الزجاجة الرابعة عشر

إلي رغد ليليّ زهرة أيامي ، وشواطئ أحلامي:

الرمال الذهبية علي الشواطئ ، تشبه النمشات السباحة على وجنتيكِ، كأن الشمس قد قبلتكِ في لحظة عشق ، وبقيت مساهمة حبها باقية ، أتأمل الرمال، وأرى وجهكِ يطل الوجود من بين الحبات ، أتأمل هذا المنظر الجميل، وكأن الطبيعة تُرسل رسائل صغيرة لتُذكرني بكِ، لتقول لي إنكِ هنا، رغم كل شيء.

تغازل الشمس البحر، تلونه بدرجات من الذهب ، والبرتقالي ، تمامًا كما تفعلين عندما تحتلين عالمي بنوركِ وتوهج دفئكِ . البحر يُلقي بموجه على الشاطئ ، فتلامس أوتار قلبي ، تعزف سيمفونية أنغام حبٍّ لا تنتهي.

 أراك في كل تفصيلة هنا، في رقة النسيم الذي يلامس وجهي، وفي الأفق الذي يشبه بريق كل خطوة أخطوها على هذا الرمل تروي قصة ، وكل حبة رمل تحمل ذكرى ، كما لو أن الشاطئ نفسه يعيد ليستشعر من حياتنا. أذكر تلك المرة التي أطلقت فيها ضحكة ملأت الهواء،  تداعب أذاني ، والشاطئ الآن.

رغد، قد تكون المسافات طويلة، لكنكِ هنا معي شوقي إليكِ في تزايد مستمر .

بشوق لا ينتهي ، وحنين لا يقاوم،

سليمان

١٢/٦ /١٩١١