يأتي الشهر الفضيل، وفيه تتغيّر عاداتنا، وأسلوب حياتنا اليومية، فيصبح ليلنا مرتعاً خصباً للسهرات العائلية، وإقامة الليل، والقيام بأعمالنا التي نفضّل إنجازها بعد الإفطار.

 في كتابه (تاريخ القراءة) يقول ألبرتو مانويل (كأن كلّ كتاب أقرؤه عالماً قائماً بذاته ألجأ إليه)، وقد سأل أحد أبناء الفيلسوف الأمريكي وليم جيمس أباه قائلاً: (إذا سألني الناس عن مهنتك فماذا أقول لهم؟ فقال: يا بني قل لهم إنّ أبي دائم التجوال ليلقى الأدباء والعلماء والمفكرين، من كلّ عصر وجنس ودين، يصغي إلى الأحياء منهم والأموات.. إنه لا يعبأ بحدود جغرافية ولا فترات زمانية).

لذلك ألا تظنون معي أنه من الجميل أن نعيش تفاصيل الروح في الشهر الفضيل بكتاب ممتع يمنحنا فكرة جديدة ليجعلنا نغوص فيه؟ ألا يمكننا التفكير بالاطلاع على أنواع مختلفة من الكتب؟ ولو كان كتاباً بعينه نضعه ضمن خطتنا ووضع ملاحظاتنا عليه لينتهي ذلك قبل صباح عيد الفطر السعيد؟ 

ألا تظنون الأمر ممكناً؟ إن كان كذلك فهل وضعتم خطة لغذاء أوراحكم في رمضان؟ خبرونا بها.

وإن لم تكونوا فقد تكون لبعض ترشيحات الأصدقاء هنا في حسوب ما ينفعنا، ويجعلنا ندرج مجموعة من الكتب للقراءة.. دعونا أعضاء حسوب نتشارك معاً خطتنا الرمضانية لليالٍ تكون بركة ساعاتها مضاعفة أكثر.

بالنسبة لي سأبدأ بكتاب (مصيدة التشتت، كيف تركز في فوضى العالم الرقمي) للكاتبة البريطانية فرانسيس بووث، حيث أظن هذا الكتاب خير ما أطلّع عليه في الشهر الفضيل في سعي للابتعاد عن المشتتات، فمراجعاتي حول الكتاب بيّنت بأنّ هدفه يكمن في معالجة انشغالنا بوسائل التواصل الاجتماعي والأدوات الرقمية، وقد أشارت أغلب المراجعات بأنّ هذا الكتاب سيمنحنا الفرصة لنكون أكثر انتاجية، طارحاً مجموعة من البدائل للإقلاع عن إدمان الوسائل الرقمية.

ولأنني من عشاق الروايات، فأظنني سأعيد قراءة رواية الرهان للكاتب الروسي أنطون تشيخوف، حيث قرأتها منذ زمن بعيد، وأظنني سأراها بفكر جديد، وأنتم هل ستضعون فكرة إعادة قراءة كتاب لخطتكم؟ بأي كتاب تفكرون؟