أنت مدرس فلسفة، وطلب منك شرح ما هو المنطق، لطفل بالسادسة ورجل بالثلاثين من عمره، كيف ستشرحه؟

ممكن أقول للطفل تخيّل يكون عندك كألعاب رجلين خارقين super heros، إذا كنت تعرف رجل أكثر من الآخر، وكانت الذي تعرفه الأكبر والأثقل بعالم الخارقين، فيمكن تخمين أن الرجل الذي تعرفه أثقل وبالتالي سءسقط بشكل أسرع إذا أسقطت الاثنين معاً.

أرأيت؟ يساعدنا كل عمل منطقي على أن نعرف الإجابات باستخدام ما نعرفه قبل أن نجرّب، يعطينا إشارة.

أما بالنسبة للأكبر فسأقول أن المنطق نمط تفكير يتضمن تقييمات لكل ما لدينا من معطيات لتحديد مدى صحة ما نلك من معلومات بناءً على القواعد والمبادئ.

يكفينا معطيات صحيحة متأكدين من صحتها ختى يساعدنا هذا على تحقيق المنطق وضمان صحة الاستنتاج الذي نعمل عليه.

إذا كنت سأشرح المنطق لطفل فيمكن أن أستعين ببعض الأمثلة مثل:

- لو كنت ترغب في النوم ماذا ستفعل ؟ سيقول اذهب للسرير وهنا سأقول له ولو كان السرير غير مرتب ماذا ستفعل سيقول سأرتبه، وهنا سيكون سؤالي ولماذا نرتب ولا نذهب لغرفة أخرى؟ فيقول مثلاً لأنه لا بنبغي أن أنام إلا بمكاني؟

وهنا سأقول أن هذا هو منهج المنطق نحن نقرر الفعل بناءًا على مدركات سابقة، ولا نفعل بأي أمر ما ندرك أنه لا ينبغي، فالمنطق هو التعامل بالمدرك وأدراك الموجود لفهم المفقود.

وبالنسبة للشخص الكبير

سأقول مثلاً أن المنطق هو عملية التفكير التي تحكم بها على صديق إبنك لمجرد أنه يدخن أو يتحدث مع فتاة وهنا تقرر أن تحذر إبنك بعد هذا التفكير

أنت هنا فكرت وعممت فكرك ثم اتخذت قرار وانتقلت من موجود بسيط إلى مفقود غير واضح وهذا هو المنطق

مبدئيًا السن وحده ليس كافيًا كي أحدد الطريقة التي سأشرح بها مفهومًا عميقًا لشخص آخر. هناك عوامل أخرى قد تتدخل مثل درجة ذكائه أو غبائه، ومدى ثقافته، ومدى وعيه، ما هي مهنته، إلخ.

ربما طفل في السادسة يفهم ما لا يفهمه رجل بالثلاثين، والعكس. خصوصًا مع عامل التكنولوجيا والانفتاح الثقافي الهااائل المُعاش حاليًا.

لكن مع حذف كل العوامل والتركيز على السن فقط،

فطالب السادسة سأقرب له الأمر بمثال من حياته مثل اللعب.

سأسأله: إذا أردت اللعب فماذا ستفعل؟

سيجيب: سأنزل إلى الشارع مثلًا وأنادي الأصدقاء.

سأخبره: لماذا لم تذهب إلى المطبخ مثلًا؟

سيقول: لأنه لا توجد ألعاب في المطبخ؛ فالمطبخ لإعداد الطعام والأكل.

سأخبره: أنت هنا استخدمت المنطق. كانت لديك مشكلة وقمت بحلها باستخدام ما يُسمى المنطق. وأثناء ذلك اتخذت القرار الصحيح بناءً على أسباب عقلية (منطقية) صحيحة.

أما بالنسبة لرجل الثلاثين فأعتقد أن أي شرح مبسط للفكرة يجب أن يفي بالغرض.

ربما سأشرحه لطفل في السادسة بأنه الأمر البديهي والذي يبدو صحيحًا ومعقولًا بشكل تلقائي، أما لرجل في الثلاثين قد أقول له "هو أن تفكر في جدوى كل شيء، فتكتشف أنه لا حدود لما يسمى منطق" أو قد أكتفي بإجابة "منطقية" مثل (لا أعلم!).

للطفل سيكون شرحي له أن المنطق هو ما يمكن أن تعرفه ويعرفه الجميع في نفس الوقت فمثلا ما الذي يجعلنا نريد أن نشرب أو نأكل؟ الإجابة لأننا نشعر بالعطش والجوع فمن المنطقي عندما نشعر بالعطش أن نشرب المياة تحديدا.

أما لشخص كبير فسيكون تعريفي للمنطق هو علم معياري يعتمد على أن نقيس الأشياء بالنسبة لمعرفتنا المسبقة أو عن طريق التجربة ومن خلال القياس بالمعايير الشخصية يمكن أن نصل إلى نتيجة منطقية، فلو وجدنا خاتم في اليد اليسرى لرجل يمكن أن نقول أنه منطقيا متزوج، ولو وجدنا شخص يبكي فمنطقيا هو متألم، وهكذا

• لطفل في السادسة من عمره:

المنطق يشبه قواعد لعبة. عندما نلعب لعبة، ماذا نفعل؟ نتبع القواعد لنعلم متى نفوز؟ ومتى نخسر؟ نحن نستخدم المنطق مثلما نستخدم قواعد الألعاب. هو يساعدنا لنفكر بطريقة صحيحة، ونختار الإجابات الصحيحة. مثلا: إذا كان معك حلوى، وأكلتها، فلن يكون معك حلوى بعد الآن صحيح؟ وهذا شيء منطقي. المنطق يساعدنا لنعرف ماذا سيحدث عندما نقوم بشيء مأ.

للطفل الصغير:

المنطق هو أن ماتقوله لايتعجب ولايُستَتغرب منه الناس.

للرجل الكبير:

المنطق هو أن يتم قبول ماقلته من ذوى الأفهام.

للمشاغبين:

المنطق أن تقع ولاتضع منطق :)