Menna Mahgoub

روائية وكاتبة (خواطر ، قصص قصيرة ، رسائل أدبية ، حكايات ، تساؤلات فلسفية.)

498 نقاط السمعة
34.4 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
5

الأمل بعد خيبة

حين يظنّ القلب أنّ الأمل قد خمد نوره، تتسلّل إلى الروح خيوط من نور اليقين، وغالبًا ما تكون خيوط الرجاء، وإن بدت كطيفٍ في ظلمة الانطفاء. ومن رحم الظلمة، يولد التردّد، ويحبو الأمل كطفلٍ صغير متعثّر الخطى، يبحث وسط العتمة عن بصيصٍ من النور. وفي لحظة الاستسلام، تبزغ الأنوار، ويشرق الفجر كولادةٍ جديدة، تحمل وعدًا بالازدهار، وتدفعنا نحو الاستمرار. تشكل بنار الأمل تفاصيل حياتنا، ونحتضن الحياة رغم الجراح. نمضي صامدين، وما من شكّ أن لكلّ ليلٍ نهاية، ولكلّ عتمةٍ فجرٌ
4

صاحب الظل

"ثمة أماكن تسرق منّا أنفاسنا، لأنها تحمل ظلال من مرّوا ذات حبّ. الأماكن لا تُنسى لأنها احتفظت بكل أثر للخطوات، أو حتى الضحكات التي صدرت مرة من القلب، أو لحظة صمت بين قلبين تفهّما دون كلام. الأماكن قد تغمرنا بالحب، أو تخنقنا بالحنين. لا لأنها ضاقت، بل لأنها ما زالت تسمع لذكرى من مرّوا بحب، أو سيمرّون بظلال ذات الحب. على الجدران، تجد نظرات عيون طالعت يومًا إياها بحب، أو عيونًا تائهة تلتفت يمنة ويسرة، مشتتة، وكأنها تبحث عن صاحب
2

مصادفات أدبية أم همسات كونية

في رحلاتنا الأدبية، كثيرًا ما نسعى نحو عناوين معينة، عن مؤلفين نفضلهم أو موضوعات تثير اهتمامتنا، فنبحث بشغف. لكن في خضم هذه المعركة المحددة، قد نلتفت لكتاب لم نكن نبحث عنه، أو لقاء غير متوقع لموضوع يثير اهتمامنا... هذه المصادفات الأدبية تثير تساؤلات عميقة حول طبيعة الاكتشاف، ودور الصدفة في حياتنا. هل هي مجرد صدفة بحتة، أم أن هناك ما هو أعمق؟ اكتشف المزيد حول سحر المصادفات الأدبية وتأثيرها على حياتنا: [https://jawak.com/%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%AF%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%85-%D9%87%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-76218]
0

مقالاتي

"المقالات السابقة هي جزء من سلسلة أوسع ، يمكنكم متابعة بقية المقالات والمزيد من التفاصيل على جوّك: [https://jawak.com/author/Mennamahgoub]."
5

سكون الروح في مهب العمر

في منعطفات الحياة، عندما يتوقف كل منا عن خوض المعركة نفسها، يزول ذلك الإلحاح الداخلي المحموم لتفسير الذات، لتبرير الخيارات، أو لإثبات وجهة النظر. إنها لحظة سكينة تحل بعد عواصف التوقعات والجهود المضنية للفهم. حينئذٍ، قد تبدأ خيوط الشيب بالتسلل إلى سواد الليالي، وحين تخف وطأة الخطى، يبرز شعور خفيّ ولكنه عميق. هل هذه هي الشيخوخة؟ أم أنها نافذة تطل على حكمة مكتسبة؟ كثيرًا ما ارتبطت الشيخوخة في الأذهان بصورة التدهور الجسدي والضعف. لكن ثمة جانب آخر يتسلل بهدوء، جانب
7

أغراض منسية

تساءلت كثيرًا: هل تشتاق لنا أغراضنا المنسية، أم نحن من نشتاق إليها؟ الكتاب الذي قرأناه بصوت عالٍ، القبعة التي حمتنا من شمس الظهيرة، القميص الذي ارتديناه ونحن نضحك، وحتى المشط الصغير الذي ترك أثرًا خفيفًا... أشياء تركناها في الزوايا، كانت جزءًا من يومنا. هل تشتاق لنا؟ هل لها ذاكرة؟ ربما، بطريقتها الخاصة... جامدة هي، لكنها لا تزال تحتفظ بلمساتنا، وعبقنا، وصدى ضحكاتنا، وهمساتنا. شاهدة صامتة على جزء من لحظاتنا، قصيرة كانت، لكنها باقية. أما عن الشوق النابع من أعماق قلوبنا،
2

