عندما تأخد أكثر من حقك في الکلمة فإنك تضیع غایتك من التعبیر عما بداخلك ألا وهي إصغاء الحاضرین لماتقوله وترکیزهم عن مضمونه

لأنّ ذلك یضایقهم من طریقة نقاشك لأنك تحرمهم من حقهم في الکلمة

وحرمانك إیاهم من فرصة التدخل یفقدهم الرغبة في إلانصات لکلامك الذي یصبح غير مرغوب بالنسبة إلیهم بسبب کثرته التي لا یتقبلونها مهما کان حدیثك جمیلا وشیقا

لإنك لست وحدك من یرید أنّ یعبر عن أرائه

ضع نفسك فقط مکان ممن تحرمهم من الکلمة وستری کم أنت مستهتر بحقهم فیها وكم طريقتك مثيرة للغضب

لأنك مثلما أنت ترغب في التعبیر عن أرائك وكل ما يراودك غیرك أیضا نفس الشیئ

ثم إدا کان لا یکفیك أنت حقك من الکلمة کیف ترید ممن تأخد حقهم فیها أنّ یکتفون بعدم التعبیر عن أرائهم التي یرغبون في التعبیر عنها مثلما ترغب أنت

کیف ترید منهم إستعداد للأصغاء لثرثرتك المرفوضة التي لا تترك لهم فرصة التحدث

كما أنك أيضا عندما تحرم الأخرین من نصیبهم من الکلمة فأنك تحرم نفسك من إلاستفادة مما لذیهم من معرفة

لأنك تتکلم أکتر مما تسمع أو ربما تتکلم دون أنّ تسمع شیئا

کما أنك أیضا تقل من إفادة النقاش التي لا تکتمل إلا من خلال تدخل الجمیع

حیث أنه لکل شخص فکرة ما أو إضافة ما في الموضوع المطروح التي قد لا ینتبهون إلیها الأخرین

ومن خلال تعدد إلاضافات والأراء یثم إغناء الحوار

خلاصة الفکرة أنّه لن تکتمل فائدة النقاش حتی یتم إحترام قواعده

ولن تحترم قواعده حتی تکون الغایة المنشودة منه هي الفائدة وإلاستفادة بدل إصتعراض الاراء والصراع عن إخد الکلمة