الزجاجة الثانية والعشرون
إلي رغد ليليّ:
اليوم قررنا تحدي أعماق البحر بحثًا عن كنوزه الدفينة. أحد البحارة، بشجاعةٍ خالصة، غاص أولاً وعاد بلؤلؤة صغيرة، لكنها كانت تضوي وكأنها اقتطعت من ضوء القمر نفسه. أعترف أنني شعرت بالغيرة؛ ليس من اللؤلؤة، ولكن من البحر الذي يحتفظ بهذا الجمال في أحضانه.
لم أتمالك نفسي، ارتديت معداتي البسيطة وقفزت في المياه. كان العالم السفلي يحيط بي بظلامه وغموضه، كأنني أخطو في حلم. الحياة هناك هادئة لكن قوية ، وكأن الأمواج تراقبني بصمتٍ مطمئن. شعرت بالبرد يخترق عظامي وكل نبضة في صدري ، لكن فكرة العثور على شيء يليق بكِ كانت كافية لتدفئني
بين الصخور والصَدَف، لمحتها. لؤلؤة براقة بحجم صغير لكنها أسرتني ببريقها. التقطتها برفق، وكأنني أحمل قلب البحر بين يديّ. لكن الطريق للعودة كان أصعب مما توقعت. المياه كانت كالجدار، تدفعني للأسفل، والبرد تحول إلى سكاكين تغرز في كل عضلة. عندما أخيرًا وصلت إلى السطح، شعرت بثقل البحر كله على جسدي. لم أستطع الوقوف. ارتجفت، ثم أغمي عليّ.
استيقظت لاحقًا على أصوات زملائي ودفء الشمس الذي كان يحاول كسر برد جسدي. كنت متعبًا ومنهكًا، لكنني فتحت يدي لأتأكد أنها ما زالت معي. اللؤلؤة، هديتي لكِ.
رغد، أحيانًا أتساءل: هل البحر يغار منكِ؟ هل يخبئ كنوزه كي لا يُقارن جمالكِ بها؟ لا يهم. لأنكِ دائمًا ستكونين أغلى من أي لؤلؤة يمكنني أن أجدها، وأي مغامرة قد أخوضها.
من بحار يبحر بحبك دائمًا ، سيلمان
٢٧/١٢/١٩١١
التعليقات