لا بد وأن يتعلم الأطفال قول الحقيقة بالطبع، ولكن في بعض المواقف قد يتحول قول الحقيقة من جانبهم لمشكلة أكبر كإيذاء مشاعر الآخرين أو الوقاحة في حقهم، وهم في ظنهم أنهم فقط يقولون الحقيقة، أعتقد أننا مررنا بمواقف كثيرة مشابهة شعرنا نحن الكبار بالحرج نيابة عن أطفالنا بسبب هذا، فلنتخيل مثلًا أنه أثناء حديثنا مع شخص ما، يأتي طفل ويقول له "أنت سمين". وهو في ظنه أنه فقط يقول الحقيقة كما علمناه. فكيف نعلمهم التفرقة بين الأمرين بما يناسب عقلهم؟
كيف نعلم طفل الفصل بين قول الحقيقة ومراعاة مشاعر الآخرين؟
علمنا أبي الأمر رحمه الله بطريقة جيدة وكذلك شيخ المسجد علمنا نفس الأمر كلاهما قال أنت لست مضطر للكذب ولكن لو هناك حقيقة ستقولها اختبر أثرها على نفسك وانظر في تأثيرها لو كان جيد فانطق به والعكس صحيح، وأذكر مثال لأبي ( تخيل زميلك الراسب بالفصل هو في نظرك فاشل الآن وهذه حقيقة لكن النطق بها مؤذي لذلك تجنب قولها ولا تخبره رأيك به هنا " فلتقل خيراً أو لتصمت" )
أرى ذلك المعيار جيد للغاية لنمنع الطفل من الكذب ومن قول ما له تأثير سلبي رغم أنه حقيقة
هذه طريقة عظيمة، بالفعل قد لا يكون الأطفال قادرين على استيعاب الأسباب أو التفرقة بين المواقف المختلفة وسياقاتها ولكنهم أذكياء بشأن المشاعر، إذا جعلوا مشاعرهم مقياس لما يجب أن يقال وما لا يجب أن يقال سينجحون في التفرقة بين الأمرين، وحتى نحن الكبار نطبق نفس الآلية وإن لم ننتبه لذلك، في أوقات كثيرة نتراجع عن قول تعليقات أو الدخول في مواضيع معينة لأننا نعلم أننا لو وضعنا في موقف مشابه لن نحب ذلك.
من المستحيل ذلك، يستحيل فعلاً إذا أردنا الامر واقعياً، لإن هاتين القيمتين تتعارضان بشكل طبيعي والكبار يجدون صعوبة شديدة في إدارة هذا الأمر، التوازن معقد جداً ويعتمد على السياق الذي لا يميزه الطفل.
مراعاة مشاعر صديق الطفل قد يتطلب تجنب الحقيقة أو تعديلها وهذه ملكة غير موجودة عند الأطفال، بطبيعتهم يفتقرون للخبرة والوعي الكامل بتعقيدات العلاقات الاجتماعية، ولذلك نحن للأسف نعلمهم الكذب، بدل الأدب. برأيي أي إنسان لا يعرف كيف يتم تحقيق هذا التوازن حتى يكبر وخاصة أن القيم الثقافية والعائلية تختلف بين بعضها البعض مما يجعل برأيي من المستحيل وجود منهج أخلاقي موحد ننقله لأطفالنا.
ربما الأمر صعب ولكن ليس مستحيل، الأطفال لديهم قدرة على الإحساس بمشاعر الآخرين وعليه إذا حاولنا التوضيح لهم أن بعض الحقائق أو الآراء وإن بدت صحيحة إلا أنه يجب علينا الاحتفاظ بها لأنفسنا وعدم البوح بها مباشرة لأنها فعل عكس ذلك سيؤذي مشاعر شخص آخر الطفل سيطبق ذلك وإن لم يفهم السبب وراء ذلك، بكل بساطة يمكنك تشبيه الموضوع له بوضعه في موقف أنت تعلم أنه سينزعج إذا وضع فيه وأخبره أن قوله لشيء معين لشخص ما سيتسبب في نفس شعوره عند وضعه في موقف يزعجه، الأطفال يتعلمون كل شيء بالتشبيهات والمقارنة بأشياء مألوفة لهم.
