حين يظنّ القلب أنّ الأمل قد خمد نوره، تتسلّل إلى الروح خيوط من نور اليقين، وغالبًا ما تكون خيوط الرجاء، وإن بدت كطيفٍ في ظلمة الانطفاء.
ومن رحم الظلمة، يولد التردّد، ويحبو الأمل كطفلٍ صغير متعثّر الخطى، يبحث وسط العتمة عن بصيصٍ من النور.
وفي لحظة الاستسلام، تبزغ الأنوار، ويشرق الفجر كولادةٍ جديدة، تحمل وعدًا بالازدهار، وتدفعنا نحو الاستمرار.
تشكل بنار الأمل تفاصيل حياتنا، ونحتضن الحياة رغم الجراح. نمضي صامدين، وما من شكّ أن لكلّ ليلٍ نهاية، ولكلّ عتمةٍ فجرٌ لا محالة من بزوغه.
يشتعل الأمل في قلوبنا حين نعترف بالألم؛ فقد يبقى كالجمرة الكامنة تحت رماد الصمت، لا تنطفئ، بل تنتظر من يؤجّجها بلهيب الحقيقة.
فالرجاء ليس جهلًا بقدرة النفس، بل وعيٌ عميق بوجعها وعمق الجرح. فالرّوح القويّة تنهض رغم العجز، ونحن لا نولد أقوياء، بل تصقلنا الانكسارات، وينضجنا الخذلان.
حين ندرك أن النور لا يأتي من الخارج دائمًا، بل يسكن داخلنا، نتقبّل الفقد، بل ونعيد تعريفه. نُدرك حينها أن النهايات ليست خسارة، بل ربما بوابةٌ لما كنا نجهله عن أنفسنا.
الأمل ليس زيفًا… بل اختيار.
ونختاره رغم هشاشتنا، لأنه في جوهره… أعظم صورةٍ للقوة الإنسانية.
التعليقات