الزجاجة السابعة عشر
إلي رغد ليليّ:
على مرِّ العصور، نسج البحّارة أساطيرهم ، وخرافاتهم حول البحر، وكانوا يتناقلونها في همس خشية أن يضطرب الغضب. ومن بين تلك المعتقدات، أن النساء على متن السفن نذير شؤم ، فالنساء قد يثيرن غضب الحوريات يغارن من جمالهن أو يخشى أن تسلب قلوب البحارة فتتوه بوصلهن.، أو أعماق البحر . لا أؤمن بخرافاتهم. كيف يمكن لجمالٍ مثل جمالكِ أن يكون شؤمًا؟ كيف يمكن لإمرأة مثلك، تُشبه النسيم الذي يهدّئ البحر الهاج، أن تكون مصدرًا للخوف؟ ،لو كنت هنا، لكانت الرياح تهدأ لتسمع همسكِ ، والموجة تخجل من الأمام وهجكِ.
ربما نابعًا من جهلهم ، أو ربما كانوا يخشون أن يأسرهم حضور امرأة في حبها أكثر مما يغرقون في البحر في الداخل. ربما كان الخوف ليس من وجودهن، بل من تأثيرها ، أما أنا، فأعلم يقينًا أن حضوركِ، لو حتى كان وهمًا بين أمواج ذاكرتي .
هؤلاء البحارة لم يفهموا البحر، كما لم يفهموا النساء. طريقان أسرارهم لا يمكن سبر أغوارها ، فحين أغادر البر، وجهكِ بوصلتي، وعينيكِ مرساتي.
ببحرٍ من حبٍّ ، سليمان
١١/١٢/١٩١١
التعليقات