قريبًا... حكاياتكم بلسانكم رحلة من الفصحى إلى العامية... فهل أنتم مستعدون؟

بعد فترة من توقف عن العمل على مشروع أدبي قديم، قررت مؤخرًا الشروع في سلسلة مواضيع جديدة تهدف إلى تسليط الضوء بأسلوب موحد على أفكار قد ترهق العقول الشابة وتقدم حسب تغير نظرتهم للأمور، ومعالجة ضعف الفصحى لديهم. ستُصاغ هذه المواضيع بعد نشرها هنا علي الموقع بلسان الشارع الدارج، لتصل إلى الجيل الذي يملك زمام التواصل على كافة وسائل التواصل الاجتماعي، ستُقدم هذه المواضيع بعد التعديل عبر حلقات البودكاست . فهل لديكم أي ملاحظات أو آراء قد تفيدني؟
1

كبسولة الصوت

في خضم هذا العالم المتشابك من الأصوات، حيث تتداخل ضوضاء الحياة اليومية مع الهمسات الخافتة للأسرار، يظل للصوت مكانة سامية وتأثير ساحر على نسيج وجودنا. إنه ليس مجرد موجات صوتية تمر عبر حواسنا، بل هو خيط خفي يربطنا بماضينا، وجسر عاطفي يعيدنا إلى لحظات قد نسيناها أو كدنا ننساها. تُظهر لنا الدراسات كيف أن الصوت يمتلك قدرة فريدة على إيقاظ الذاكرة النائمة. فبمجرد أن تلامس آذاننا نغمة مألوفة، أو صدى صوت عزيز، أو حتى لكنة مميزة، تتدفق الذكريات القديمة بغزارة،
1

كبسولة زمنية بين الصفحات

هل شممت يومًا صفحة من كتاب قديم فأحسست أنك عدت فجأة إلى طفولتك؟ إلى فصل دراسي غائم في الذاكرة، أو زاوية في مكتبة مدرسية تسرّبت إليها الشمس بخجل؟ ليست القراءة وحدها ما يربطنا بالكتب، بل هناك شيء خفي، غير ملموس، يُطلّ علينا من الورق الأصفر... رائحة الكتب. إنها ليست مجرد عبير ورقٍ مطبوع، بل كبسولة زمنية، تحفظ بين طيّاتها لحظات لا يمكن استرجاعها بالكلمات. رائحة الكتب القديمة تشبه الأرواح الهامسة التي عبرت ذات يوم في حياتنا، وتركت أثرًا لا يُمحى.
6

" تمرد الأنوثة بين التقليد والحرية"

مقدمة يعد الأدب من أبرز وسائل التعبير عن التغيرات الاجتماعية والثقافية التي تمر بها المجتمعات. في الأدب العربي المعاصر، لعبت المرأة دورًا محوريًا في تغيير المفاهيم التقليدية عن الأنثوية والتمرد على القيود المجتمعية. ومع تطور الأدب العربي، ظهرت شخصيات نسائية متمردة، تعكس صراع المرأة في المجتمع العربي الحديث بين التمسك بالقيم التقليدية والبحث عن حرية فردية تتجاوز حدود التوقعات المجتمعية. ما جعل هذه الشخصيات محط اهتمام ليس فقط في الأدب بل في الواقع الاجتماعي ذاته. في هذا المقال، سنتناول تطور
1

نصائح يجب التنبيه عليها بعد الإنتهاء من الرواية وقبل إرسالها لدار النشر

انهيت رواية لي كأول مسودة لها يعتبر وهي قيد المراجعة والتعديل وقابلة للإضافة بعض الأحداث . هل هناك نصائح يجب التنبيه عليها بعد الإنتهاء من الرواية وقبل إرسالها لدار النشر؟؟؟
5

الإهداء الأول من (نغمات حب بحرية)

 إهداء    " إلى كل قريب حملني بشغفه وصدقه إلى برّ الأمان ، وشارك معي أحلامي ومغامراتي ".  " إلى أهلي وأصدقائي ، أنتم النبض الذي أبقى سفينتي طافية وسط أمواج الحياة ".
4

نغمات حب بحرية

تم الإنتهاء من سلسلة الرسائل كليًا أود إخباركم إنها أقتربت من النشر الإلكترونيّ إن لم أجد دار مناسبة للنشر الورقي تقبل النشر ولا ينص العقد ببند عدم النشر من قبل. أتمني أن تليق بتوقعاتكم وتنال إعجابكم. بعد ما عرفت بذلك البند شعرت ببعض الندم.
1