كان هناك طفل اسمه يورغو، افتحيه على فيسبوك، هو يشتم زملاءه ويعايرهم بدون قصد، اشهر كلمة خرج بها كترند هذا الطفل هو: كنت عم امزح معه - ما نعتقد أنه ممكن على طفل لا ينطبق غلى كل طفل
يتعلم الأطفال القيم والمبادئ بسياقها, وليس عن طريق التليقين المسبق لما يليق وما لا يليق اجتماعيا, نحن نوجه الطفل بعد المرور بالموقف.
فكيف للطفل أن يدرك أن وصف شخص ما بأنه سمين هو أمر لا يليق, في حين أن وصف شخص آخر بأنه طويل كلام يليق؟ هذا يتطلب أن يكون للطفل مخزون معرفي قبلي لماهية السمنة وأسبابها والفرق بينها وبين بقية الخصائص الجسدية ولماذا تعتبر أمرا سلبيا بالمجتمع, كي يستطيع الحكم ما إذا كان تعليق مثل : أنت سمين يختلف تماما عن تعليق أنت طويل.
ومن باب أولى أن لا يشعر البالغون بالأذى من كلام الأطفال أو الانزعاج منهم لأننا جميعا كنا أطفالا وهذه هي سنة الحياة, يجب أن نتقبل الوقوع في مواقف محرجة بسبب الأطفال, مثلما نتقبل صراخهم وإتلافهم للأغراض وبقية المنغصات...
أنت محق تمامًا في أن الأطفال يتعلمون من خلال التجربة والسياق، وأن توجيههم بعد مرورهم بالمواقف يكون أكثر فعالية من التلقين المسبق. فهم الفروق بين المفاهيم وكيفية تأثير كلماتهم على الآخرين يحتاج إلى مخزون معرفي وتوجيه دقيق.
من المهم أيضًا أن نعلم المجتمع بشكل عام أن الأطفال يتعلمون من خلال الأخطاء وأنه يجب أن نكون أكثر تفهمًا وتعاطفًا مع هذه الأخطاء. الأطفال في طور التعلم والنمو، وتعزيز بيئة تعليمية إيجابية ومشجعة يسهم في بناء شخصياتهم وتطوير قيمهم
الأطفال يتعلمون من خلال الأخطاء، ولكن ليس بتكرارها، أعني إذا حدث موقف كالذي وضع في المساهمة وقال الطفل لأحد الأشخاص أنت سمين، وأخبرته أنه أخطأ ولا يجب عليه قول هذا، سيأتي موقف آخر ويقول لشخص آخر أنت قصير جدا، وسأقول له هذا خطأ لا تقول ذلك، ثم سيأتي موقف ثالث ورابع وعاشر، أيجب علينا أن ننتظر مروره بكل المواقف وكل الأخطاء حتى يدركها في النهاية!! بالطبع لا، لا بد من وجود معايير استباقية تعلمه كيف يفرق بين الأمرين بحيث لو أخطأ أول مرة لا يكرر خطأؤه باختلاف الموقف.
هذا يتطلب أن يكون للطفل مخزون معرفي قبلي لماهية السمنة وأسبابها والفرق بينها وبين بقية الخصائص الجسدية ولماذا تعتبر أمرا سلبيا بالمجتمع, كي يستطيع الحكم ما إذا كان تعليق مثل : أنت سمين يختلف تماما عن تعليق أنت طويل.
