إلي رغد ليليّ:

إلي من تحتل القلب كـنور الشروق الذي لا يغيب.

رغد، هل تعلمين ، أن أول سفينة عرفتها البشرية لم تكن مجرد خشب متراصٍ بجانب بعضه ، بل كانت سفينة صنعت وماسكها الإيمان ، رسمها حب نجاة نحو الحق ، مررت وسط جبال غمرتها المياه بعد أن غضب الإله ، وبعد أن أمتلئت بالخير علي أكمل وجه ، سفينة نوح عليه السلام ، رمزًا كانت للصمود ، ومأمنًا صغيرًا حمل العالم علي ظهره ، ليبدأ بعد النجاة من جديد ، كأن الله أراد ان يوصل للناس أجمعين بأن المياه تكتب حياة جديدة ، بينما كان العالم يصرخ بعد أن صرخ المطر ، والبحر يشتد غضبًا ، ليغمر الأرض كان نوح عليه السلام بروح ثابتة ، إيمان راسخ بداخله ، يديين متعبتين ، صنع من الألواح والدسر ، ما أمر الله به ليجمع الحياة ويصونها ، لكن السفينة وحدها لم تكن وسيلة للنجاة فحسب ، بل كانت بيتًا من الإيمان ، ضمت كل زوجين اثنين ليكونا بذورًا للحياة الجديدة.

وأنا ، يا رغد ، أحمل حبًا كـحب ذلك الطوفان ، جارفًا لا نهاية له ، ولكنه لا يطمئن إلا بقربك ، كل رحلة في البحر الواسع ، أشعر وكأنني أبحث عن سفينة نوح تخصنا ، ترسنا علي مرفأ أمان يجمعنا ، ويحمينا من امواج الحياة الهادرة.

أتخيل نفسي نوحًا جديدًا ، أخوض بحار الشوق ، حاملاً ذكري ضحكاتكِ ، وكلماتكِ ، كأنها أزواج من السعادة تملأني حياة ، أسير نحوكِ رغم عواصف الحياة ، والبحار.

أعتز بكِ وكأنني أسكب من كل قلبي ماء نقيًا يُروي من اللقاء.

أرسل هذه الرسالة لأحميكِ من أمواج الحياة.

وحينما تنتهي هذه الرحلة سأبني لنا مرفأ مليئًا بالأزهار ، والضحكات، يذكرنا بكل لحظة نجاة عشناها بعد بُعاد ، وضلال ، ويعلمنا كيف كان الحب ملاذًا يبحر بنا حينما يريد القدر.

لكِ كل الحب

سليمان.

۱ / ۱ ۱ / ۱٩۱۱