليقات كلها، وتنصب على فكرة واحدة وهي أن يبدأ التغيير من أنفسنا. فمن منكم أيها الشباب بدأ بنفسه،؟! فليعطنا أمثلة حتى نتبعه.

وسأبدأ بنفسي، أنا بالفعل لا أرمي أي ورقة بالشارع، وعندما يحاول ابني أن يغافلني ويرمي ورقة، أسرع بالطلب أن يحضرها وأأخذها وأضعها في حقيبتي حتى أجد سلة مهملات أو أصطحبها معي للبيت حتى أرميها في سلة المهملات خاصتي. عندي الكثير من الأشياء الإيجابية التي ترهقني نفسياً بسبب أنني أريد أن أبدأ بنفسي، شاركوني وسوف أخبركم بالمزيد عن محاولاتي.

ما يؤثر في أنفسنا مكتسب من المجتمع أساسا .. حتى لو استطعت تغيير نفسك بشكل ما سيفسدك المجتمع و ينزلك إلى مستواه طالما أنك معرض للإحتكاك معه .. لذلك لابد من أن يكون التغيير شموليا ..

عندما قرات كلماتك شعرت ان الانسان فعلا لابد ان يبدأ بنفسة من جميع النواحي كمثال

س هو شخص كان كسولا وقرر ذات يوم ان يصبح رياضيا ملتزما بنظام غذائي ونجح في ذلك ثم رأه اخوته ومع الوقت شعروا انهم لابد ان يفعلوا مثلة لأنه حقق نتائج ايجابيه ثم اصبحوا اخوة س رياضين وجسم انحف ، ثم رأى ذلك الزملاء بالعمل قرروا ان يأخذا منهم الخطة الرياضية ويفعلوا مثلهم ثم اهاليهم قرروا يفعلوا مثلهم

وهكذا بدأ س ثم تغير كل من حولة والدائرة مازالت تتوسع

تحياتي