ليس عليه أن يدرك كل هذا! عندما تريد جعل طفلك يصوم أو يبدأ في التعود على هذا أتشرح له أهمية الصيام وتأثيره داخليا على الجسم وأنواعه وعواقب تركه دينيا أو جزاء الالتزام به! هل تحشو عقله بكل هذه المعلومات مرة واحدة أم تكفي بإخباره أن عليه الصوم لكي يحبه الله ويرضى عنه؟ كلنا كأطفال قيلت لنا هذه الجملة وأردنا أن نكون كالكبار فبدأنا بالتعود بهذه الطريقة وكلما كبرنا تعلمنا أكثر فأصبح منا من يصوم حتى في غير الأوقات المحددة لذلك رغبا في فوائد أخرى، القصد أن الأطفال يمكن أن يتعلموا أي شيء إذا قدمنا لهم الأسلوب والطريقة المناسبة لعمرهم، الطفل إذا أخبرته أنه لا يجوز أن يعطي أي تعليقات خاصة بالشكل مع طرح الأمثلة واكتفيت باخباره أن هذا سيزعج غيره سيطبق ذلك وإن لم يفهم المغزى وراءه وهذا أفضل من لا شيء، وهناك أطفالا يكونوا أكثر وعيا مقارنة بأقرنائهم وستجد لديهم القدرة على استيعاب وتفهم الأسباب.
سلوك الأطفال وقدراتهم على الاستيعاب والالتزام تختلف باختلاف أعمارهم, الأطفال الذين يتفوهون بتعليقات محرجة هم بسن صغير جدا لا يميزون فيه الصواب من الخطأ, حتى لو أخبرتهم أنه لا يجب محادثة الغرباء بالشارع وإلا تعرضوا للاختطاف والأذى, ستجدينهم رفقة الغرباء يتبادلون أطراف الحديث, هم بحاجة لإخبارهم كل مرة أن يغسلوا أيديهم قبل الأكل....أنت لا تخبرينهم بما عليهم فعله مرة واحدة فقط وتتركينهم بعد ذلك ملتزمين بما أخبرتهم به من تلقاء أنفسهم وإلا فهم ليسوا بأطفال بل راشدين, هم بحاجة لمراقبة طوال اليوم, فكيف يمكن توقع أن يلتزموا بعدم التفوه بأي تساؤلات تدور في أذهانهم حول البشر من حولهم؟ لن يستوعبوا طلبك!
نحن نتحدث عن أطفال في مرحلة التعلم، إذا كانوا قادرين على تعلم أساسيات الكتابة والقراءة والحساب واللغات الأجنبية أسيكون من الصعب عليهم تعلميهم كيف يتصرفون في بعض المواقف؟ الأمر ليس بهذه الصعوبة هو بحاجة لإيجاد وسيلة مناسب لعمر وعقل الطفل ولا بأس من التكرار، من منا كبالغين لا ينسى ويقع في نفس الخطأ ويحتاج لتذكيره من قبل أشخاص آخرون!
أنا شخصياً مازلت أواجه مشاكل في التفرقة بين الأمرين. فالحقيقة دائما مؤلمة وقولها لا يراعي مشاعر أحد. فإذا رأيت شخصا سمينا مثلا فإما أن أخبره بالحقيقة لكي ينتبه للمشكلة ويجد لها حلا أو أن اراعي مشاعره واتغافل عن الأمر. أشعر احيانا أن "مراعاة مشاعر الغير" ما هو إلا مسمى لطيف للكذب. أنا عن نفسي لا اراعي مشاعر أحد إذا كان يفعل شيء خاطئ. فمثلا عندما عرض علي أحد أصدقائي أحد التصميمات الذي كان يعمل عليها واجهته بسوء التصميم وعرضت عليه بعض التعديلات. هذا طبعا قد يجعل البعض يبتعد عني ولا يأخذ رأيي، لكن في حال أراد أحد أن يأخذ نصيحة حقيقية خالية من المجاملات انا اكون خياره الاول
الحقيقة لا تعني دائمًا أن تُقال بشكل مباشر وصادم، بل يمكن تقديمها يا كريم بأسلوب بنّاء يشجع الشخص على التغيير بدلاً من أن تجرح مشاعره، لأنه صدقني مهما كنت تدعي أنك صادق وتقول الحقيقة، إلا أن هذه الحقيقة قد تتحول إلا فضيحة خصوصا إذا تم لفظها أمام الملأ، لكن الأسلوب يلعب دورًا مهمًا في تقبّل الآخر للنصيحة. بدلًا من القول "تصميمك سيئ"، يمكنك أن تقول مثلا "قد يساعدك تحسين الألوان أو التوازن في التصميم لجعله أكثر جاذبية." هنا، قمت بتقديم نقد بناء مع اقتراحات عملية.
