الدعاية هي البديل الأصلي للنقاش، ووظيفتها تجعل الأسوأ وكأنه الأفضل

هناك الكثير من الكتب التي تناولت هذه الفكرة بشكل علمي، والتفسير العلمي هنا هو أننا نفكر بطريقتين رئيسيتين، الأولى هي النظام السريع العاطفي الذي يتخذ قرارات عاطفية وسريعة بدون تفكير أو تحليل، وهو ما تركز عليه الدعاية بشكل كامل، أما النظام الأخر هو النظام التحليلي الذي يتطلب الوقت للدراسة والتفكير.

لذلك ستجدين كل الاعلانات تلعب على العاطفة وليس الاحتياجات

الدعاية تستهدف حاجات الانسان وتعتمد على طرائق التأثير والاقناع المختلفة التي درسها العلم وطبقها سوق العمل.

التأثير على العاطفة Emotional influence بشقيه، العاطفة الحالية والآمال المستقبلية

• الخوف باشكاله كالخوف من العجز المالي: خذ الكورس الفلاني الذي يساعدك على الثراء.
• زيادة الوزن: خذ هذا المنتج لتخفيف الوزن وتحقيق حلمك في جسد مثالي.
• فقدان الشعر: يا للعار، عادة ما يريك في الدعاية شخص عازب لا ترضى به الانثى. خذ هذا الشامبو واحصل على شعرك المثالي.

التأثير على عقلية المشاهد Psychological influence

• الثقة بالنفس: بث شعور انك اقل من غيرك اذا لم تلبس من الماركة الفلانية او ان كان جوالك ليس ايفون.
• السمعة والتميز: خذ الشهادة الفلانية.

الاعتماد على المنطق والبيانات والضغط المجتمعي لتوليد الثقة وحث العميل على الشراء

• اثبتت الدراسات ان ديتول يقتل ٩٩ بالمئة من الجراثيم Appeal to reason
• ينح بهذا المنتج الاطباء: تجد شخص لابس مريول طبي ينصحك بالمنتج. الطبيب اعلم مني فاصدقه Appeal to authority
• التعويل على اقبال الجمهور على منتج معين Bandwagon effect. اي اذا اجمع الجمهور على جودة منتج معين فهو جيد (مغالطة منطقية).
• التعويل على المؤثرين: الفنان الفلاني يستخدم هذا المنتج, اذن المنتج موثوق. Appeal to trust

أهلاً نور الهدى..

كثيرة هي الإعلانات التي خدعت بها، مراراً يحدث الأمر، لأكثر من منتج يقدم أكثر من نتيجة.

المشكلة حين تكون الصفحة بآلاف المشاركين، وتتعمد وضع رسائل أو صور أو محادثات مبين فيها حجم الفائدة من تجربة المنتج، حينها أغامر بالحصول على المنتج، ولكن دون فائدة.

ثمّ يأتي إعلان آخر لمنتج آخر، تغريك الصفحة بأنّك إن لم تستفد فبإمكانك إعادة المنتج واسترجاع نقودك!!، ولا استرجاع أو إعادة.

تجارب كثيرة يا نور الهدى، لم أتعلّم منها، لأنني دوماً أردد لنفسي، ربما أصحاب هذا المنتج هذه المرة صادقون ولا يخدعونني.. وككل مرّة، أعود بخفيّ حنين!!!

أكثر الأشياء التي شعرتها خادعة حقا هي منظفات المنزل، بعض المعقمات تظهر في الإعلانات تظهر عملها السحري و تجظهر نتيجة أنية حتى تظن أنك لو إستخدمتها ستعمل فارقا كبيرا في حياتك، لكن ذلك مجرد إشاعة وفقط، ومع ذلك لنعترف بالرغم من أننا نعلم الحقيقة إلا أننا لازلنا نقوم بإستخدامها، أشعر أنها حققت هدفها هو التأثيير على مدى بعيد ولو زال المشاهد قناعها الخادع.

ومن يتحمل هذا الأمر بدرجة اولى ممثلين المجتمع المدني وجمعية حماية المستهلك .