نغمات حب بحرية

الزجاجة الثالثة والعشرون إلي رغد ليليّ: رست سفينتنا اليوم على ميناء هادئ ، محاط بجزيرة هي وجهة لكل النزلاء من مسافرين ، وبحارة ، الهواء كان يحمل رائحة البحر الممزوجة بروائح غريبة ، كإنها مزيج لشتئ الروائح ، وكأن الأرض هنا تحفظ أسرارًا أقدم من الزمن لكل نزيل ومقيم . كنا بحاجة للراحة بعد رحلة طويلة ، وبين ضجيج البحارة وقصصهم عن رحلاتهم الطويلة ، وتخطيطهم ، وقعت عيناي على شيء استثنائي. كانت ملقاة على أحد الطاولات، وكأنها فقدت صاحبها
2

نغمات حب بحرية

الزجاجة الثانية والعشرون إلي رغد ليليّ: اليوم قررنا تحدي أعماق البحر بحثًا عن كنوزه الدفينة. أحد البحارة، بشجاعةٍ خالصة، غاص أولاً وعاد بلؤلؤة صغيرة، لكنها كانت تضوي وكأنها اقتطعت من ضوء القمر نفسه. أعترف أنني شعرت بالغيرة؛ ليس من اللؤلؤة، ولكن من البحر الذي يحتفظ بهذا الجمال في أحضانه. لم أتمالك نفسي، ارتديت معداتي البسيطة وقفزت في المياه. كان العالم السفلي يحيط بي بظلامه وغموضه، كأنني أخطو في حلم. الحياة هناك هادئة لكن قوية ، وكأن الأمواج تراقبني بصمتٍ مطمئن.
4

نغمات حب بحرية

الزجاجة الحادية والعشرون إلي رغد ليليّ ، وأغلي ما في عمري: ألم أخبركِ من قبل ، أن البحر ليس مجرد مكان بل هو ساحة معركة أبدية بين القراصنة ، والأمواج ، وبين المجهول ، والمألوف. اليوم ، وفي رحلتي بين الأمواج العاتية ، واجهتُ صراعًا لم يكن متوقعًا. في الأفق ، ظهرت سفينة أخرى ، تحمل شعارًا مختلفًا عن أي قراصنة رأيتهم من قبل. علمها كان أسود ، كما لو كان يرمز للموت القادم ، وأسطولهم لم يكن يشبه أي
4

نغمات حب بحرية

الزجاجة العشرون إلي رغد ليليّ : في رحلة اليوم ، عبرت الأمواج الهادرة التي لم أتوقعها ، حتي لاحت في الآفاق جزيرة بعيدة ، لم يكن لها اسم على خرائط السفن أو الملاحين. كانت الجزيرة مغلفة بغطاء من الزهور البرية التي تمايلت مع الرياح كما لو كانت ترقص على أنغام البحر. أما السماء فقد كانت صافية لدرجة أنها عكست وجه البحر، وكأن كل شيء في هذا المكان متحد في جمالية واحدة. في البداية ، ظننت أنني قد أخطأت الطريق، لكن
2

نغمات حب بحرية

الزجاجة التاسعة عشر إلي رغد ليليّ : أكتب لكِ بعد أن جبت البحار ذهابًا وإيابًا ، حيث كبرت بين أمواجها ، وترك الزمن علاماته على وجهي وذاكرتي، أدركت أن البحارة لا يبحرون فقط بأشرعتهم ، بل بأرواحهم المربوطة  بأسرار البحر وخرافاته التي تسكن أعماقه. حدثني البحارة عن السماء الحمراء ، كما لو أنها مرآة لمزاج البحر. إذا تلونت الشفق بلون الشروق الحارق ، فهذه إشارة للعواصف التي تختبئ في الأفق. أتذكر، ذات مرة، أن أحدهم أشار للسماء وقال: "احذَرْ، البحر
1

نغمات حب بحرية

الزجاجة الثامنة عشر إلي رغد ليليّ : ما زال محفورًا ذلك اليوم في ذاكرتي ، ليس فقط بما حمله من أحداث ، بل بكل تفاصيله الصغيرة التي بدت كأنها لوحة حية رسمها البحر بنفسه أمام عيناي. حيث كانت الشمس تقترب من الغروب ، تلون الأفق بلون برتقالي دافئ، بينما السماء تتدرج نحو الزرقة الداكنة ، القارب الخشبي الصغير كان يتمايل برفق فوق الماء، وكأنه يتنفس مع البحر. بدت الأمواج حينها كخيوط من الحرير تتشابك بلطف تحتنا، تحملنا بعيدًا عن المرفأ
2