أنا عن نفسي لا اراعي مشاعر أحد إذا كان يفعل شيء خاطئ.
صدقني مراعاة مشاعر الآخرين لا تعني بالضرورة المجاملة المفرطة. بل هي وسيلة للتواصل باحترام، مما يجعل الطرف الآخر أكثر تقبلًا لما تقوله.
تخيل معي يا كريم، مثلا في بيئة العمل، إذا قمت بانتقاد زميلك بشكل قاسٍ أمام الجميع، صراحة قد يشعر بالإهانة ويقل تعاونه معك. لكن إذا اخترت مكانًا خاصًا وقلت: "أقدر مجهودك، لكن هناك نقاط بحاجة لتحسين مثل..."، بهده الطريقة ستحافظ على العلاقة المهنية معه وتقدم ملاحظاتك بشكل فعال والأكيد سأخد بها ويعمل على تصحيح أخطاءه.
أنا بالفعل اراعي الكثير من الأشياء أثناء تقديم النقد لأحد، فمثلا من المستحيل أن انتقد أحدا أمام تجمع من الناس، ولا انتقد إذا لم يكن نقدي مصحوبا بحلول بديلة واقتراحات، كما أنني إذا لم أكن متمرسا في المجال الذي يطلب الشخص رأيي فيه ارفض ان اعطي أي اراء. قد اكون قاسيا بعض الشيء في أنني لا ازين النصيحة ولا اراعي مشاعر الآخرين واركز على السلبيات، لكن اعتقد أن ذلك هو ما يحتاجه من يطلب النصح، فهو لا يحتاج لمن يقول له احسنت انت رائع، فهذا ما يفعله الجميع، بل يجب أن يخبره أحد بالسلبيات ويركز عليها لكي يأخذها بجدية ولا ينخدع ويشعر أنها ضئيلة
أفهم تمامًا وجهة نظرك، أسلوبك في النقد المباشر والمتعلق بالسلبيات قد يكون مفيدًا في بعض الحالات، لكن من المهم أيضًا أن نأخذ بعين الاعتبار أن تقديم النقد يتطلب توخي الحذر في كيفية تقديمه، حتى لا يشعر الشخص المتلقي بالإحباط أو التحدي.
أحيانًا يا كريم، التوازن بين الإشارة إلى الجوانب السلبية وإبراز الجوانب الإيجابية يساعد الشخص على تحسين نفسه دون أن يشعر بالفشل أو النقد الجارح.
كما أن وجود توازن في اختيار اللحظة والمكان المناسبين لتقديم النقد يمكن أن يكون له تأثير كبير. النقد في مكان عام قد يسبب الإحراج، بينما في بيئة خاصة قد يكون أكثر قبولًا وتأثيرًا.
