"ثمة أماكن تسرق منّا أنفاسنا، لأنها تحمل ظلال من مرّوا ذات حبّ. الأماكن لا تُنسى لأنها احتفظت بكل أثر للخطوات، أو حتى الضحكات التي صدرت مرة من القلب، أو لحظة صمت بين قلبين تفهّما دون كلام.
الأماكن قد تغمرنا بالحب، أو تخنقنا بالحنين. لا لأنها ضاقت، بل لأنها ما زالت تسمع لذكرى من مرّوا بحب، أو سيمرّون بظلال ذات الحب.
على الجدران، تجد نظرات عيون طالعت يومًا إياها بحب، أو عيونًا تائهة تلتفت يمنة ويسرة، مشتتة، وكأنها تبحث عن صاحب تلك الظلال.
لكن، تُرى…
هل الأماكن تبقى على ذات الحب إن رحل الحب؟
وهل الجدران تُصدق بقاء الذكرى، أم تنتظر من يعيد لها نبض الحكاية؟
هل يكفي الأثر كي نبقى؟ أم أن الأرواح هي التي تُحيي المكان؟
وربما… الحب حين يرحل، لا يترك المكان، بل يتركنا نحن داخله، نراوح بين الرجاء والذكرى.
فهل نحن أوفياء للحب… أم للأماكن التي شهدته؟"
التعليقات