نغمات حب بحرية

  الزجاجة السابعة عشر إلي رغد ليليّ: على مرِّ العصور، نسج البحّارة أساطيرهم ، وخرافاتهم حول البحر، وكانوا يتناقلونها في همس خشية أن يضطرب الغضب. ومن بين تلك المعتقدات، أن النساء على متن السفن نذير شؤم ، فالنساء قد يثيرن غضب الحوريات يغارن من جمالهن أو يخشى أن تسلب قلوب البحارة فتتوه بوصلهن.، أو أعماق البحر . لا أؤمن بخرافاتهم. كيف يمكن لجمالٍ مثل جمالكِ أن يكون شؤمًا؟ كيف يمكن لإمرأة مثلك، تُشبه النسيم الذي يهدّئ البحر الهاج، أن تكون
4

نغمات حب بحرية

  الزجاجة السادسة عشر إلي رغد ليليّ: ارتفعت الشمس مودعة يومًا آخر، تاركة خلفها سماءً تحمرّ كالجمر المشتعل ، بين ألسنة الضوء المتشابكة، خيّم صمت ثقيل، لم يُقطعه سوى هدير الأمواج وكأنها تتهامس بأسرار دفينة . التقت عيناي بتلك السماء الحمراء التي اكتست الأفق، تذكرت قصص القراصنة القديمة. قالت القراصنة ذات مرة: "حين تصطبغ السماء باللون القرمزي، فإن البحر يتهيأ للغضب." لم تكن كلماتهم مجرد خرافة ؛ فقد تعلمت أن تلك السماء الحمراء تنبئ بشيء قادم ، شيء يجرّ معه
2

نغمات حب بحرية

  الزجاجة الخامسة عشر إلي رغد ليليّ : في كل مرة أواجه فيها الأمواج الغاضبة ، التي تضرب سفينتي كأنها تخاصم حبي لكِ ، أتذكر ملحمة "أوديسيوس" ، ذلك البطل الذي استمرت رحلته لعشر سنوات. لقد واجه وحوشًا لا تحصى ، منها "بوليفيموس" ، وهو ابن "بوسيدون"، إله البحر. استخدم "أوديسيوس" ذكاءه للهروب ، لكنه أغضب "بوسيدون" الذي لاحقه بالعواصف والعقبات ، وتحدى الغضب الإلهي ، وكل ذلك ليعود إلى وطنه. وكما كان "أوديسيوس" يبحر نحو "بينيلوبي"، أجد نفسي، رغد
4

نغمات حب بحرية

الزجاجة الرابعة عشر إلي رغد ليليّ زهرة أيامي ، وشواطئ أحلامي: الرمال الذهبية علي الشواطئ ، تشبه النمشات السباحة على وجنتيكِ، كأن الشمس قد قبلتكِ في لحظة عشق ، وبقيت مساهمة حبها باقية ، أتأمل الرمال، وأرى وجهكِ يطل الوجود من بين الحبات ، أتأمل هذا المنظر الجميل، وكأن الطبيعة تُرسل رسائل صغيرة لتُذكرني بكِ، لتقول لي إنكِ هنا، رغم كل شيء. تغازل الشمس البحر، تلونه بدرجات من الذهب ، والبرتقالي ، تمامًا كما تفعلين عندما تحتلين عالمي بنوركِ وتوهج
5

نغمات حب بحرية

  الزجاجة الثانية عشر إلي رغد ليليّ: في ليلة هادئة ، رست سفينتي على الشواطئ النرويجية ، حيث تداعبك خيالات الرياح الباردة ، وتروي سحر حكاياتها القديمة. هنا، في هذه الأرض المهيبة ، سمعت عن "الكَرْكَن" ، الوحش البحري الذي يقال أنه عادة في الأعماق ، حجمه كجزيرة ، بوحدة تحكم لتلتف على أكبر السفن ، وعينين بحجم القمرين ، ويمنع في فرائسه بلا رحمة يتربص في الأغوار ، وينتظر لحظة ما ليصعد إلى السطح، ناشرًا الرعب والخوف بين البشر.
6

نغمات حب بحرية

الزجاجة الحادية عشر إلي رغد ليليّ: في ليالي تتلاطم بها الأمواج بشدة ، كأن البحر يتنهد بقوة من كثرة ما حمله من أسرار ، كل قطرة منها تحمل حكاية ، وكل موجة جديدة بوجودها  تبوح بسرٍ دفين.  لكني كنت الوحيد الذي يتنبأ بما يحمله البحر في أعماقه ، أو هكذا خُيل إليّ ، كنت أراه بحر كاهل الأسرار سهلاً بفك أسراره ، ورموزه ، ولكني أيضًا كنت صغيرًا قد يختلط الأمر أحيانًا عليّ ، انظر للسماء فرآها تمطر وهي تناظره