هذه حقيقة يا @Kareem_Magdy الأسلوب والتوقيت مهم جدا، لا مشكلة من قول الحقيقة ولكن راعي الأسلوب حتى لا تجرح أحد، أنا منذ أيام وضعت في وضع مشابه لم حدث معك ومع صديقك حيث ارسلت لي صديقة عرض تقديمي من إعدادها لتأخذ رأيي فيه، ورأيت ملاحظة استغربت عن نفسي أنها لم تنتبه لها ولكن لن أقول لها هذا بهذه الطريقة، بدأت أولا بمدح النقاط الايجابية كالديزاين المبدع وطريقة التنظيم واستخدام طرق عرض مختلفة للمعلومات، وكانت النقطة السلبية الوحيدة هي عدم مراعاة ألوان كتابة الخطوط مع ألوان الديزاين المستخدم حيث جميعهم ألوان قاتمة لا تجعل الكتابة واضحة أبدا للقارئ، فما كان مني سوى اقترحت عليها تغيير اللون مع ذكر السبب، ولكن انظر للفارق لم أقل لها مثلا " الألوان سيئة، كيف لم تنتبهي لذلك!"
من الممكن شرح مفهوم الفرق: بين الحقيقة التي لابد أن تقال، والحقيقة التي لا تُطلب وتجرح الآخرين فقط. وهذا مايسمى بالذكاء الاجتماعي الذي يتعلمه الطفل من النظر لقدوة أفضل. مثلًا هنا قول يا سمين، جات لأن الطفل بظني يعرف أنها تستخدم بسياق سيء لنقل، وهذا ماتعلمه من المحيط. ولكن لنقل أنه لم يرى هذا في محيطه فقط قاله بالمقارنة مع مايراه وأطلق هذا الحكم. فإن القصص مثلًا وإيضاح ماهو صحيح وخاطئ مفيدة
بالذكاء الاجتماعي الذي يتعلمه الطفل من النظر لقدوة أفضل
بالفعل الوعي بأهمية الذكاء الاجتماعي مهم جدا، فيتضمن تعلم الأطفال من البيئة المحيطة بهم كيفية التفاعل مع الآخرين بلطف واحترام. إذا سمع الطفل تعليقات سلبية حول مظهر شخص ما في محيطه، يمكن أن يتعلم أن هذا هو التصرف المقبول. لذلك، برأي يجب على الأهل والمدرسين أن يقدموا نماذج إيجابية في التعامل مع الآخرين وتلقينها للأطفال.
بهذا الشكل، يصبح الطفل قادرًا على فهم متى يجب قول الحقيقة وكيفية قولها بطريقة تحافظ على مشاعر الآخرين.
هذه مشكلة بالفعل يا رغد، الأطفال يتعلمون من الكبار فإذا كان الكبار لا يراعون مشاعر الآخرين فكيف للأطفال أن يكتسبوا هذا الأمر! ولكن الكبار مع غيرهم من الكبار يمكن التعامل معا، أنا مثلا لو وضعت في موقف مشابه لأجد تعليق علي لا يعجبني سأرد بالطريقة المناسبة، وتأثير مثل هذه التعليقات يدخل فيها عوامل كثيرة كالثقة بالنفس وسياق التعليق واسبابه، ولكن عندما يصدر الأمر من طفل سيكون الموضوع أكثر تعقيدا، إذا كان أصدر التعليق لمن هو في مثل سنه سيعتبر تنمر، وإذا كان لشخص أكبر منه ستعتبر وقاحة وسوء تربية، وهذا كله سيقابل بغضب الطفل لا يفهم سببه لأنه في ظنه هو لم يفعل شيء خاطئ.
ذكرت نقطة جيدة، وهي الثقة بالنفس، فحتى عند ردك من الممكن أن يتعلم الطفل من طريقة ردك أن لا الأمر خاطئ لأنك لم تصمتي عن حقك. ولذلك ثقتك أنت مهمة وكذلك الطفل. وهذا يفيد فيما إذا كان طفلك هو المتعرض لهذه الوقاحة، وكذلك يفيد عند تصحيح خطأ الطفل بأن الأمر عادي وسيتعلم. عليه قبول هذا وعلينا أيضًا قبول أن الطفل سيخطئ حتمًا. ولن نكون دائمًا قدوة جيدة لكننا نحاول؛ وفي كل هذا سيتعلم الطفل.