في الحقيقة يا نور، أنا من الناس الذين قاموا بدراسة التسويق والعمل فيه لذا أظن أنني نجوت من فكرة الخداع هنا وهناك، او ولنقل كان لدي حس ما بأن في الأمر مبالغات وأحيانًا غير منطقية، أو ولنقل شخصيتي الحذرة المتأنية ساعدتني على تخطي المخادعات حيث أنني ادور الأمر في عقلي بشكل كاف جدُا قبل أن اقوم بالاقدام على منتج ما، ولو جربته اجرب كمية صغيرة فقط

في ظل هذه المقولة، تذكرت استخدامي لسنوات صابونة دوف، التي كانت تأخذ حيز كبير في الإعلانات التجارية، حيث كانت تدخل الممثلة بوجه شاحب، وبعد مرور بضعة أيام على حد تعبيرهم، تأتي بوجه شديد البياض، والنعومة.

شعرت أن فكرة المساهمة ناقصة، إذن ماذا بعد، ما الهدف؟

هل نجحت فعلا صابونة دوف، أم أنها كانت فاشلة معك، لم تكملي..

وهنا لغينا المنطق والعقل، بل لغينا كل نقاش أو تفكير في فكرة الدعاية، وظننا أن استخدامنا لهذا المنتج سوف يحل جميع مشاكلنا التي نعاني منها.

ليس دائما، قد يكون الإعلان بالغ في النتيجة، لكن هذا لا يعني أنها ليست ذات فائدة البتة..

العديد من المنتجات تعتمد فكرة النتيجة الممتازة 100% لكن معظمها يفلح ولو ب70% وأنا فعلا جربتها مع العديد من المنتجات، أفضل نتيجة موجودة ، افضل من انعدامها..

لنأخذ على سبيل المثال صابون دوف، قد يقال أن بشرتك ستصبح شديدة البياض، لكن هذا فعليا موجود للأشخاص بالأصل ناصعي البياض، الذين لهم بشرة بيضاء لكن تم تلويثها أو اسمرارها بالشمس، أم أنك تتوقعين صبغة لبشرة لم يتم امتلاكها بالأصل؟

شخصيا أنا أجربها ولدي صديقة اخبرت الطبية أنه منتجد فاشل فجر البثور في وجهها، وحين عدنا لأصل المشكلة، انساقت هي خلف النتيجة، فبدأت تغسل وجهها فوق 4 مرات يوميا كالمهووسة، مما جعل وججهها يجف بصورة كبيرة، ولأجل أن توازن بشرتها الوضع، أفرزت الذهنيات تلقائيا لدرجة أن البثور تفجرت في وجهها..

هنا هل سنلقي اللوم على الصابون؟

أنا شخصيا أستعمله وبشرتي كالأطفال، لأني بالأصل أخرج نادرا، ولدي بشرة أصلية هكذا، لكن الصابون يساعد وحسب، لا يقوم بالمعجزات

الدعاية والإعلان بشكل عام تقوم على الخداع، فعلى سبيل المثال لا يمكن أن تعرض مأكولات حقيقية على الشاشات في أي إعلان لأن المأكولات لا تبدو جيدة إذا ما تم تصويرها، فيستخدم المختصون في ذلك المجال العديد من الخامات والمواد التي لا تؤكل أبدًا والتي تصل إلى الدهانات والخشب والبلاستيك. لنطبق ذلك على كل شيء له علاقة بالدعاية والإعلان، والمريب في الأمر أن من يعرض نفسه لخطر عدم اتباع تلك الأساليب، ومن يفطر في عدم خداع الجمهور، سوف تواجه حملته الدعائية فشلًا ذريعًا. العملية كلها قائمة على الخداع كركن أساسي.

أتفق جدًا مع المقولة، وهذه استراتيجية تسويقية أصبحت شائعة بكثرة وواضحة في أغلب الإعلانات التي تصادفنا سواء على الإنترنت أو في التليفزيون وهي: «جعل الأسوأ يبدو أفضل»؛ فالإعلانات حاليًا دائمًا ما تهدف لكسب ثقة المشترين، والتفاعل معهم عن طريق إظهار أفضل ما في المنتجات والخدمات التي يتم الترويج لها، وربما التستر على الأسوأ، أو حتى جعله يبدو وكأنه شيء إيجابي.

وفي بعض الأحيان ، يحاول الناس بيع المنتجات من خلال الجدال حول ما إذا كانت منتجاتهم جيدة وتناسب العميل أم لا عن طريق إظهار جميع نقاط القوة والضعف، مع تسليط الضوء على الصفات الإيجابية بالطبع، ولكن هذه طريقة ليست الأكثر فعالية؛ فعادة ما يكون الجدل سببًا يجعل معظم الناس تتجنب شراء شيئًا ما.