أعتقد أن الحل يكمن في تعليم الأطفال التفرقة بين الحقيقة والمشاعر، يجب أن نفهمهم أن قول الحقيقة لا يعني بالضرورة التعبير عن كل ما يدور في ذهنهم بشكل فوري دون تفكير، خاصة إذا كان ذلك قد يسبب أذى للآخرين، بل يمكننا أن نعلمهم أن هناك طرقًا للتعبير عن الحقيقة بلطف وبدون إهانة، وأنه من المهم أن يفكروا في تأثير كلماتهم على مشاعر الآخرين، وذلك من خلال تقديم أمثلة وتوجيههم بلطف، ويمكننا أن نعلمهم كيفية التوازن بين الصدق والاحترام، بحيث يكونوا قادرين على قول الحقيقة دون أن يتسببوا في الحرج أو الأذى.
يجب علينا كآباء ومربين أن نوجههم بلطف وحكمة. فبدلًا من مجرد إخبارهم بعدم قول أشياء معينة، علينا أن نشرح لهم لماذا قد تكون بعض التعليقات غير مناسبة أو مؤذية، وأن نعلمهم كيفية التعبير عن أفكارهم بطريقة لطيفة ومهذبة. كما يمكننا استخدام أمثلة من الحياة اليومية لتوضيح الفرق بين الصدق والوقاحة، ومساعدتهم على تطوير التعاطف والتفكير في تأثير أفعالهم على الآخرين. بهذه الطريقة، نساعد أطفالنا على النمو ليصبحوا أفرادًا صادقين ومراعين لمشاعر الآخرين في نفس الوقت.
أفضل طريقة فى رأى لتعليمهم هي استخدام أمثلة واقعية بسيطة تناسب أعمارهم. عندما يحدث مثل هذا الموقف، يمكننا التحدث معهم بهدوء وتوضيح: "نعم، أنت قلت الحقيقة، ولكن الطريقة التي قلتها بها قد تؤذي مشاعر الآخرين". ثم يمكننا تعليمهم كيفية قول الحقيقة بلطف، مثلاً "بدلاً من قولك 'أنت سمين' يمكننا أن نقول 'أنت تبدو مختلفاً اليوم'
الأطفال يتعلمون من خلال الأخطاء، ولكن ليس بتكرارها، أعني إذا حدث موقف كالذي وضع في المساهمة وقال الطفل لأحد الأشخاص أنت سمين، وأخبرته أنه أخطأ ولا يجب عليه قول هذا، سيأتي موقف آخر ويقول لشخص آخر أنت قصير جدا، وسأقول له هذا خطأ لا تقول ذلك، ثم سيأتي موقف ثالث ورابع وعاشر، أيجب علينا أن ننتظر مروره بكل المواقف وكل الأخطاء حتى يدركها في النهاية!! بالطبع لا، لا بد من وجود معايير استباقية تعلمه كيف يفرق بين الأمرين بحيث لو أخطأ أول مرة لا يكرر خطأؤه باختلاف الموقف.
أتفق جداً مع هذا الرأى
عن طريق التلاعب بالكلام، فمثلا بدل من اخبار شخص انه بخيل، يمكنه قول "كثرة المال قد يؤذيك في بعض الاحيان". وها هي بعض الامثلة الاخرى التي جلبتها من gpt
- بدلاً من قول "أنت كسول"، يمكن القول: "لماذا لا تستغل طاقتك في شيء مفيد؟"
- بدلاً من قول "أنا لا أحبك"، يمكن القول: "أحتاج بعض المساحة الآن."
- بدلاً من قول "هذا العمل سيء"، يمكن القول: "أعتقد أن هناك مجالًا للتحسين في هذا المشروع."
- بدلاً من قول "أنت مخطئ"، يمكن القول: "لدي وجهة نظر مختلفة قليلاً حول هذا الأمر."
وهذا في العموم يسمى بالادب/التعبير/البلاغة. او حتى الدبلوماسية!
التعليقات